وبحسب مراقبين، فإن البلدين اتفقا على مقاربة موحدة لمحاربة الإرهاب الذي يمثله التنظيم، غير أن هذه المقاربة قد لا تتفق في تفاصيلها مع مقاربة واشنطن التي سيعرضها وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، في الاجتماع الذي يشهد مشاركة نادرة لوزير الخارجية العراقي الجديد، إبراهيم الجعفري.
وتشهد العلاقات القطرية التركية تطوراً كبيراً على جميع المستويات، وتنسيقاً رفيعاً بشأن قضايا المنطقة، وخصوصاً القضية الفلسطينية، إذ تتفق الدولتان على انتهاج سياسة خارجية مستقلة، وعلى انخراط فاعل في المنطقة.
وشهدت أسابيع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، أخيراً، تنسيقاً شبه يومي بين وزيري الخارجية في البلدين، للضغط من أجل وقف إطلاق النار، ورفع الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة. إضافة إلى التوافق في رؤية البلدين، خصوصاً في الملفين السوري والمصري، والموقف المساند للثورات في دول "الربيع العربي".
وجاءت مشاركة أمير دولة قطر، في أغسطس/ آب الماضي في حفل تنصيب الرئيس التركي، طيب رجب أردوغان، تأكيداً على العلاقة الوطيدة بين البلدين، وعلى تنسيقهما الوثيق بشأن قضايا المنطقة، وعلى مدى ما وصلت إليه هذه العلاقة من تطور على الصعيدين التجاري والاقتصادي.
وكان أردوغان قد أكد في زيارته الدوحة، صيف العام الماضي 2013، والتي افتتح فيها مبنى السفارة التركية الجديد، أن بلاده ودولة قطر "تبذلان قصارى جهدهما من أجل تحويل منطقتنا إلى منطقة سلام".
وأضاف أن "علاقات تركيا وقطر تستمر في النمو، على الرغم من الأزمات التي يشهدها العالم، وأن كلاً من البلدين سجل تطوراً كبيراً في الموارد البشرية، وأنه على الرغم من وجود مشكلات اقتصادية، شهدها العالم أخيراً، فإن كلا البلدين تمكنا من الحفاظ على موقفيهما".
والمعلوم أن نحو 60 شركة تركية تعمل في مختلف المجالات في قطر، خصوصاً في مجال المقاولات، باستثمارات بلغت 35 مليار دولار.
وتطمح الشركات التركية، ولا سيما شركات المقاولات، في الحصول على حصة من حزمة المشروعات التي تنوي قطر تنفيذها، تمهيداً لاستضافة كأس العالم لكرة القدم عام 2022.
إذ من المتوقع أن تنفق قطر نحو مئة مليار دولار في السنوات الست المقبلة، من أجل مشاريع البنية التحتية وإنشاء المنشآت الخاصة باستضافة كأس العالم لكرة القدم.
كذلك برز الحضور القطري في ساحة الأعمال التركية في قطاع العقارات والفنادق، ويعمل العديد من رجال الأعمال القطريين في التطوير العقاري في تركيا، بتملك الأراضي وبنائها وشراء الفنادق في المناطق السياحية.
وبلغ حجم الاستثمارات القطرية في تركيا نحو 740 مليون دولار، يرتقب أن يشهد ارتفاعاً في الفترة المقبلة، مع تنامي العلاقات التي تربط البلدين. ويتوقع خبراء اقتصاديون أن يبلغ حجم الاستثمارات القطرية في تركيا حوالي 20 مليار دولار، في حال تم الاتفاق بشكل نهائي على مشاريع لا تزال قيد الدراسة بين البلدين.