عرف "تلفزيون سوريا" الذي انطلق في الثالث من مارس/ آذار عام 2018 بمدينة إسطنبول التركية كيف يلمّ شمل السوريين، من "مؤشر الحدث" إلى "تلك حكايتي" عبر "صرخة يا حرية". ولم يغرق "تلفزيون سوريا" في تقليدية التعاطي الإعلامي، كونه وسيلة مرئية تقدم ما في جعبتها وتمشي من دون الوقوف على الرأي الآخر ورجع الصدى، بل استخدم وسائل التواصل الجديدة لتكون، ربما، وسائل رديفة، إن لم نقل منافسة حتى للشاشة، بعد أن واكبت لحظياً قضايا السوريين من آمال وآلام في الداخل والشتات. ربما لم يعد من عذر لـ"لم نزل بمرحلة الانطلاقة" أو أننا انطلقنا بكوادر سورية شابة ومحدودة الخبرة ولم نتكئ على وجود أسماء كبيرة، فعامان كفيلان بوضوح الهدف والرؤية لتقديم وجبات من التفرّد والتميز، على شاشة عرفت كيف تجمع كل السوريين، وفق مؤشرات المتابعة والتفاعل.
يقول مدير التلفزيون، مالك داغستاني: "أمامنا كإدارة مهام آنية أو عاجلة، كتغطية الأحداث السورية من منطلق مهني، مع الانحياز العلني للإنسان السوري وقضيته بالحرية وبناء دولة ديمقراطية، وسورية كوطن لجميع السوريين، وعدم الانجرار إلى مطبات الطائفية أو التطرف، مؤثرين في بث جرعة أمل على الدوام، وذلك ليس من خلال خطاب مباشر للمتلقي، بل عبر برامج يبثها تلفزيون سوريا، مثل همة قوية على سبيل المثال، إضافةً إلى وثائقيات ولقاءات، وأيضاً عبر فقرة يومية أو أكثر، عبر برنامج لم الشمل".
أما الأهداف العامة، فهي، كما يضيف داغستاني "الاستمرار بمأسسة التلفزيون، لأنه وللأسف، معظم المشروعات الإعلامية السورية، وحتى غير الإعلامية، التي خرجت بعد الثورة، تحولت إلى دكاكين أو أسلحة بيد مالكيها لتحقيق أهداف وغايات، بمعظم الأحايين، لا تصب في صالح سورية المستقبل وتطلعات السوريين". ويتابع: "نحرص عبر العمل الجماعي وتوزيع المهام وعدم حصرها بجهة واحدة على أن نستقطب شريحة الشباب، فتلفزيون سوريا يكاد يكون تلفزيوناً شبابياً منوّعاً، يلبي حاجات السوريين المعرفية والتثقيفية، ونبتعد عن التحريض المباشر، رغم أنه من مهام ووظائف الإعلام".
اقــرأ أيضاً
وحول ما يحضّره "تلفزيون سوريا" لذكرى انطلاقه الثانية التي تصادف مع انطلاق ثورة السوريين في منتصف مارس، يكشف داغستاني أن هناك دورة برامج جديدة، تتضمن تطويراً، في الشكل والمحتوى، لبعض البرامج التي يبثها التلفزيون، وبرامج أخرى جديدة تواكب الحدث السوري، مثل زاوية الرؤية، أوكازيون، حكاية وصورة، ودوزنة وفسحة أمل. وثمة برامج خاصة خلال شهر رمضان، كبرنامج سوري تركي مشترك وتغطية فترة الإفطار ووثائقيات وفيلرات جديدة، إضافة إلى البرامج الموجودة: نور خانم، طوق نجاة، لم الشمل، ضمائر متصلة، حمصوود، قطعة وطن، همة قوية. والأهم برأي داغستاني هي "النقلة التي حدثت بالأخبار والبرامج السياسية، والتي تطورت والتزمت بمحددات المهنة أكثر وأكثر". ويقول "لا ننكر أن تلفزيون سوريا كان أقرب للمجازفة، سواء ما يتعلق بسرعة إطلاقه أو لاعتماده على الكادر السوري الشاب الذي لا يمتلك تراكم خبرة تلفزيونية كبيرة، إذ آثر المالكون والمدير السابق المراهنة على الشباب السوري وطاقاته، ووفق المؤشرات وردود الأفعال ورصدنا للمتلقين، يمكننا القول إنهم نجحوا.. ونحن نكمل ما بدأوا به ونطوّره".
ويشير داغستاني إلى أنّه "ربما تم التعاطي بواقعية وأحياناً بـ"كومدة الأحداث" عبر برنامجي نور خانم وجو شو وحتى حمصوود، اختلافاً عن التعاطي التقليدي مع المآسي، لأن السوريين بأمسّ الحاجة للعيش والأمل وعدم زيادة الآلام، طبعاً من دون الوقوع في فخاخ التسخيف أو التهرب من المسؤولية الإعلامية التي يقوم بها التلفزيون عبر برامجه ونشرات أخباره".
وكان "تلفزيون سوريا"، بعد تعدي متابعيه المليونين على "فيسبوك"، قد أطلق أخيراً عبر منصة الإعلام الجديد صفحة "سيريا ستريم" التي تعرض برامج لاقت، بحسب مؤشرات اطلع عليها "العربي الجديد"، قبولاً وكثرة متابعة، مثل برنامج "ديستوبيا عربي"، "نيوزجي"، "كوبي بيست"، "تلك حكايتي"، إضافةً إلى فيديوهات يومية تواكب الأحداث السورية، في الداخل والمهجر، وعلى الصعد السياسية والعسكرية والاقتصادية والفنية.
اللافت في "تلفزيون سوريا" كان النقلة التي حدثت على صعيد الأخبار والبرامج السياسية، وقربها من السوريين وتطلعاتهم ومعاناتهم، بشكل أقرب إلى المهنية منها إلى الشكائية والندب والمظلومية. ويقول رئيس تحرير "تلفزيون سوريا"، بشير البكر: "رغم حداثة تلفزيون سوريا، إلا أنه تمكن من تجاوز التحديات الأساسية بسرعة، وأهمها عقبات التأسيس، وبناء الهوية الخاصة والتواصل مع أوسع الفئات السورية في داخل سورية وخارجها، وخصوصاً في دول جوار سورية التي استقبلت أكثر من ستة ملايين مهجر سوري".
ويرى البكر أنّ "بلورة هوية تلفزيون سوريا تعود لأسباب عدة، ربما أداء قسم الأخبار بمقدمتها، وذلك لاعتبار ما يقدمه العلامة الفارقة بين وسيلة إعلام وأخرى"، مشيراً إلى أن "تلفزيون سوريا تأسس بمبادرة من الدكتور عزمي بشارة، ونهضت بالمهمة مؤسسة فضاءات ميديا، وذلك من أجل مواكبة القضية السورية بوصفها قضية ديمقراطية وحقوق إنسان، وذلك بكل ما ترتب عليها منذ بداية الحراك السلمي الشعبي الذي انطلق في 15 مارس/ آذار 2011، والذي رد عليه النظام السوري بالحديد والنار واستدعاء الاحتلالين الإيراني والروسي والمليشيات الطائفية التي تتبع لإيران مثل حزب الله والحشد الشعبي العراقي والمليشيات الأفغانية والباكستانية، فاطميون وزينبيون، بالإضافة إلى إطلاق يد جماعات التطرف الداخلي التي لعبت دوراً أساسياً في حرف الثورة السلمية والشعبية عن مسارها".
ومن هنا، يرى البكر أن "المهمة الملقاة على عاتق التلفزيون بقيت تقديم الحدث السوري في صورته السليمة، بعيداً عن الإغراق في المظلومية، ومحاولات حرفه عن الرسالة الأساسية، وهي الدفاع عن قضية الديمقراطية بوصفها القاسم المشترك الأساسي بين السوريين، والطريق الوحيد للخلاص من نظام الاستبداد الدموي والاحتلالين الروسي والإيراني".
وحول ضوابط ومحددات العمل الإخباري في تلفزيون سوريا، يشير رئيس التحرير إلى أنّ "المحدد والضابط وحتى الأساس، هي المهنية، وهذا يعني عدم الانسياق وراء الحدث، بل الوقوف أمامه لتقديمه بالمعلومات الصحيحة والتحليل الذي يقربه من الواقع وعلى نحو يحترم المتابع وينفعه". ويستدلّ عبر المعركة التي شنها نظام الأسد والروس ضد فصائل المعارضة المسلحة في إبريل/ نيسان الماضي، والتي كانت حافلة بالتطورات، حيث رفع الروس منسوب الوحشية باتباع أسلوب غروزني القائم على العنف المفرط لتدمير كل البنى التحتية وتهجير السكان، إذ تابع التلفزيون هذه التراجيديا السورية بمهنية". ولا يخفي البكر أن فريق مراسلي التلفزيون وكادر غرفة الأخبار وبقية الأقسام المساندة عملوا في هذه الفترة بثلاثة أضعاف طاقتهم، وكان نصيب المراسلين التهجير مثل بقية أهاليهم. ويضيف: "لا أريد الحديث مطوّلاً عن الانفرادات التي حققها التلفزيون على هذا الصعيد، لأنه كان وسيلة الإعلام الوحيدة التي عاشت المعارك على الجبهات وواكبت التهجير القسري".
اقــرأ أيضاً
وفي ما يتعلّق بالسبق أو خصوصية التغطية والتفرد، على اعتبار أن تلفزيون سوريا الأكثر حضوراً في الداخل السوري، يشير البكر إلى أن هناك مئات الريبورتاجات والمقابلات والقصص التي تسجل لتلفزيون سوريا في الأخبار والموقع ونيوميديا التي تناقلت بعضها وسائل إعلام عربية وأجنبية معروفة، مستدركاً أنه "لم يزل نصب أعيننا هدف كبير وهو أن نصبح المصدر الأول للخبر السوري، وهو ما حالت دونه عقبات الجغرافيا السياسية".
كما يشير البكر إلى أنه وبالتوازي مع النهوض بالأخبار، تم الاشتغال على إحداث نقلة في بنية ومحتوى برامجنا السياسية: "مؤشر الحدث"، "الصالون السياسي"، "ما تبقى" و"الصفحة الأخيرة". وباتت البرامج السياسية أهم مرجع للمتابع الذي يبحث عن تفكيك الحدث السوري، فمن لا يجد مكانه في برنامجنا المميز "سوريا اليوم" يجد مكانه في البرامج الأخرى التي تنافس اليوم، من حيث عدد متابعيها، برامج قنوات تفوق "تلفزيون سوريا" موازنة وعمراً. ويعتبر الزملاء في القنوات الأخرى برنامج "سوريا اليوم" أفضل برنامج يومي يتناول القضية السورية بمفهوم ما وراء الأحداث، وأحياناً قبلها، وهنا أعبّر عن اعتزاز التلفزيون أيضاً ببرنامج "ما تبقى" وهو برنامج رأي بلغة بصرية وصار له جمهوره المتابع وبلغ أخيراً 500 حلقة، ووصل عدد متابعيه على قناة يوتيوب إلى معدلات عالية.
ويوضح البكر أنّ "بلورة الهويّة والمواكبة المهنيّة للأحداث تحتّمان تطوير عملنا وسد الثغرات". ويضيف: "قمنا خلال هذه السنة باستحداث مجلة اقتصادية أسبوعية في برنامج لقي صدى تحت اسم "أوكازيون". ولدينا مشروع كبير قيد الدرس هو الذاكرة السياسية الذي يحظى بدعم وتشجيع خاص من الدكتور عزمي بشارة. وهناك خطة من أجل إطلاق هذا البرنامج في الفترة المقبلة من أجل توثيق الذاكرة السياسية السورية بصرياً".
أما الأهداف العامة، فهي، كما يضيف داغستاني "الاستمرار بمأسسة التلفزيون، لأنه وللأسف، معظم المشروعات الإعلامية السورية، وحتى غير الإعلامية، التي خرجت بعد الثورة، تحولت إلى دكاكين أو أسلحة بيد مالكيها لتحقيق أهداف وغايات، بمعظم الأحايين، لا تصب في صالح سورية المستقبل وتطلعات السوريين". ويتابع: "نحرص عبر العمل الجماعي وتوزيع المهام وعدم حصرها بجهة واحدة على أن نستقطب شريحة الشباب، فتلفزيون سوريا يكاد يكون تلفزيوناً شبابياً منوّعاً، يلبي حاجات السوريين المعرفية والتثقيفية، ونبتعد عن التحريض المباشر، رغم أنه من مهام ووظائف الإعلام".
وحول ما يحضّره "تلفزيون سوريا" لذكرى انطلاقه الثانية التي تصادف مع انطلاق ثورة السوريين في منتصف مارس، يكشف داغستاني أن هناك دورة برامج جديدة، تتضمن تطويراً، في الشكل والمحتوى، لبعض البرامج التي يبثها التلفزيون، وبرامج أخرى جديدة تواكب الحدث السوري، مثل زاوية الرؤية، أوكازيون، حكاية وصورة، ودوزنة وفسحة أمل. وثمة برامج خاصة خلال شهر رمضان، كبرنامج سوري تركي مشترك وتغطية فترة الإفطار ووثائقيات وفيلرات جديدة، إضافة إلى البرامج الموجودة: نور خانم، طوق نجاة، لم الشمل، ضمائر متصلة، حمصوود، قطعة وطن، همة قوية. والأهم برأي داغستاني هي "النقلة التي حدثت بالأخبار والبرامج السياسية، والتي تطورت والتزمت بمحددات المهنة أكثر وأكثر". ويقول "لا ننكر أن تلفزيون سوريا كان أقرب للمجازفة، سواء ما يتعلق بسرعة إطلاقه أو لاعتماده على الكادر السوري الشاب الذي لا يمتلك تراكم خبرة تلفزيونية كبيرة، إذ آثر المالكون والمدير السابق المراهنة على الشباب السوري وطاقاته، ووفق المؤشرات وردود الأفعال ورصدنا للمتلقين، يمكننا القول إنهم نجحوا.. ونحن نكمل ما بدأوا به ونطوّره".
ويشير داغستاني إلى أنّه "ربما تم التعاطي بواقعية وأحياناً بـ"كومدة الأحداث" عبر برنامجي نور خانم وجو شو وحتى حمصوود، اختلافاً عن التعاطي التقليدي مع المآسي، لأن السوريين بأمسّ الحاجة للعيش والأمل وعدم زيادة الآلام، طبعاً من دون الوقوع في فخاخ التسخيف أو التهرب من المسؤولية الإعلامية التي يقوم بها التلفزيون عبر برامجه ونشرات أخباره".
وكان "تلفزيون سوريا"، بعد تعدي متابعيه المليونين على "فيسبوك"، قد أطلق أخيراً عبر منصة الإعلام الجديد صفحة "سيريا ستريم" التي تعرض برامج لاقت، بحسب مؤشرات اطلع عليها "العربي الجديد"، قبولاً وكثرة متابعة، مثل برنامج "ديستوبيا عربي"، "نيوزجي"، "كوبي بيست"، "تلك حكايتي"، إضافةً إلى فيديوهات يومية تواكب الأحداث السورية، في الداخل والمهجر، وعلى الصعد السياسية والعسكرية والاقتصادية والفنية.
اللافت في "تلفزيون سوريا" كان النقلة التي حدثت على صعيد الأخبار والبرامج السياسية، وقربها من السوريين وتطلعاتهم ومعاناتهم، بشكل أقرب إلى المهنية منها إلى الشكائية والندب والمظلومية. ويقول رئيس تحرير "تلفزيون سوريا"، بشير البكر: "رغم حداثة تلفزيون سوريا، إلا أنه تمكن من تجاوز التحديات الأساسية بسرعة، وأهمها عقبات التأسيس، وبناء الهوية الخاصة والتواصل مع أوسع الفئات السورية في داخل سورية وخارجها، وخصوصاً في دول جوار سورية التي استقبلت أكثر من ستة ملايين مهجر سوري".
ويرى البكر أنّ "بلورة هوية تلفزيون سوريا تعود لأسباب عدة، ربما أداء قسم الأخبار بمقدمتها، وذلك لاعتبار ما يقدمه العلامة الفارقة بين وسيلة إعلام وأخرى"، مشيراً إلى أن "تلفزيون سوريا تأسس بمبادرة من الدكتور عزمي بشارة، ونهضت بالمهمة مؤسسة فضاءات ميديا، وذلك من أجل مواكبة القضية السورية بوصفها قضية ديمقراطية وحقوق إنسان، وذلك بكل ما ترتب عليها منذ بداية الحراك السلمي الشعبي الذي انطلق في 15 مارس/ آذار 2011، والذي رد عليه النظام السوري بالحديد والنار واستدعاء الاحتلالين الإيراني والروسي والمليشيات الطائفية التي تتبع لإيران مثل حزب الله والحشد الشعبي العراقي والمليشيات الأفغانية والباكستانية، فاطميون وزينبيون، بالإضافة إلى إطلاق يد جماعات التطرف الداخلي التي لعبت دوراً أساسياً في حرف الثورة السلمية والشعبية عن مسارها".
ومن هنا، يرى البكر أن "المهمة الملقاة على عاتق التلفزيون بقيت تقديم الحدث السوري في صورته السليمة، بعيداً عن الإغراق في المظلومية، ومحاولات حرفه عن الرسالة الأساسية، وهي الدفاع عن قضية الديمقراطية بوصفها القاسم المشترك الأساسي بين السوريين، والطريق الوحيد للخلاص من نظام الاستبداد الدموي والاحتلالين الروسي والإيراني".
وحول ضوابط ومحددات العمل الإخباري في تلفزيون سوريا، يشير رئيس التحرير إلى أنّ "المحدد والضابط وحتى الأساس، هي المهنية، وهذا يعني عدم الانسياق وراء الحدث، بل الوقوف أمامه لتقديمه بالمعلومات الصحيحة والتحليل الذي يقربه من الواقع وعلى نحو يحترم المتابع وينفعه". ويستدلّ عبر المعركة التي شنها نظام الأسد والروس ضد فصائل المعارضة المسلحة في إبريل/ نيسان الماضي، والتي كانت حافلة بالتطورات، حيث رفع الروس منسوب الوحشية باتباع أسلوب غروزني القائم على العنف المفرط لتدمير كل البنى التحتية وتهجير السكان، إذ تابع التلفزيون هذه التراجيديا السورية بمهنية". ولا يخفي البكر أن فريق مراسلي التلفزيون وكادر غرفة الأخبار وبقية الأقسام المساندة عملوا في هذه الفترة بثلاثة أضعاف طاقتهم، وكان نصيب المراسلين التهجير مثل بقية أهاليهم. ويضيف: "لا أريد الحديث مطوّلاً عن الانفرادات التي حققها التلفزيون على هذا الصعيد، لأنه كان وسيلة الإعلام الوحيدة التي عاشت المعارك على الجبهات وواكبت التهجير القسري".
وفي ما يتعلّق بالسبق أو خصوصية التغطية والتفرد، على اعتبار أن تلفزيون سوريا الأكثر حضوراً في الداخل السوري، يشير البكر إلى أن هناك مئات الريبورتاجات والمقابلات والقصص التي تسجل لتلفزيون سوريا في الأخبار والموقع ونيوميديا التي تناقلت بعضها وسائل إعلام عربية وأجنبية معروفة، مستدركاً أنه "لم يزل نصب أعيننا هدف كبير وهو أن نصبح المصدر الأول للخبر السوري، وهو ما حالت دونه عقبات الجغرافيا السياسية".
كما يشير البكر إلى أنه وبالتوازي مع النهوض بالأخبار، تم الاشتغال على إحداث نقلة في بنية ومحتوى برامجنا السياسية: "مؤشر الحدث"، "الصالون السياسي"، "ما تبقى" و"الصفحة الأخيرة". وباتت البرامج السياسية أهم مرجع للمتابع الذي يبحث عن تفكيك الحدث السوري، فمن لا يجد مكانه في برنامجنا المميز "سوريا اليوم" يجد مكانه في البرامج الأخرى التي تنافس اليوم، من حيث عدد متابعيها، برامج قنوات تفوق "تلفزيون سوريا" موازنة وعمراً. ويعتبر الزملاء في القنوات الأخرى برنامج "سوريا اليوم" أفضل برنامج يومي يتناول القضية السورية بمفهوم ما وراء الأحداث، وأحياناً قبلها، وهنا أعبّر عن اعتزاز التلفزيون أيضاً ببرنامج "ما تبقى" وهو برنامج رأي بلغة بصرية وصار له جمهوره المتابع وبلغ أخيراً 500 حلقة، ووصل عدد متابعيه على قناة يوتيوب إلى معدلات عالية.
ويوضح البكر أنّ "بلورة الهويّة والمواكبة المهنيّة للأحداث تحتّمان تطوير عملنا وسد الثغرات". ويضيف: "قمنا خلال هذه السنة باستحداث مجلة اقتصادية أسبوعية في برنامج لقي صدى تحت اسم "أوكازيون". ولدينا مشروع كبير قيد الدرس هو الذاكرة السياسية الذي يحظى بدعم وتشجيع خاص من الدكتور عزمي بشارة. وهناك خطة من أجل إطلاق هذا البرنامج في الفترة المقبلة من أجل توثيق الذاكرة السياسية السورية بصرياً".