تونس: تصفية حسابات بين مسؤولين إعلاميين

تونس: تصفية حسابات بين مسؤولين إعلاميين

29 نوفمبر 2015
تكاد لا تغيب الخلافات أسبوعيّاً عن الساحة الإعلامية(Getty)
+ الخط -
أدى العدد المتزايد للمحطات الإذاعية والقنوات التلفزيونية بعد الثورة في تونس إلى  خلق منافسة بين هذه القنوات، نظراً لضعف المردود المالي لسوق الإعلانات التجارية. وتحولت هذه المنافسة في بعض الأحيان إلى عداوات شخصية، تتم تصفيتها عبر برامج تلفزيونية، حيث سبق لقناة "نسمة تي في" أن عرضت ما سمته بحثاً استقصائياً حول سليم الرياحي، رجل الأعمال التونسي وصاحب قناة "التونسية"، تمّ فيه التعرض لحياته الشخصية ولمصدر أمواله، وتمّ اتهامه بأنه استولى على ثروة عائلة القذافي، خاصة وهو معروف بالقرب من هذه العائلة، وكان يعتبر لدى البعض واجهتها الاستثمارية.

هذه الحادثة جعلت الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري تتدخل، وفرضت عقوبات مالية على قناة "نسمة تي في"، واعتبرها المتابعون للشأن الإعلامي التونسي تدخل في إطار "حرب المصالح والمنافسة بين أصحاب القنوات التلفزيونية، لارتباط كل منهم بأجندات سياسية". فنبيل القروي، صاحب قناة نسمة، ينتمي إلى حزب نداء تونس، في حين يترأس سليم الرياحي حزب الاتحاد الوطني الحرّ.

هذه الخلافات تكاد لا تغيب عن الساحة الإعلامية التونسية، وخاصة منها السمعية البصرية، فتبادل التهم بين المسؤولين عن المحطات التلفزيونية متواتر، ويبلغ في بعض الأحيان حدّ التجريح، مثلما حدث مع سامي الفهري، مالك قناة "الحوار التونسي"، وسليم الرياحي مالك قناة التونسية.

بعض هذه الخلافات وصل صداه إلى أروقة المحاكم التونسية، مثلما حصل الأمر مع طارق قدادة، المستثمر السعودي من أصل فلسطيني والشريك الرئيسي في قناة "حنبعل تي في"، الذي اتهم شركاءه في القناة بالتلاعب في سجلاتها المالية، وهو أمر ينفيه زهير القمبري، المدير العام لقناة "حنبعل تي في"، الذي يرى أن الخلاف سينظر فيه القضاء التونسي وسيحدد المسؤوليات القانونية لكل طرف. وهي وضعية انعكست على القناة التي تشهد تراجعًا في نسب المشاهدة، جعلها تفقد مكانتها، التي احتفظت فيها لفترة طويلة بالمرتبة الثالثة في القنوات الأكثر مشاهدة.

ولأن سوق الخلافات لا ينتهي، فقد ظهر في الساحة الإعلامية خلاف بين قناة "نسمة تي في" وإذاعة "موزاييك إف إم". فقد اتهم نورالدين بوطار، مالك إذاعة "موزاييك إف إم" في بيان أصدرته الإذاعة منذ يومين، سيارة مجهولة بمراقبة منزله الخاص، وعندما اتصل بالشرطة ادّعوا وفقاً لما ذكرت الإذاعة أنهم يعدّون برنامجا حول الحياة الخاصة لمدير عام إذاعة "موزاييك" لفائدة قناة "نسمة".

في المقابل، نشر موقع "نسمة تي في" بيانا أشار فيه إلى "إيقاف أمين مطيراوي، الصحافي في القناة، في أثناء قيامه بتحقيق استقصائي عن المال الفاسد، حيث قام رجل الأعمال نورالدين بوطار، شريك بلحسن الطرابلسي، بالاعتداء على أمين مطيراوي وقدّم شكاية إلى مركز الشرطة، وأضاف بيان قناة نسمة أن هناك محاولات يتم بذلها من قبل مدير عام إذاعة "موزاييك" من أجل الضغط حتى يتمّ ايداع الصحافي السجن.

حرب البيانات هذه اعتبرها البعض صراعا لتضارب المصالح بين الطرفين، خاصةً وأن البيان الذي أصدرته قناة "نسمة" أشار إلى العلاقة السابقة بين نورالدين بوطار وبلحسن الطرابسلي، شقيق ليلى الطرابلسي، زوجة الرئيس التونسي المخلوع.



اقرأ أيضاً: عقوبات قانون الصحافة تثير جدلاً في المغرب