تهاوي أسواق المال

تهاوي أسواق المال

31 اغسطس 2015
كبار رجال الأعمال يخسرون جزءاً من ثورتهم (Getty)
+ الخط -
بدأت أسواق المال العربية تعاملات الأسبوع الماضي بتراجع حاد في أسعار الأسهم. فقد سجل المؤشر العام للسوق السعودية أكبر خسارة له في الأشهر التسع الأخيرة، الأمر الذي رفع من حدة التوتر لدى المتعاملين في هذه السوق من جهة، والأسواق العربية الأخرى من جهة ثانية. وبحسب المحللين، فقد ساهم تراجع أسعار النفط في زيادة معدلات بيع الأسهم. حيث تعرضت أسعار النفط إلى أكبر خسائر لها منذ أكثر من 6 سنوات، بعدما وصل سعر البرميل إلى 36 دولاراً.

وبحسب تقارير الأسواق المالية العربية، فقد خسرت السوق السعودية أكثر من 400 نقطة، مسجلة أدنى إغلاق في عامين ونصف العام، حيث انخفضت بنسبة 5.9% عند 7025 نقطة. كما سجلت سوق دبي المالي انخفاضات وصلت نسبتها إلى 1.5% عند مستوى 3402 نقطة، كما تراجعت سوق أبو ظبي للأوراق المالية بنسبة 0.5% عند مستوى 4265 نقطة.


يقول الخبير المالي مهند عريقات، إن أسباباً عديدة تقف وراء هبوط الأسواق المالية العربية، ويشرح في حديثه إلى "العربي الجديد"، أن أسعار النفط لعبت دوراً أساسياً في غالبية أسواق المال، الأمر الذي أحدث هذه الخسائر.

ويضيف: "تسبب هبوط أسعار النفط إلى أقل من 40 دولاراً للبرميل في التعاملات اليومية، وتراجع التصنيف الائتماني للاقتصاد السعودي من مستقر إلى سلبي، بالإضافة إلى تراجع الاقتصاد الصيني، والخوف من أزمة مالية عالمية، في حدوث هذا الانهيار في أسواق الأسهم العربية".

اقرأ أيضا: البورصات تلتقط الأنفاس وتجدُّد الانهيارات قائم

ويشير عريقات إلى أن الاهتزاز المباشر في أسواق الأسهم السعودية، جاء بعد تقرير وكالة التصنيف الدولية "فيتش" والتي أشارت إلى أنه من المتوقع حدوث تدهور في المركز المالي للمملكة، بعد تراجع النفط واستمرار الإنفاق، ما سيزيد من عجز الميزانية إلى 14.4% من الناتج المحلي الإجمالي، متوقعة أن يؤدي تمويل العجز إلى تآكل الاحتياطيات الكبيرة للمملكة.
إلى ذلك، وبحسب عريقات، فهناك أيضاً أسباب أخرى ساهمت في هذا التهاوي داخل أسواق المال، ويقول: "السبب المخفي من هبوط الأسواق والغير معلن، هو كسر مستويات دعم فنية مهمة وخروج الأسواق عن المسار الصاعد الذي كانت تتحرك فيه، ما شكّل ضغطاً كبيراً على حركة الأسعار". ويتوقع عريقات أن يشهد الربع الأخير من العام المزيد من الهبوط في أسواق الأسهم.

بدروه، يشير الخبير المالي وائل نحاس إلى أن ما قامت به دول الخليج لناحية السماح بتملّك الأجانب، كان سبباً أساسياً إزاء ما حدث، حيث يرجّح وجود ضغوط معينة أدت إلى تراجع الأسهم. ويقول: "لا شك أن الانخفاض المستمر في أسعار النفط، أدى إلى حدوث خلل في ميزانية الدول الخليجية، الأمر الذي أرغم هذه الدول على سحب جزء من أموالها من الصناديق السيادية، وانعكس ذلك بدوره على أسواق المال، ومن المتوقع استمرار تهاوي الأسهم العربية، بسبب الانكماش الحاصل في اقتصادات العالم".

خسائر عالمية
تسبب التراجع الحاد في أسواق الأسهم العالمية في خسارة كبار رجال الأعمال والمستثمرين جزءاً من ثرواتهم. وبحسب وكالة "بلومبرغ"، فقد خسر أغنى 400 شخصية مالية نافذة في العالم ما يقدر بنحو 124 مليار دولار. وأوضحت وكالة "بلومبرغ"، أن بيل جيتس خسر 3.2 مليارات دولار، في حين تراجعت ثروة مؤسس شركة "أمازون"، جيف بيزوس، 2.6 مليار دولار. كما خسر "كارلوس سليم" 1.6 مليار دولار، لتتراجع ثروته إلى أدنى مستوى لها منذ بدء رصد المؤشر في عام 2012.