تونسيون يعارضون ردم "سبخة السيجومي" لحماية الطيور المهاجرة

منظمات تونسية تُعارض ردم "سبخة السيجومي" لحماية آلاف الطيور المهاجرة

13 مايو 2019
التعديات على السبخة أفقدتها تنوعها وغيرت طبيعتها (فيسبوك)
+ الخط -


أكد عدد من المنظمات والجمعيات التونسية رفض برنامج ردم "سبخة السيجومي" بالعاصمة تونس، التي تعد منطقة بيئية رطبة تستقبل آلاف الطيور المهاجرة سنوياً، مطالبين بتثمينها وحمايتها.

واعتبر نشطاء في منظمات بيئية وتنموية أن محاولات ردم "سبخة السيجومي" بمثابة الاعتداء المتكرر من السلطات التونسية ومن أهالي المناطق المتاخمة لها.

وتعمل منظمات المجتمع المدني في تونس على حماية "سبخة السيجومي" التي تعد أكبر تجمع للطيور المائية القارة والمهاجرة في البلاد، بعد أن تقدمت الدولة بمشروع تنموي يقوم على ردم ضفاف السبخة المسجلة في قائمة المناطق ذات الأهمية العالمية (حسب اتفاقية رامسار) والمناطق الهامة لحفظ الطيور وحماية التنوع البيولوجي.

وتمثل "سبخة السيجومي" رابع أكبر محطة في أفريقيا للطيور المهاجرة بمساحة تناهز 3 آلاف هكتار، وتحتضن أكثر من أربعين نوعاً من الطيور المائية المهاجرة، وأهمها فصيل النحام الوردي وطائر مالك الحزين والغرنوق.


وبسبب ضعف آليات الدولة الرقابية يتواصل التعدي على هذه المنطقة الرطبة الموجودة بقلب العاصمة، والمصنفة محليا ملكا عمومياً وعالمياً ومحميّة حسب الاتفاقية الدولية "رامسار" الموقعة منذ 2007، ذلك بإلقاء المزيد من الفضلات على ضفافها والردم العشوائي لتخومها.

وتمثل "سبخة السيجومي" متنفسا للأحياء المتاخمة لضفافها على غرار السيجومي وسيدي حسين والعطار والمغيرة وابن سيناء، فهي منطقة مهمتها الطبيعية استقبال فائض مياه الأمطار من الحوض المائي الغربي للعاصمة، في وقت لا يتجاوز عمقها الأقصى المتر الواحد.

وأخرجت "سبخة السيجومي" من إطارها الطبيعي بمرور الزمن مع الانفجار العمراني للمنطقة الغربية الذي قلص مساحتها، وإنجاز المنطقة الصناعية بالمغيرة بعد ردم جزء هام منها، وارتكاب المزيد من التعديات عليها، فتحولت إلى مصبّ شاسع للمياه المستعملة الملوثة، ولكل أنواع الفضلات السائلة والصلبة والحيوانات الميتة على اختلافها، ما أحدث تغييرات هيكلية في بنيتها البيئية والإيكولوجية.



وتحولت السبخة من متنفس ضد الفيضانات إلى مصدر لفيضان كل المناطق السكنية المجاورة، وبعد أن كانت منطقة رطبة مليئة بمياه الأمطار في الشتاء وقبلة للطيور المهاجرة ومسطحاً نظيفاً في الصيف بعد تبخر المياه، أصبحت بؤرة للتلوث والناموس وكل أنواع الحشرات وحتى الأوبئة بسبب تكديس الفضلات والنفايات.

وقالت رئيسة جمعية الضفاف للتنمية المستدامة في "سبخة السيجومي"، حياة عياد، في تصريح لـ"العربي الجديد": "إن حماية سبخة السيجومي تندرج في إطار حماية المنطقة ككل وحماية عشرات آلاف الطيور المهاجرة التي تستضيفها تونس، وحتى تتم حماية الحياة في هذه المنطقة وجب الإسراع في إتمام الدراسات الخاصة بتهيئة وتثمين السبخة وضفافها في إطار تنمية مستدامة ومندمجة يكون المستفيد منها المواطن والبيئة والمحيط".

وأشارت عياد إلى "وجوب دراسة المشاريع المقترحة ومدى تطابقها مع الطلبات الحقيقية للسكان وليس إسقاطا عليهم المتمثلة بتحسين سبل العيش والبنية التحتية والوضع الصحي والتعليمي، فالمطلوب دراسات معمقة وإرادة متبصرة هدفها إعادة السبخة إلى نظامها الطبيعي".

واعتبرت أن "كل ذلك لن يتم إلا بطرح الإشكالات الحقيقية وتعبئة الموارد المالية اللازمة لمثل هذه المشاريع، وتحديد جدول زمني لإنجازه في أقرب وقت لإيقاف التدهور السريع للمؤشرات البيئية في المنطقة".

المساهمون