تسبب العزوف الجماهيري الذي أرخى بظلاله على الدورة التاسعة عشرة من البطولة الأفريقية لألعاب القوى التي احتضنتها مدينة مراكش جنوب المغرب واختتمت في 14 من الشهر الحالي، في التأثير على نجاح فعاليتها.
وتدارس أعضاء من الاتحاد الدولي لألعاب القوى خلال اجتماع تقييمي، أسباب غياب الجماهير عن الدورة، إضافة إلى غياب تحطيم الأرقام القياسية، فضلاً عن الخلل التنظيمي على مستوى النقل، في الوقت الذي تساءل فيه أحد أعضاء الاتحاد الدولي عن جدوى اختيار مدينة مراكش، في ظل عدم تحقيقها للاستقطاب الجماهيري المطلوب، وعدم استبدالها بمدن ساحلية أكثر جذباً للجماهير كطنجة.
درجات الحرارة العالية
وقال المنظمون المغاربة إن الأسباب التي دفعت إلى عدم اختيار طنجة بدلاً من مراكش نظراً لعدم توافر ملعب مدينة طنجة والدار البيضاء وأكادير على الوسائل الفنية الخاصة بألعاب القوى، فيما قدم مدير الدورة محمد الطناني مبررات للعزوف الجماهيري، واعتبره عنصراً مساهماً في تراجع مستوى العديد من العدائين، مشيراً الى أن المغاربة كانوا الأكثر تأثراً بالفراغ الذي عرفته مدرجات ملعب مراكش، وفي ظل درجات الحرارة العالية التي تصادفت مع أيام البطولة.
وأضاف الطناني في معرض رده على استفسارات الاتحاد الدولي، أن الحدث فرصة لاستدراك بعض الهفوات التنظيمية، وأن اتحاد ألعاب القوى المغربي أعد كل الظروف الملائمة لإنجاح التظاهرة الدولية، كما كان الشأن بالنسبة إلى النسخة السابعة من ملتقى محمد السادس الذي فاق بنجاحه كل التوقعات، موضحاً أن الملتقى السابق شهد حضور أكثر من 35 ألف مشجع، ما دفع الاتحاد إلى الرهان على حضور مماثل للجماهير بالرغم من طول مدة المنافسات، لكن التوقعات ذهبت أدراج الرياح بسبب موجة الحرارة العالية.
نتائج مخيبة
وكان منتخب جنوب أفريقيا قد توج بطلاً للدورة، بعد تصدرها قائمة الميداليات بمجموع 19 ميدالية، منها (10 ميداليات ذهبية و5 فضية 4 برونزية) ثم حل تباعاً منتخبا نيجيريا برصيد 24 ميدالية (8 ذهبية و9 فضية و7 برونزية) وكينيا بمجموع 25 ميدالية (7 ذهبية و8 فضية و10 برونزية).
واكتفى المنتخب المغربي بالمركز التاسع بمجموع 8 ميداليات، منها ذهبية واحدة وفضيتان و5 برونزيات، مسجلا بذلك تراجعاً عن الدورة الثامنة عشرة، التي أقيمت في بورتو نوفو عاصمة جمهورية البنين في عام 2012، حيث احتل المركز السابع بمجموع سبع ميداليات.
وأنقذت اللاعبة غزلان سيبا ماء وجه المغاربة بذهبية الوثب العالي بعدما قفزت (1.80) متر، في حين فاز مصطفى العزيز بفضية سباق 10 آلاف متر بزمن: (28.11.36) دقيقة، كما فازت نسرين دينار بفضية القفز بالزانة.
وكانت نتائج اليوم الأخير من المنافسات مخيبة للآمال بالنسبة إلى المتسابقين المغاربة، ذلك أن عثمان الكومري ومليكة عقاوي تراجعا بعدما كان الجميع يراهن على صعودهما لخط النهاية.
وضربت عدوى تراجع ألعاب القوى المغربية باقي المنتخبات العربية التي لم تكن أحسن حالاً من البلد المنظم، حيث احتلت مصر المركز العاشر بينما احتلت تونس والجزائر المركزين الحادي عشر والثاني عشر على التوالي، أما السودان فاحتل المركز الأخير في قائمة الدول المشاركة وخرجت ليبيا وموريتانيا بلا أي ميدالية.