تفاصيل زيارة دحلان لأديس أبابا: مجرد مرافق للوفد المصري

تفاصيل زيارة دحلان لأديس أبابا: مجرد مرافق للوفد المصري

05 مايو 2015
تواجد دحلان في أديس أبابا محط جدل (Getty)
+ الخط -

نفى مصدر أثيوبي رفيع المستوى، لـ"العربي الجديد"، مجموعة من الادعاءات التي تضمنها مقال حول القيادي الأمني، المفصول من حركة "فتح"، محمد دحلان، في مجلة "نيوزويك" الأميركية، في 28 أبريل/نيسان الماضي، والتي صوّر نفسه فيها على أنه كان صاحب الفضل في التوقيع على اتفاق سدّ النهضة. وشددت المصادر الأثيوبية على أن دحلان يروّج عن نفسه "دعاية" لا تمت إلى الحقيقة بصلة، وأنّ حضوره إلى أديس أبابا في 27 يناير/كانون الثاني الماضي، كان أشبه بـ"مرافق" لرئيس جهاز الاستخبارات المصرية، خالد فوزي، ونجل الرئيس المصري، محمود عبد الفتاح السيسي، وليس مثلما يروّج دحلان. ونفى المصدر الأثيوبي "مزاعم دحلان"، التي أوردتها المجلة، وكشف عن أن جهات حكومية في أديس أبابا طلبت إيضاحات من دحلان حول التصريحات المنسوبة إليه حول دوره في توقيع اتفاقية إعلان المبادئ المتعلقة بسد النهضة في مارس/آذار الماضي في الخرطوم.


من جهته، أكد مصدر دبلوماسي عربي، لـ"العربي الجديد"، أن دحلان قام بزيارة أثيوبيا في 27 يناير/كانون الثاني مع فوزي ونجل السيسي، محمود، في إطار الإعداد لزيارة الرئيس المصري إلى أثيوبيا للمشاركة في القمة الأفريقية، التي وصل إليها في 29 يناير/كانون الثاني الماضي. وكشف المصدر عن أن دحلان التقى مع رئيس الوزراء الأثيوبي بحضور خالد فوزي ومحمود عبدالفتاح السيسي، وقدم نفسه كمستشار خاص لولي عهد أبو ظبي، الشيخ محمد بن زايد. ونقل خالد فوزي رسالة من الرئيس المصري إلى رئيس الوزراء الأثيوبي، هيلي ماريام ديسالين، في لقاء استغرق 20 دقيقة وحضره دحلان، كمجرد عضو في الوفد. وتم الاتفاق، خلال الاجتماع، على انعقاد قمة في أديس ابابا في 9 مارس/آذار الماضي وأن تكون زيارة الرئيس، عبدالفتاح السيسي، للمشاركة في القمة الأفريقية.

اقرأ أيضاً: "نيوزويك": السيسي يكلف دحلان بالتفاوض بشأن سد النهضة

وأضاف المصدر أن دحلان غادر مع الوفد المصري في طائرة إماراتية خاصة إلى القاهرة، لإطلاع السيسي على نتائج اللقاء، وأنه رافق فوزي والسيسي الإبن في الزيارة. إلا أن المصادر الدبلوماسية أكدت أن ولي عهد أبو ظبي، الشيخ محمد بن زايد، بذل جهوداً لتقريب المسافات بين أديس أبابا والقاهرة. وتابع المصدر أن مسؤولين كويتيين بذلوا جهوداً من أجل عودة مصر إلى عضوية الاتحاد الأفريقي، وتطبيع علاقاتها مع دول منبع نهر النيل. واستبعدت تلك المصادر أن يكون لدحلان أي دور في الاتفاق، الذي توصلت إليه البلدان الثلاثة في الخرطوم.

وأكد المصدر الدبلوماسي أن الوفد المصري، الذي رافقه دحلان، لم يحط البعثة الدبلوماسية المصرية علماً بزيارتهم السرية، والتي استغرقت 9 ساعات. ولم يتم التنسيق مع وزير خارجية مصر، سامح شكري، الذي كان يومها في أديس أبابا يشارك في اجتماعات المجلس الوزاري، الذي كان منعقداً في ذلك اليوم، تمهيداً للقمة الأفريقية، التي انطلقت في 30 يناير/كانون الثاني الماضي، وهو ما فسّره مراقبون على أنه يعكس تنافساً بين وزارة الخارجية وجهاز المخابرات المصرية، الذي ظل يمسك بملف مياه النيل.


في المقابل، عبّرت مصادر أثيوبية عن امتعاضها من التصريحات المنسوبة إلى دحلان في "نيوزويك". ونفت تلك المصادر نفياً قاطعاً أن يكون للأفراد أو الدول أي دور في الاتفاق الخاص بسد النضهة الأثيوبي الذي توصلت إليه البلدان الثلاثة (مصر وأثيوبيا والسودان) في مارس/آذار الماضي في الخرطوم. وأعرب مصدر أثيوبي مسؤول، لـ"العربي الجديد"، عن استغرابه لما سماها مزاعم دحلان التي يقول فيها إنه كان صانع ذلك الاتفاق. وقلل المصدر من قيمة التصريحات، التي نشرتها المجلة الأميركية ووصفها بـ"فبركة إعلامية لا يتورط فيها شخص مسؤول". وأضاف أن دحلان "كان مجرد مرافق لوفد مصري رسمي".

وأكد المسؤول الأثيوبي أن ملف مياه النيل وسد النهضة ملفات سيادية وحساسة غير مسموح تناولها مع أفراد ودول، موضحاً أن الاتفاق تم التوصل إليه بين البلدان الثلاثة بعد مفاوضات ماراثونية استمرت 7 جولات، شارك فيها خبراء وفنيون وطنيون ووزراء الري والخارجية إلى أن توجدت من قبل رؤساء الدول الثلاثة في الخرطوم. وقال إن ما نُشر في المجلة يفتقر إلى أبسط المعلومات، لافتاً إلى أن قضية المياه هي قضية فنية وليست سياسية حتى تحل بالوساطة، وهذا يكشف عن أن الفبركة مُعدَّة إعداداً جيداً.

اقرأ أيضاً: دحلان في القاهرة: العين على "حماس" والإعلام و"النهضة"

دلالات

المساهمون