تونس: "أنصار الشريعة" يدعو لـ"المصالحة والسلام" واستقالة قائد للجيش

تونس: "أنصار الشريعة" يدعو لـ"المصالحة والسلام" واستقالة قائد للجيش

30 يوليو 2014
تشييع أحد ضحايا الجيش (كانتولا/فرانس برس/Getty)
+ الخط -
شهدت الأيام الأخيرة من شهر رمضان تطورات أمنية وعسكرية عديدة في تونس، انعكست سلباً على الجيش والمسلّحين المتحصنين في الجبال، وعلى الساحة السياسية.

وأكدت وزارة الدفاع التونسية، ظهر اليوم الأربعاء، خبر استقالة رئيس أركان القوات البرّية في الجيش التونسي، محمد صالح الحامدي، غداة سلسلة الانتقادات التي طالت خطط الجيش في ملاحقة "المجموعات الإرهابية"، فيما جاءت المفاجأة من رسالة تنظيم "أنصار الشريعة" يدعو فيها الجيش التونسي الى "السلام والصلح".

وقالت وزارة الدفاع إن نائب الحامدي سيحّل مكانه في تسيير قيادة الجيش إلى حين تعيين قيادة جديدة يقترحها وزير الدفاع، غازي الجريبي، ويوافق عليها الرئيس المنصف المرزوقي بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة.

ولم تعلن إلى حد الآن الأسباب الحقيقية التي أدت إلى الاستقالة وسط انتقادات كبيرة لنتائج المواجهات مع المجموعات المتشددة المتحصنة بالجبال، برغم تحقيق تقدم كبير في هذه المواجهة والقبض على عدد كبير من هذه المجموعات.

ورجحت معلومات لـ"العربي الجديد" وجود خلاف واضح بين قائد جيش البر ووزير الدفاع التونسي في خصوص العمليات الجارية في جبل الشعانبي بشكل خاص.

وكانت قوات الجيش تكّبدت في ظرف زمني قصير خسائر واضحة، إذ تمكّن المسلّحون من نصب كمينين قاتلين، ما أودى بحياة 17 جندياً وإصابة آخرين، غير أن قوات الأمن نجحت في المقابل، في القبض على العشرات من عناصر تلك المجموعات واحباط عمليات "ارهابية"، كانت تستهدف بعض المؤسسات داخل المدن، بحسب ما أعلن وزير الداخلية التونسي، لطفي بن جدو.

ويبدو أن سلسلة الانتقادات عقب العمليتين الأخيرتين اللتين تعرضت لهما قوات الجيش، قد عجلت باستقالة الحامدي. ووجه عدد من الخبراء انتقادات صريحة لاستراتيجية الجيش في ملاحقة "الإرهابيين" وتطويق جبل الشعانبي، وإعلانه منطقة خالية من المجموعات المسلحة، ثم الهجوم الذي تعرضت له قوات الجيش في الجبل نفسه، والذي أدى إلى مقتل 15 جندياً.

وتساءل خبراء عن كيفية فشل قوات الجيش من إنهاء صراع مع قوة متكونة من بضع عشرات من العناصر المتشددة، رغم محاصرتها منذ أكثر من سنة.

وتتجه الأنظار في الأوساط التونسية إلى الإعلان عن القائد الجديد للقوات البرية التونسية ووضع خطط جديدة لمواجهة "الإرهابيين".

ووسط هذه الأجواء، وجه "أنصار الشريعة" على صفحته في موقع "فيسبوك" أمس الثلاثاء، دعوة إلى قوات الأمن والجيش لـ"الصلح والسلام"، وجاء في البيان الذي نشرته المجموعة المحظورة والمصنفة "إرهابية" "اختاروا، فإن كنتم تريدون السلام والصلح، فـ (تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم)، وإن اخترتم الحرب فأنتم وما أردتم، والثأر لشهدائنا وأسرانا باق ما بقينا، وقد جربتم وعرفتم والحرب أيام ودول".

واعتبر خبراء أن البيان المفاجئ لـ"أنصار الشريعة"، بمثابة إعلان واضح عن تراجع قوة تلك المجموعات، وإرهاقها بعد حصار قوات الجيش لها. وأكدوا أن الجيش التونسي نجح في تدمير كل خطوط إمداد عناصر تلك المجموعة بعد الاعتقالات الكبيرة التي نفذها الجيش في الأشهر الماضية، ووصلت إلى القبض على 1300 عنصر خلال سنة 2014.

وفي خطوة تهدف الى تعزيز قدرات الجيش في مواجهة "الإرهابيين"، أعلنت وكالة التعاون للأمن الدفاعي الأميركية، في بيان صادر عنها منذ أيام أن الحكومة الأميركية وافقت على بيع تونس 12 طائرة مروحية نوع "بلاك هوك"، وتجهيزات مرفقة بها، إضافة الى قطع غيار بكلفة تصل إلى 700 مليون دولار.

ووفقاً لبعض الخبراء، فإن هذه الطائرات مجهزة بأحدث الأسلحة الحاسمة والدقيقة في الصراعات المحدودة مثل الصواريخ الموجهة بالليزر والقاذفات والرشّاشات، بالإضافة إلى تجهيزات الكشف بالأشعّة ما فوق الحمراء وتجهيزات رادار وإنذار. ويتوقع أن تلعب هذه الطائرات دوراً حاسماً في الحرب التي يخوضها الجيش التونسي في الجبال ضدّ المجموعات المسلحة.

المساهمون