تكافل اجتماعي بين فلسطينيي الداخل لمواجهة كورونا

تكافل اجتماعي بين فلسطينيي الداخل لمواجهة كورونا

حيفا

ناهد درباس

ناهد درباس
23 مارس 2020
+ الخط -
تشهد البلدات العربية حالات تكافل اجتماعي بين فلطسينيي الداخل، في ظل أزمة وباء كورونا الجديد، من خلال تنظيم أحزاب عربية ومجالس محلية ومتطوعين، مبادرات اجتماعية للتخفيف عن المحتاجين وكبار السن. 

ومنذ انتشار فيروس كورونا الجديد، حدثت تغييرات في الحياة داخل البلدات العربية، بدخول الناس الحجر المنزلي، لتظهر حالات التكافل الاجتماعي، من خلال توفير منتجات غذائية وتوزيعها على الأسر الفقيرة وكبار السن والمصابين بأمراض مزمنة، حتى يمكثوا في منازلهم، ما يساعد على الحيلولة دون تفشي الفيروس، فضلا عن تقديم مساعدات نفسية، واستشارات للعمال والموظفين الذين فقدوا وظائفهم في الأيام الأخيرة لتحصيل حقوقهم.

وقد بدأ مركز الطوارئ والاستعلامات، الذي أقامته الحركة الإسلامية وجمعية الإغاثة 48، في أعقاب تفشي كورونا الجديد، بتقديم خدماته لمئات فلسطينيي الداخل، وتمكينهم من الحصول على الدعم والاستشارة في شتى المجالات، منها الإغاثية، الطبية، القانونية، النفسية، الفقهية، وكذا الخدمات الاجتماعية، من طواقمه التخصصية.

وقام مركز الطوارئ بتجهيز حوالي 10 آلاف طرد غذائي، وإنشاء تسعة مراكز إغاثة في مختلف المناطق، ثلاثة في الجليل هي سخنين وعكا وكفر كنا، وثلاثة في منطقة المثلث هي كفرقاسم والرملة وكفرقرع، وثلاثة في النقب في بلدات رهط وحورة وشقيب السلام.

وقال نائب رئيس الحركة الإسلامية ورئيس طاقم الطوارئ، الشيخ صفوت فريج، لـ"العربي الجديد": "إيمانًا منا في الحركة الإسلامية بضرورة التعاضد والتكافل والمسؤولية المتبادلة، واستجابة لاحتياجات شعبنا وأهلنا في هذه الظروف العصيبة، قمنا بتفعيل مركز الطوارئ الذي يضم ما لا يقل عن 120 أخصائيًا، حيث يستقبل الطاقم تساؤلات الناس على مدار اليوم من الساعة الثامنة صباحًا وحتى منتصف الليل. هذه الخدمات تأتي مساندة ومكملة للجهود المبذولة في مجال الطوارئ من قبل المؤسسات الرسمية والسلطات المحلية، واللجان الشعبية، ولجان الإغاثة والزكاة المحلية".

بدورها، بادرت شبيبة حزب التجمع الحيفاوي إلى تقديم حملة طرود غذائية، تم توزيعها على الأسر المحتاجة والمسنين. 

وفي السياق، قال بلال حصري، من مركز منطقة حيفا في التجمع الوطني الديمقراطي: "عملنا خلال أربعة أيام على تجميع أسماء العائلات المحتاجة والمسنين من قسم الرفاه الاجتماعي، عن طريق مديري المدارس، وكانت هناك حالات لمحتاجين قاموا بالاتصال بنا وطلبوا المساعدة. قمنا بتوزيع 320 طردا غذائيا تتضمن المؤن الأساسية".

وأضاف حصري: "تبرع أهل الخير من حيفا بجميع الأغذية، إضافة إلى كادر من 15 شخصا عملوا على توزيع هذه الطرود في جميع الأحياء العربية في حيفا".

وعملت بلدية أم الفحم، من خلال لجنة الطوارئ المحلية، بتجميع فريق من المتطوعين الشباب مكون من 200 شاب، يملكون سيارات، لتوزيع المؤن والوجبات على المسنين، وفي جميع الأحياء في المدينة، بالتعاون مع جمعية السلام للمسنين ومركز الخدمات الجماهيرية.

وفي السياق ذاته، قالت مدير قسم الرفاه الاجتماعي في بلدية أم الفحم، فتحية اغابرية: "نقوم بتوزيع وجبتي غذاء ساخنتين على المسنين. وصلتنا منحة من وزارة العمل والرفاه والخدمات الاجتماعية، نظرا لحالة الطوارئ والظروف الراهنة. نوزع في الأسبوع 2350 وجبة للمسنين، إضافة إلى أن هناك 2000 طرد غذائي تم التبرع بها من عائلات أم الفحم لصالح المحتاجين. عدا عن ذلك، قمنا بإرشاد المتطوعين الميدانيين للعمل على مستويين: توزيع المؤن، بالإضافة إلى توجيه الأشخاص إلى قسم المساعدة النفسية في مكتبنا".

 أما في القرى مسلوبة الاعتراف في النقب، إذ هناك 37 قرية وعدد السكان فيها 100 ألف، فقد بادرت مجموعة أطلقت على نفسها "حملة شبابية في كورونا الجديد للتوعية ضد الفيروس، والتعريف بطرق الوقاية، وتوزيع كمامات ومطهرات ومعقمات ومواد تثقيفية".

وقال معيقل الهواشلة، مركز ميداني لمجلس القرى الإقليمية للقرى غير المعترف بها في النقب: "هناك مائة ألف من أهالينا يقطنون في قرى الصمود من دون وقاية وبنية صحية وآليات للتعامل مع هذه الأزمة".

وأضاف الهواشلة، في تصريح لـ"العربي الجديد"، "قمنا بمبادرة لجمع تبرعات ومستلزمات صحية، إضافة إلى مواد تثقيفية سنقوم بتوزيعها في قرى لا يوجد فيها حوانيت ولا متاجر لمواد غذائية".

وأشار إلى أن "الوضع مأساوي في القرى غير المعترف بها، إذ لا يوجد ربط كهربائي، خاصة في فصل الشتاء، إذ لا يمكن تعبئة البطاريات على أسطح البيوت لإنتاج الكهرباء بالطاقة الشمسية. كما أن عشرات الآلاف من الأطفال يمكثون في منازلهم من دون أطر تثقيفية وتوعوية".

ذات صلة

الصورة
إحيا ذكرى هبة القدس والأقصى في سخنين (منصة إكس)

سياسة

أحيا فلسطينيو الداخل في تظاهرة حاشدة الذكرى الـ23 لهبة القدس والأقصى التي اندلعت في الداخل الفلسطيني بالتزامن مع الانتفاضة الفلسطينية الثانية في عام 2000.
الصورة
مظاهرة يافة الناصرة ضد الجريمة (العربي الجديد)

مجتمع

قُتل شخصان في عملية إطلاق نار بالرصاص الحي، في قرية نحف بالجليل في الداخل الفلسطيني، والقتيلان هما طارق زرقاوي (61 عاما) من قرية مجد الكروم، ولطفي عباس سرحان (71 عاما) من قرية نحف، والأخير كان قد قُتل نجله (38 عاما) قبل عامين 2021.
الصورة
تظاهرات في الداخل الفلسطيني تنديداً بالاعتداءات على الأقصى-العربي الجديد

سياسة

شهد الداخل الفلسطيني، اليوم الأربعاء، تظاهرات في بلدات عربية عدة في حيفا وأم الفحم، ووقفات في بلدات بالمثلث والجليل، تنديداً باعتداءات الاحتلال الإسرائيلي على المسجد الأقصى ليل الثلاثاء-الأربعاء.
الصورة

سياسة

شارك الآلاف من فلسطينيي الداخل بمشاركة ممثلي قادة الحركات الوطنية والأحزاب العربية، اليوم الخميس، في مظاهرة بمدينة سخنين إحياءً للذكرى الـ47 ليوم الأرض رافعين العلم الفلسطيني.