توقعات بتثبيت وقف إطلاق النار بسورية خلال محادثات أستانة

توقعات بتثبيت وقف إطلاق النار بسورية خلال محادثات أستانة

موسكو

العربي الجديد

العربي الجديد
موسكو

عدنان علي

avata
عدنان علي
22 يناير 2017
+ الخط -

ذكر مصدر مقرب من مفاوضات أستانة حول الأزمة السورية، التي ستجري يومي الإثنين والثلاثاء، أن روسيا وتركيا وإيران تعد وثيقة لتثبيت وقف إطلاق النار، لتقديمها إلى وفدي النظام السوري والمعارضة، من أجل توقيعها، حيث من المقرر أن يعقد ممثلو الأطراف الثلاثة اجتماعات تنسيقية في وقت لاحق اليوم.
ويُعقد اجتماع مغلق لممثلي البلدان الثلاثة، بمشاركة رئيس قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بوزارة الخارجية الروسية، سيرغي فيرشينين، بالإضافة إلى نائبي وزيري الخارجية الإيراني والتركي.

وذكرت وكالة الأنباء الروسية، "تاس"، اليوم الأحد، أنّ المحادثات حول سورية قد تسفر عن التوقيع على وثيقة من شأنها تثبيت وقف إطلاق النار.

ونقلت الوكالة عن مصدر مطلع على سير الاستعدادات للمفاوضات قوله: "من المتوقع أن يتم التوقيع على الوثيقة، سيتم إعدادها مسبقاً".

وأوضح المصدر أن المشاورات، التي عُقدت في أنقرة منتصف يناير/كانون الثاني الجاري، أسفرت عن تنسيق معايير الاتفاقات المقرر تثبيتها رسمياً في أستانة.


وفي السياق نفسه، نقلت وكالة أنباء النظام السوري أن سفيره لدى الأمم المتحدة ورئيس وفده إلى المفاوضات، بشار الجعفري، قال اليوم إن النقاط الرئيسية على جدول الأعمال تشمل "تثبيت خطوط وقف إطلاق النار، والتوصل إلى قواسم مشتركة بشأن محاربة الإرهاب".

وأضافت الوكالة، نقلا عما قاله الجعفري في مؤتمر صحافي في أستانة، أن "محادثات السلام ستكون بين أطراف سورية فحسب، وأن تركيا لن تشارك في الحوار".

في المقابل، قال رئيس وفد المعارضة السورية في محادثات أستانة، محمد علوش، لـ"رويترز"، إن "النظام السوري وإيران يحاولان تقويض محاولة من جانب روسيا للانتقال من القتال في صفوف قوات النظام إلى دور (حيادي)".

وتابع: "روسيا تريد أن تنتقل من طرف مباشر في القتال إلى طرف ضامن وحيادي، وهذه نقطة تصطدم فيها بالنظام الذي يريد إفشالها، ودولة إيرانية تريد أن تحاربها بأدواتها الطائفية".

وأشار علوش اليوم إلى أن عدم تمكن موسكو من الضغط على إيران والنظام السوري لوقف ما تصفها المعارضة بـ"الانتهاكات واسعة النطاق لوقف إطلاق النار"، الذي توسطت فيه تركيا وروسيا، "سيوجه ضربة للنفوذ الروسي في سورية".

وتابع: "لذلك يعتبر وقف إطلاق النار اختبارا حقيقيا لقوة روسيا ونفوذها على النظام وإيران، كضامن للاتفاق. فإذا فشلت في هذا الدور فهي لما بعده أفشل".


إلى ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الكازاخستانية أن مباحثات التسوية السورية ستجري على مدى يومين خلف أبواب مغلقة، موضحة، في بيان، أن المباحثات ستبدأ في فندق "ريكسوس بريزيدنت أستانة".


وعقد وفد المعارضة السورية، برئاسة علوش، اليوم، اجتماعاً تنسيقياً مع الوفد التركي، من أجل صياغة رؤية موحدة للمعارضة، تُطرح مع بدء الاجتماعات الرسمية يوم غد.

وقالت مصادر المعارضة إن الأخيرة تشدد بالدرجة الأولى على ضرورة وقف إطلاق النار وإيجاد آليات لتثبيته، مشيرة إلى أن مطالبها الأخرى، مثل إيصال مساعدات إنسانية للمناطق المحاصرة والإفراج عن أسرى، وخاصة النساء، لن يتم التطرق إليها إلا بعد الاتفاق على البند الأول المتعلق بتثبيت وقف إطلاق النار.

كما يعارض وفد المعارضة اعتبار إيران دولة راعية للاجتماعات، باعتبارها، كما يقول، جزءا من النظام ومن المشكلة، "ولا يصلح أن تكون راعية، وإلا كان من المنطقي دعوة أطراف أخرى داعمة للمعارضة، مثل السعودية وقطر". 

وتضيف المصادر أن الجانب الروسي يصرّ على إجراء مفاوضات مباشرة بين وفدي النظام والمعارضة غداً، الأمر الذي لا يفضله وفد المعارضة.

وبالنظر إلى قصر فترة اجتماعات أستانة، التي لن تستمر أكثر من 24 ساعة، يرى مراقبون أن المفاوضات غير المباشرة التي تجريها وفود روسيا وتركيا وإيران هي الحلقة الأهم في إنجاح اللقاء، و"هي مفاوضات تستند إلى شهر من المشاورات بين مندوبين عن المعارضة السورية والجانبين التركي والروسي في العاصمة التركية أنقرة".

والملاحظة الأخرى على لقاء أستانة أنه "وخلافا للمفاوضات السابقة في جنيف وغيرها من المدن، فإنه يجري للمرة الأولى تحت رعاية تركيا، الداعمة لفصائل المعارضة، وإيران وروسيا الداعمتين للنظام السوري، فيما يغلب على الوفود المشاركة الطابع العسكري، مما يعني أن الهدف الأساسي من المحادثات هو تثبيت وقف إطلاق النار بين الطرفين، والذي تواصل قوات النظام والمليشيات الداعمة لها خرقه في ريف دمشق وحلب ودرعا وغيرها من المناطق".

وحسب مصادر في المؤتمر، فإن "اللقاءات ستبدأ غدا بمأدبة غداء على شرف المدعوين، تتبعها الجلسة الأولى للمباحثات، التي يفتتحها رئيس جمهورية كازاخستان، نور سلطان نزرباييف، بكلمة ترحيبية، تتبعها كلمات رؤساء وفود روسيا وتركيا وإيران ومندوب الأمم المتحدة والولايات المتحدة الأميركية".

وبعد ذلك، تبدأ المباحثات بين وفدي المعارضة والحكومة، وسيقوم بدور الوسيط بينهما ممثل الأمم المتحدة، ستيفان دي ميستورا، وقد تنضم إليه وفود أخرى في الوساطة.

أما في فترة ما بعد الظهر، فستتواصل المشاورات بشكل ثنائي. 

وفي ختام الجلسة العامة الثانية من المباحثات التي تبدأ عند السابعة بالتوقيت المحلي، سيتم تلخيص النتائج الأولية التي تم التوصل إليها خلال اليوم الأول من المباحثات.

في اليوم الثاني من المؤتمر، من المقرر أن تعقد محادثات ثنائية ومتعددة الأطراف، يتلوها اعتماد بيان مشترك من قبل المشاركين في الاجتماع، ليتم بعدها عقد مؤتمر صحافي مشترك لرؤساء الوفود.

ونقلت وكالة "تاس" الروسية عن مصادر مقربة من اجتماعات أستانة أن "الهدف الرئيسي من هذه المباحثات تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار، المعلن في سورية في 29 ديسمبر/كانون الأول الماضي، وأن المجتمعين لن يبحثوا أية مبادرات أخرى".

وكانت مصادر رسمية في أستانة قد أكدت وصول وفد المعارضة السورية، ووفود كل من روسيا وتركيا وإيران ومندوب الأمم المتحدة، على أن ينضم وفد النظام في وقت لاحق اليوم. 

وأعلنت الخارجية الأميركية أن سفيرها في العاصمة الكازاخية، جورج كرول، سيمثلها في هذه المباحثات.

من جانبه، أعرب وزير خارجية كازاخستان، خيرات عبد الرحمانوف، عن أمله في أن تساهم محادثات أستانة في إنجاح مفاوضات جنيف.

وقال عبد الرحمانوف: "نربط آمالاً كبيرة بهذا اللقاء، لأول مرة يلتقي الوفد السوري الرسمي مع وفد المعارضة المسلحة السورية، نشهد مثل هذا الإطار لأول مرة منذ بدء الجهود الدولية لتسوية الوضع في سورية".

وأضاف: "نعتبر ساحة جنيف رئيسية في عملية التسوية السورية، ندعم ونقدر عالياً جهود الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الخاص ستيفان دي ميستورا، آمل أن يشكل هذا اللقاء إسهاماً إيجابياً في نجاح محادثات جنيف".



ذات صلة

الصورة

سياسة

قُتل 40 شخصاً على الأقل، وجُرح العشرات، في إطلاق نار أعقبه اندلاع حريق، مساء اليوم الجمعة، في صالة للحفلات الموسيقية في ضاحية موسكو.
الصورة
تظاهرة ضد هيئة تحرير الشام-العربي الجديد

سياسة

تظاهر آلاف السوريين، اليوم الجمعة، مناهضة لسياسة "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً)، ومطالبة بإسقاط قائدها أبو محمد الجولاني.
الصورة
تظاهرات في ذكرى الثورة السورية (العربي الجديد)

سياسة

خرجت تظاهرات في مدن وبلدات شمال غربي سورية اليوم الجمعة، إحياءً للذكرى الـ13 لانطلاقة الثورة السورية.
الصورة

منوعات

دفعت الحالة المعيشية المتردية وسوء الأوضاع في سورية أصحاب التحف والمقتنيات النادرة إلى بيعها، رغم ما تحمله من معانٍ اجتماعية ومعنوية وعائلية بالنسبة إليهم.