تفاؤل يَعُم بورصة عمّان

تفاؤل يَعُم بورصة عمّان

07 يناير 2015
الاستثمارات في بورصة عمان( getty)
+ الخط -
مع بداية العام الحالي، تبرز تكهّنات حول الأداء المتوقّع لبورصة عمَّان (الأردن) خلال ‏العام الجديد، بعد أن مرّت الأعوام الأخيرة بتقلّبات وأحداث كثيرة أثّرت في إغلاق‎ ‎مؤشّر الأسعار وأحجام التداول. إذ فقد المؤشّر العام ربع قيمته في عام‏‎ ‎‏2008، نتيجة الأزمة المالية العالمية، حيث ألقت الأخيرة تداعياتها على البورصة الأردنية، بالتزامن ‏مع ما شهدته المنطقة من اضطرابات، ما عمّق من تراجع المؤشر العام للسنوات ‏الأربع الآتية، والتي أفقدته نحو ثلث قيمته.‏
ورغم تحسّن الأداء نسبياً خلال العامين الأخيرين 2013 و 2014، وارتفاع المؤشر‎ ‎بواقع 5.5% و4.5% على التوالي، إلا أن‏‎ ‎الأداء جاء الأضعف، بالمقارنة مع ‏الارتفاعات الكبيرة التي شهدتها معظم البورصات العربية خلال الفترة ذاتها.‏
هناك دلالات إيجابية قوية تشير إلى وجود فرصة مواتية لبورصة عمّان للانتعاش ‏خلال العام الحالي، مع تحسّن متوقّع في بعض مؤشرات الاقتصاد الأردني خلال ‏المدى المتوسط. فالمعلوم بأن الاقتصاد الأردني من الاقتصادات التي ستستفيد من ‏انخفاض برميل النفط، كونه يستورد كامل احتياجاته من الطاقة تقريباً، إذ من ‏المتوقّع أن توفر خزينة الدولة نحو ملياري دولار هذا العام، نتيجة انخفاض ‏فاتورة الطاقة. وبالتالي، فإن الوفر الذي سيتحقّق إما سيستخدم للاستهلاك، أو ‏الادخار، أو الاستثمار، وهو ما سيحرّك عجلة الاقتصاد، وينعكس إيجاباً على أداء ‏البورصة الأردنية.‏
ومع ازدياد الإنفاق الاستهلاكي على القطاعات الاقتصادية المختلفة، وانخفاض ‏التكاليف التشغيلية على شركات القطاع الصناعي، جرّاء انخفاض أسعار النفط، ‏ترتفع توقّعات المستثمرين في بورصة عمَّان عن قدرة هذه الشركات في تحقيق نتائج ‏مالية جيدة. نتائج تنعكس إيجاباً على معدلات نمو أساسية، كالأرباح وحقوق المساهمين ‏والقيمة الدفترية والتوزيعات النقدية، ما يساهم في ارتفاع أسعارها السوقية.‏
وبينما مَحَت أسواق الخليج نحو 220 مليار دولار، منذ بداية سبتمبر/أيلول الماضي، مع ‏تنامي المخاوف أن يؤدّي تراجع العوائد النفطية لدول الخليج إلى تخفيض الإنفاق ‏الحكومي، كانت بورصة عمَّان تُسجِّل ارتفاعاً واضحاً في المؤشر العام، وفي أحجام ‏التداول. وفي حال استمر تهاوي البورصات الخليجية، فإن ذلك سيعمل على هجرة ‏مستثمرين من تلك الأسواق إلى بورصات أخرى أكثر استقراراً، ومنها البورصة ‏الأردنية، حيث لوحظ دخول مستثمرين خليجيين إلى بورصة عمَّان في الفترة الأخيرة، ‏ما زاد من قوة البورصة وأدّى إلى بعث التفاؤل بين ‏المستثمرين الأردنيين.‏
ولا شك في أن تراجع حدّة التوترات السياسية في المنطقة من شأنه أن يترك أثراً ‏إيجابياً في الاستثمار في سوق المال، ويُزيد من ثقة المستثمرين. حيث ما زالت ‏الثقة العامل الأهم في تحريك سيولة المستثمرين نحو فرص الاستثمار المتوافرة في ‏أسواق الأسهم، ويجعل من السهل قيام المستثمرين الأجانب باستثمار ملايين ‏الدولارات فيه، إذا اقتنعوا بأن المخاطر السياسية في حالة تراجع.‏‎ ‎
ومع بقاء أسعار الفائدة عند مستويات متدنية، لا يبدو البنك المركزي الأردني في ‏عجلة من أمره بشأن رفعها خلال العام الحالي، خصوصاً مع توقّعات بتراجع معدّل ‏التضخّم في ظلّ تراجع أسعار النفط. وقد يكون ذلك حافزاً إضافياً للمستثمرين ‏ليتجهوا إلى الاستثمار في سوق الأسهم، بدلاً من إبقاء أموالهم كودائع في المصارف. إضافة ‏إلى ذلك، فإن لسعر الفائدة المنخفض على الإقراض دوراً أساسياً في تعزيز البيئة ‏الجاذبة للاستثمار، من خلال تخفيض الكلفة الاستثمارية.‏
ومن الجانب التشريعي، فإن بورصة عمّان بدأت فعلياً، منذ بداية العام الحالي، ‏بإدخال بعض التعديلات على قواعد التداول وأوقات جلسات التداول والتي من شأنها ‏أن تُسهم في الحفاظ على سلامة التعامل بالأوراق المالية، وزيادة منسوب الثقة لدى ‏المتعاملين في البورصة الأردنية.‏
إذن، هناك أكثر من سبب يجعل المستثمرين يتفاءلون بتحسُّن أداء البورصة ‏الأردنية خلال العام 2015، خصوصاً أن معظم أسعار الأسهم باتت تشكّل فرصة ‏استثمارية مغرية، مع ظهور بوادر تعافي عدد من الشركات الصناعية الكبرى، لا ‏سيما في قطاعي الصناعات الاستخراجية والدوائية، والتي قد تتجلّى في ارتفاع ‏أرباحها أو تقليص خسائرها خلال العام المالي الحالي.‏

دلالات

المساهمون