تونس: تعزيزات أمنية وهدوء حذر في القصرين وسيدي بوزيد

تونس: هدوء حذر في القصرين وسيدي بوزيد بعد يومين من الاحتجاجات

25 ديسمبر 2018
الاحتجاجات في القصرين التونسية تتواصل (فيسبوك)
+ الخط -


يسود هدوء حذر في القصرين وسيدي بوزيد التونسيتين بعد احتجاجات أمس التي تواصلت حتى اليوم، وشهد مفترق حي النور بولاية القصرين تعزيزات أمنية مكثفة تحسبا لاندلاع احتجاجات ليلية بعد استخدام الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين الذين رفعوا شعارات تطالب بالتنمية وتوفير فرص العمل.


وقال الناطق باسم وزارة الداخلية، العميد سفيان زعق، لـ"العربي الجديد"، إن "احتياطات أمنية مكثفة وصلت إلى محافظة القصرين، وخاصة حي النور وحي الزهور، خوفا من عودة الاحتجاجات الليلية. المطالب الاجتماعية مقبولة، ولكن التخوف من التحركات الليلية التي عادة ما تكون مشبوهة" على حد قوله.

وأوضح زعق أنه تم توقيف تسعة أشخاص قاموا بعمليات تخريب، ورشقوا عناصر الأمن بالحجارة، ما تسبب في إصابة ستة منهم، "الوضع الأمني في سيدي بوزيد مستقر حاليا، والاحتجاجات انطلقت في عدد من الأحياء، حيث عمدت مجموعات تتكون ما بين 10 إلى 15 شخصا إلى غلق الطرق وإشعال العجلات المطاطية، وسرعان ما تم تفريقهم ليعاودوا الكرة من حين إلى آخر".


وبين الناطق باسم الداخلية أنه يتم حماية المحتجين نهارا لأن "الاحتجاج مكفول دستوريا، ولكن الاحتجاجات الليلية لا يمكن السيطرة عليها، والتحركات المشبوهة ليلا هدفها تشتيت جهود قوات الأمن، وبالتالي يجب الحذر منها".

وأكد الشاب فتحي محمدي، من حي النور في القصرين، لـ"العربي الجديد"، أن "الوضع حاليا مستقر في الحي، ولكن هناك مناوشات في حي الزهور، والمناوشات التي وقعت بين المحتجين وقوات الأمن ليلة أمس استمرت إلى الفجر، وتجددت بعد جنازة المصور الصحفي عبد الرزاق الرزقي، والذي حرق نفسه أمس، وتم استعمال الغاز المسيل للدموع ضد المحتجين".

وقال محمدي إنّ "المحتجين جددوا الشعارات المطالبة بالتنمية والتشغيل، خاصة أن القصرين تعاني من التهميش، ولم يتم خلق أي مواطن شغل فيها، وهناك حالة من الاحتقان لأن شباب القصرين انتظروا ثماني سنوات، ولكن سياسات التجاهل تتواصل".

ومن سيدي بوزيد، قال الناشط الحقوقي، عماد الأشهب، إنّ "الوعود الزائفة، وغلاء المعيشة، وراء الاحتقان الحاصل في المحافظات، وخاصة سيدي بوزيد والقصرين ومناطق الشمال الغربي"، مضيفا لـ"العربي الجديد"، أن "سيدي بوزيد لم تجن من الثورة شيئا، فرغم الحديث عن كونها مهد الثورة التونسية، لكن الوضع لم يتغير، والتحركات الاحتجاجية انطلقت من مناظرة (فسفاط المكناسي) وامتدت إلى منزل بوزيان والرقاب".

ولفت إلى أن "المشكلة أنه لا تجاوب مع مطالب المحتجين، وأغلب المسؤولين الجهويين يزيدون الوضع سوءا ويؤججون الغضب بتصريحاتهم، مع غياب واضح للتطمينات للشباب المحتجين، أو طرح برامج مستقبلية لحاملي الشهادات العليا العاطلين. الجميع حريص على التظاهر السلمي والابتعاد عن دعوات التخريب والعنف، والمجتمع المدني عليه أن يلعب دوره في توعية المحتجين كي لا يتم استغلال هذه التحركات".