تونس تبحث مع "أفريكوم" مجابهة الإرهاب وتأمين الحدود

تونس تبحث مع "أفريكوم" مجابهة الإرهاب وتأمين الحدود

10 سبتمبر 2020
الرئيس التونسي قيس سعيد(Getty)
+ الخط -


بحث الرئيس التونسي قيس سعيد، أمس الأربعاء، مع قائد القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا (أفريكوم)، الجنرال ستيفان تونساند، تعزيز التعاون الأمني والعسكري لمجابهة الإرهاب، في وقت تتّجه الأنظار نحو ليبيا التي تعيش على وقع هدوء حذر.
وذكر بلاغ رسمي صادر عن الرئاسة التونسية أن لقاء رئيس الجمهورية قيس سعيد، مع تونساند تناول "سبل تعزيز التعاون الثنائي بين تونس والولايات المتحدة الأميركية في شتى المجالات ولا سيما في المجال العسكري، وكذلك في مجال مكافحة الإرهاب".
هذا اللقاء سبقه لقاء تقني بمقر وزارة الدفاع الوطني، بإشراف وزير الدفاع الوطني إبراهيم البرتاجي وآمر القيادة العسكرية الأميركية لأفريقيا بحضور سفير الولايات المتحدة الأميركية بتونس، دونالد بلوم، ومسؤولين عسكريين تونسيين وأميركيين رفيعي المستوى.

وبحث الاجتماع المزيد من دعم التعاون بين البلدين في مجال تكوين الأفراد وتأمين الحدود ومكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، ودعم القدرات العملياتية للمؤسسة العسكرية في مجالات العمليات والتكوين والتدريب والاستعلام.
وأكد وزير الدفاع التونسي أن الولايات المتحدة الأميركية تعد شريكاََ أساسياََ لبلاده، آملاً دعم القدرات العملياتية للقوات المسلحة التونسية في مقاومتها للإرهاب والجريمة المنظمة والتهريب، مشدداً على ضرورة استكمال منظومة المراقبة الإلكترونية للحدود الجنوبية الشرقية.
وأكدت الولايات المتحدة الأميركية مراراً، عن استعدادها للتعاون الوثيق مع تونس في المجالَين الأمني والعسكري، لمواجهة التهديدات الإرهابية المشتركة العابرة للحدود.
ولطالما رحبت واشنطن بجميع الرؤساء المتعاقبين على تونس منذ الثورة، مشددة في بياناتها الرسمية على أنها ستقف إلى جانب تونس في مواجهة الإرهاب.

أجج الجدل مباشرة إثر بيان لـ"أفريكوم" منذ أشهر، كشف خلاله الجانب الأميركي أنه يدرس مع تونس "طرقاً جديدة لمعالجة المخاوف الأمنية المتبادلة


وأكد السفير الأميركي في تونس، في آخر تصريحاته أن "واشنطن وتونس نجحتا في مواجهة التحدّيات الأمنية في تونس وأماكن أخرى بالمنطقة"، قائلاً: "تعاوننا العسكري والأمني متين ويجري لصالح البلدين"، وفق بيان للسفارة الأميركية.
وتسلمت تونس منذ 2011، أكثر من مليار دولار لدعم الجيش التونسي، حسب ما ذكرته "أفريكوم" في بيانات سابقة، كما قدّمت واشنطن، بين 2011 و2016، ما يزيد على 900 مليون دولار كمساعدات لدعم الديمقراطية والأمن والتنمية الاقتصادية بتونس.
كما تسلمت القوات الجوية التونسية، في يناير/كانون الثاني 2015، طائرة نقل عسكرية من نوع "سي 130 جيه"، وفي يناير 2017، تسلمت دفعة من مجموعة من 26 زورقا حربيا سريعا فيما تلقت في أغسطس/آب 2017، أربع مروحيات "بلاك هوك"، طراز (UH-60) من مجموع 8 اشترتها في 2015.

وبحث رئيس الحكومة التونسية، يوسف الشاهد، في يوليو/تموز 2017، في واشنطن مع وزير الدفاع الأميركي حينها، جيم ماتيس، الشراكة الدفاعية والوضع الأمني في تونس، والمساعدة بمكافحة الإرهاب، والتعاون بمجال التدريب العسكري وتبادل الاستخبارات والتعاون الدفاعي.
وحلّت بتونس، في مارس/ آذار 2019، سفينة البحرية الأميركية "يو إس إس أرلينجتون" وطاقمها المؤلّف من 1063 فردا، والتقى ضباط من البحرية التونسية بربّان السفينة وبقيادتها.
ووعد السفير الأميركي السابق لدى تونس، خلال حفل تسليم المساعدات العسكرية، بدعم البلاد ومساعدتها في تركيب نظام أمن حدودي على حدودها الشرقية، ومدّها بالمعدّات والتدريب الضروريين.
ورغم ما ينقله الخبراء الأمنيون عن متانة علاقات التعاون العسكري والأمني التونسي الأميركي، إلا أن هناك مخاوف من استغلال هذه المساعدات وذلك في إطار مساعي واشنطن لضمان وجودها العسكري في شمال أفريقيا عموماً وخصوصاً على مقربة من التراب الليبي الذي يعرف نزاع مصالح بين مختلف القوى العالمية.
لكن الرئيس التونسي، قيس سعيد، أكد سيادة الأراضي التونسية وعدم القبول باستغلال أي شبر من البلاد.
ومع ذلك، يبقى الجدل قائماً في تونس حول طبيعة العلاقات العسكرية مع الولايات المتحدة.
وتأجج الجدل مباشرة إثر بيان لـ"أفريكوم" منذ أشهر، كشف خلاله الجانب الأميركي أنه يدرس مع تونس "طرقاً جديدة لمعالجة المخاوف الأمنية المتبادلة، وبينها استخدام لواء (وحدة عسكرية) للمساعدة الأمنية".

ونقل البيان عن تاونسند قوله: "بينما تواصل روسيا تأجيج نيران النزاع الليبي، فإن الأمن الإقليمي في شمال أفريقيا يشكل مصدر قلق متزايد".
ورغم توضيح لاحق من "أفريكوم" أكدت فيه أنه "لن تكون لها مهام قتالية انطلاقاً من تونس، بل ستكتفي بإرسال وحدة تدريب"، إلا أن المخاوف ظلت قائمة.
وأوضحت "أفريكوم" أن "لواء المساعدة للقوات الأمنية مقصود به وحدة تدريب صغيرة وهي جزء من برنامج المساعدة العسكرية، وليس المقصود به بأي حال من الأحوال قوات عسكرية مقاتلة" .
وأضاف أنه في" إطار الحوار المستمر، من المهم فهم الاحتياجات المحتملة والبحث دائماً عن مقاربات وطرق جديدة للشراكة"، بحسب التوضيح.
واعتبر المحلل محمد الغواري في تعليقه، لـ"العربي الجديد"، أن علاقات التعاون العسكري التونسي الأميركي، ضاربة في القدم، مشيراً إلى أن تونس في حاجة ماسة للمساعدة.
وأضاف أن لقاء سعيد بقيادة "أفريكوم" مفهوم في هذا الوضع بالذات، فتونس تحتاج دعماً متواصلاً من قبل شركائها على المستويين التقني واللوجستي والتدريبات المشتركة لاعتبارات أن آلة الإرهاب عالمية ومتطورة تحتاج من قواتنا الاستعداد جيداً من خلال الاستفادة من جميع الخبرات الدولية.

دلالات