تواصل القصف على الشمال السوري واحتدام المعارك بريف حماة الشمالي

عدنان أحمد

عدنان أحمد
08 مايو 2019
5324E763-65C2-4C44-AE3E-C83899A15EF8
+ الخط -

واصلت روسيا وقوات النظام السوري، اليوم الأربعاء، عمليات القصف الجوي والبرّي المكثف على محافظات إدلب وحماة واللاذقية، بالتزامن مع محاولات قوات النظام تحقيق مزيدٍ من التقدم في ريف حماة الشمالي.

السيطرة على كفرنبودة

وذكرت وسائل إعلام قريبة من النظام السوري أن قواته سيطرت اليوم على مدينة كفرنبودة في ​ريف حماة الشمالي الغربي، وسط قصف مكثف جوي ومدفعي على المنطقة، وعلى منطقة الهبيط جنوبي إدلب.

من جهتها، قالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن اشتباكات عنيفة لا تزال تدور بين قوات النظام والفصائل العسكرية داخل كفرنبودة، خاصة في الأحياء الغربية، مشيرة إلى مقتل العديد من عناصر النظام خلال الاشتباكات، فيما دمرت الفصائل العسكرية دبابة في محيط قرية الصخر.

وقالت المصادر إن مقاتلي الفصائل من "الجبهة الوطنية للتحرير" و"جيش العزة" و"هيئة تحرير الشام" يحاولون شنّ هجوم معاكس، بغية استعادة السيطرة على المدينة، التي تعد أحد خطوط الدفاع عن إدلب، نظراً لوقوعها عند الحدود الإدارية بين محافظتي حماة وإدلب.

وأكدت مصادر محلية دخول قوات النظام المدينة، نافية سيطرتها عليها حتى الآن.

وتأتي التطورات الحالية بعد تقدم أحرزته قوات النظام في الريف الشمالي الغربي لحماة، بالسيطرة على قرية الجنابرة وتل عثمان الاستراتيجي.

وتأتي أهمية كفرنبودة بأنها صلة وصل منطقة سهل الغاب في الريف الغربي لحماة بريف حماة الشمالي وريف إدلب الجنوبي الشرقي. وتعتبر كذلك بوابة المناطق التي تسيطر عليها فصائل المعارضة في الشمال السوري، وهي منطقة حدودية مع الريف الجنوبي لإدلب، وخط الدفاع الأول عن إدلب.

وفي حال تمكنت قوات النظام من تثبيت سيطرتها على المدينة، فقد تحاول متابعة التقدم باتجاه الهبيط شرقاً، وقلعة المضيق غرباً، بهدف السيطرة على كامل ريف حماة الشمالي الواقع تحت سيطرة المعارضة، وعزله تماماً عن ​ريف إدلب​ الجنوبي، أي عن جبل الزاوية، وقطع خطوط إمداد فصائل المعارضة بين منطقتي سيطرتها في أرياف حماة وإدلب.

وكانت مصادر محلية قد أكدت في وقت سابق اليوم شنّ طائرات النظام السوري الحربية غارات عدة، مستهدفةً بلدة كفرنبودة، في حين استهدفت الطائرات الروسية فجر اليوم كلاً من معرزيتا والركايا ومحيط كفرسجنة واللطامنة والصخر وعابدين وأطراف تل الشيخ، وأبو حبة ومحيط خان شيخون وتحيتايا والحواش. كما قصفت قوات النظام بعشرات القذائف بلدتي كفرنبودة والصخر، إضافةً الى بلدة كفرزيتا شمال حماة.

وكان يوم أمس شهد تصعيداً دامياً، قتل وأصيب خلاله، أكثر من 60 مدنياً، بينهم أطفال ونساء.  

وقال الدفاع المدني في إدلب إن طائرات حربية روسية استهدفت بالصواريخ الفراغية الأحياء السكنية في قرية رأس العين، التابعة لناحية أبو الظهور شرقي المحافظة، ما أدى إلى مقتل أربعة مدنيين وجرح نحو 20 آخرين بعضهم بحالة خطرة، إضافة إلى فقدان طفلين ودمار واسع في الممتلكات.

كذلك قتلت طفلة ورجل ومسن، وجرح طفل وامرأة، نتيجة استهداف الأحياء السكنية في قرية معرتماتر جنوب إدلب، بستة صواريخ دفعة واحدة، حسب الدفاع المدني، فيما شنت طائرات حربية  غارتين على قرية مرج الزهور بمنطقة جسر الشغور غرب إدلب، ما أدى إلى مقتل مدني وإصابة ثمانية آخرين، بينهم طفلان.

وقتل رجل وأصيب آخر وطفلان وامرأتان بقصف بالبراميل المتفجرة على قرية كفرموس، فيما أصيب خمسة مدنيين من عائلة واحدة بجروح خطيرة، نتيجة إلقاء الطيران المروحي براميل متفجرة على بلدة كنصفرة، فيما قتل مدني وجرح ثلاثة نتيجة غارات بالصواريخ الفراغية على بلدة البارة المجاورة. كما أدى القصف بالبراميل المتفجرة على أطراف بلدة الهبيط لمقتل رجل مسن.

واستهدفت طائرات النظام الحربية الأحياء السكنية في قرية معرة حرمة جنوب إدلب، ما أدى إلى مقتل مدني ودمار واسع في منازل المدنيين، فيما أصيب ثلاثة مدنيين في قرية كنصفرة نتيجة إلقاء مروحيات النظام براميل متفجرة. كما أصيب ثلاثة مدنيين في منطقة جسر الشغور غرب إدلب بينهم طفلتان نتيجة غارات جوية استهدفت منازلهم في منطقة النهر الأبيض.

وعلى صعيد المواجهات العسكرية، قتل عدد من قوات النظام والمليشيات العسكرية التابعة له، خلال صد محاولات تقدم لتلك القوات على محور الصخر بريف حماة الشمالي.

كما قتل عدد من عناصر قوات النظام السوري و"هيئة التحرير الشام" خلال مواجهات بين الطرفين في قرية الكركات، غرب مدينة حماة.

ونشرت وسائل إعلام "تحرير الشام" بياناً قالت فيه إن مجموعة هجومية أطلقت عليها لقب "كتائب الفتح" تسللت إلى غرفة عمليات لقوات النظام في الكركات، وقتلت 15 ضابطاً وعنصراً، وجرحت آخرين، مشيرة الى مقتل ثلاثة عناصر من "كتائب الفتح" خلال الهجوم.

وتجري اشتباكات بين قوات النظام و"الجيش السوري الحر" إلى جانب "تحرير الشام" شمال غرب حماة، حيث تبادل الطرفان خلال الساعات الـ24 الماضية، السيطرة على مواقع بالمنطقة منها تل عثمان الاستراتيجي.

من جهة أخرى، نعت قوات النظام مقتل ثمانية من عناصرها، على أحد محاور جبل التركمان في ريف اللاذقية، حيث تبنت "الجبهة الوطنية للتحرير" تنفيذ العملية التي وصفتها بـ"الخاطفة".

وفي وقت سابق، ذكر النقيب ناجي مصطفى، المتحدث الرسمي باسم "الجبهة الوطنية للتحرير" على صفحته في "التلغرام"، أن "مقاتلي سرية المهام الخاصة في الجبهة الوطنية نفذوا غارة على تلة أبو أسعد على محور جبل الأكراد"، مشيراً إلى أن الحصيلة الأولية للعملية أسفرت عن مقتل 8 عناصر لقوات النظام، وجرح 25 آخرين.


ذات صلة

الصورة
من ضربة روسية في إدلب، أكتوبر 2024 (عزالدين قاسم/الأناضول)

سياسة

بدأت "هيئة تحرير الشام" وفصائل المعارضة السورية، معركة واسعة النطاق غربي حلب ضد قوات النظام والمليشيات الإيرانية، وجهّزت لها عسكرياً وإعلامياً.
الصورة
شتاء المخيمات شمالي سورية، 25 نوفمبر 2024 (العربي الجديد)

مجتمع

تتجدد معاناة النازحين في مخيمات شمال غرب سورية، مع كل فصل شتاء في كل عام، حيث تواجه آلاف العائلات المقيمة ضمن هذه المخيمات أوضاعاً إنسانية قاسية
الصورة
النازح السوري محمد كدرو، نوفمبر 2024 (العربي الجديد)

مجتمع

أُصيب النازح السوري أيمن كدرو البالغ 37 عاماً بالعمى نتيجة خطأ طبي بعد ظهور ضمور عينيه بسبب حمى أصابته عندما كان في سن الـ 13 في بلدة الدير الشرقي.
الصورة
فك الاشتباك جندي إسرائيلي عند حاجز في القنيطرة، 11 أغسطس 2020 (جلاء مرعي/فرانس برس)

سياسة

تمضي إسرائيل في التوغل والتحصينات في المنطقة منزوعة السلاح بين الأراضي السورية ومرتفعات الجولان المحتلة، في انتهاك لاتفاقية فك الاشتباك الموقعة عام 1974.
المساهمون