توقعات متباينة لأداء الروبل الروسي بعد تعاف محدود
على الرغم من إنهاء الروبل الروسي تعاملات الأسبوع المنتهي بتعاف نسبي واستقراره في تعاملات بورصة موسكو عند مستوى 74 روبلا للدولار الواحد، إلا أنه لم يتمكن من تعويض خسائره السابقة حتى بعد استقرار أسعار النفط عند مستويات مرتفعة نسبيا تبلغ نحو 45 دولارا للبرميل.
ويلفت المحللون الماليون إلى مجموعة من العوامل التي تدعم أداء الروبل الروسي خلال الفترة المقبلة، وأخرى تنذر باستمرار نزيفه إلى مستويات تقارب 80 روبلا للدولار قد سبق تسجيلها في مارس/آذار الماضي مع انهيار اتفاق "أوبك+" وبدء توسع رقعة جائحة كورونا.
وفي هذا الإطار، يشير كبير المحللين بشركة "تيلي تريد" للتداول، مارك غويخمان، إلى أن الروبل الروسي سجل تراجعا خلال الأيام الماضية رغم ارتفاع أسعار النفط إلى أكثر من 46 دولارا للبرميل يومي 25 و26 أغسطس/آب الجاري تحت وطأة الإعصار في خليج المكسيك الغني بالنفط.
ويقول غويخمان في حديث لـ"العربي الجديد" إن "ذلك يعود إلى العوامل الجيوسياسية التي تشكل ضغطا على الروبل، ومن بينها إعلان الأطباء الألمان عن تسميم المعارض الروسي أليكسي نافالني، والتوتر في بيلاروسيا وسط مخاوف المستثمرين من التدخل الروسي المحتمل، وغيرهما.
يضاف إلى ذلك تصاعد التوتر عشية انتخابات الرئاسة الأميركية، والحروب التجارية بين واشنطن وبكين، وترقب التداعيات الاقتصادية المؤجلة للجائحة، واحتمال خفض سعر الفائدة الأساسية إلى 4 في المائة خلال اجتماع المصرف المركزي الروسي المقرر عقده في 18 سبتمبر/أيلول المقبل".
وفي ما يتعلق بعوامل دعم الروبل، يذكر المحلل المالي الروسي توفر احتياطات دولية ضخمة تقارب 600 مليار دولار وتدني الديون الخارجية وزيادة إيرادات النفط، خالصا إلى أن الروبل قد يعود إلى مستوى 71 - 72 روبلا للدولار في حالة التطور المواتي للأحداث، أو يواصل تراجعه إلى 77 - 78 روبلا فأكثر في حال تفاقمت العوامل السلبية.
من جانب آخر، توقعت وكالة "بلومبيرغ" الأميركية أن يسجل الروبل تعافيا بنسبة 6 في المائة، عائدا إلى مستوى الـ70 روبلا للدولار الذي كان سائدا في مايو/أيار الماضي، ومعوضا الخسائر التي تكبدها خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة.
ولفتت الوكالة إلى أن "عملة أكبر مصدّر للطاقة في العالم تسجل واحدا من أسوأ مستويات الأداء بالأسواق الناشئة رغم تعافي أسعار النفط بنسبة 30 في المائة تقريبا"، ما دفع محللي "سيتي غروب" و"سوفا كابيتال" للإقرار بسوء تقييم الروبل.
وتوقع المحللون الماليون أنه في حال عدم تحقق المخاطر الجيوسياسية بفرض عقوبات جديدة على الكرملين، فإن الروبل قد يعود إلى مستوى 70 روبلا للدولار.
وكان سعر صرف الروبل قد تراجع إلى مستوى 76 روبلا للدولار في تعاملات بورصة موسكو في منتصف الأسبوع المنتهي، في ما يعد أدنى مستوى للعملة الروسية منذ إبريل/نيسان الماضي، قبل أن ينهي الأسبوع بتعاف محدود لم يقربه من المستويات السابقة.
