تونس: الإعلام نسيَ يناير

تونس: الإعلام نسيَ يناير

30 يناير 2015
(أمين الأندلسي\الأناضول)
+ الخط -
لشهر يناير/كانون الثاني في تونس دلالة تاريخية هامة، فجلّ الأحداث الكبرى عاشتها البلاد كانت في هذا الشهر. ومن أهمها الاحتجاجات العمالية ضد المستعمر الفرنسي في 5 يناير/كانون الثاني 1950 وانتفاضة العمال ضد نطام الحبيب بورقيبة، وما جوبهت به من اعتقالات وقمع في 26 يناير 1978 حتى أن هذا اليوم بات يعرف بالخميس الأسود، ويتم إحياء ذكراه سنويا من قبل الاتحاد العام التونسي للشغل كبرى المنظمات النقابية بتونس.

وشهد أيضا الهجوم العسكري من قبل مسلحين ممولين من نظام القذافي على إحدى الثكنات العسكرية في محافظة قفصة ليل 26 -27 يناير/كانون الثاني 1980، كما شهد هذا الشهر واحدة من أكبر الانتفاضات التي عرفتها تونس والمعروفة بانتفاضة الخبز في 3 يناير 1984 والتي عرفت قمعًا غير مسبوق من نظام بورقيبة.

كما شهد المقدمة الصغرى للثورة التونسية وهي انتفاضة الحوض المنجمي التي انطلقت شرارتها الأولى يوم 5 يناير 2008 والتي أدت إلى قمع عديد الشبان المطالبين بحقهم في الثروة الوطنية. وتوّج شهر يناير في تونس يوم 14 بسقوط نظام زين العابدين.

رغم أهميّة هذا الشهر في الإعلام التونسي، تحول هذه السنة إلى شهر عربي بعد الأحداث التي شهدتها مصر يوم 25 يناير بمناسبة إحياء الذكرى الرابعة للثورة المصرية، فقد خصصت الصحف التونسية والمواقع الإلكترونية والشبكات الاجتماعية والمحطات الإذاعية والتلفزيونية حيزا هاما من إنتاجاتها الإعلامية لتغطية هذه الأحداث.

ويعيش الإعلام التونسي هذه الفترة الحبلى بالأحداث خاصة في ظل وضع سياسي متحرك، خاصة ما يتعلق منه بتركيبة الحكومة الجديدة التي قدمها رئيس الوزراء المكلف الحبيب الصيد، على الإيقاع التونسي المصري في شهر له دلالات تاريخية تونسية، لكنّ الأحداث المصرية جعلته يكتسب مسوحا عربية بدت بارزة في عناوين الصحف والنشرات الإخبارية.

المساهمون