Skip to main content
تعليم مهني متخصص
هبة كريزم (فلسطين)
تحمل ثقافة المجتمع الفلسطيني نظرة اجتماعية متدنية لحملة الشهادات المهنية، باعتبارهم الطلاب الأقل اجتهاداً، وغير القادرين على استكمال دراستهم الجامعية. كما لا يوجد وعي كاف لدى الغالبية بالفرص المتاحة أمام الطلاب بعد التخرج، ومنها إمكانية استكمال الدراسة الجامعية في تخصصات مماثلة، في حال حصول الطالب على درجات متفوقة. أيضاً هناك فرص للعمل أكبر من المتوفرة لخريجي الجامعات.
ليست النظرة الاجتماعية المتدنية للتعليم المهني قاصرة على قطاع غزة، إذ تنتشر في غالبية الدول العربية. ويعد التعليم المهني في المرحلة الثانوية أحد روافد التعليم في فلسطين، لإسهامه في توفير مخرجات بشرية، تمتلك المهارات التي تمكّن أصحابها من إحداث تغير إيجابي ومميز تجاه تطوير المجتمع، وإحداث التنمية وتطوير الصناعة وتلبية متطلبات سوق العمل واحتياجاته.
يضم قطاع غزة 18 جامعة حكومية وخاصة، يتخرّج منها سنوياً ما بين 7 إلى 8 آلاف شاب وشابة. في المقابل، يفتقر للمدارس والكليات المهنية، حيث لا يوجد سوى كلية واحدة تمنح شهادة الدبلوم، وثلاث مدارس ثانوية صناعية وزراعية جميعها في مناطق نائية، وتشترط اجتياز الطلاب للصف العاشر بنجاح.
تقدّم المدرسة المهنية لطلبتها برنامجا تعليميا مزدوجا، يجمع بين التعليمين، الأكاديمي والمهني المتخصّص، ما يؤهل خريجيها للانخراط في سوق العمل، والتخصّص في مهنة ما من جهة، والتحاقهم بمؤسسات التعليم العالي من جهة أخرى.
الطلاب في مدرسة دير البلح المهنية، يدرسون في تسعة تخصصات: صيانة الحاسوب، إلكترونيات صناعية، اتصالات سلكية ولاسلكية، صيانة الآلات المكتبية، والكهرباء، النجارة، وكهرباء السيارات، ميكانيكا سيارات، تصميم صفحات ويب.
يوجد رضى كبير عن التخصصات في مدرسة دير البلح الصناعية من الطلاب، والتي تشبع رغباتهم، لكنهم يطالبون بوجود تخصصات جديدة، كالتبريد والتكييف والألمنيوم.
يوجد هذا العام إقبال شديد من الطلبة على المدارس المهنية، بسبب التوعية لأهمية التخصصات المهنية التقنية في المجتمع، وتوفر فرص العمل بعد التخرج، والتي تمكن الطلبة من فتح مشاريع خاصة بهم من دون الاعتماد على وظيفة متخصّصة.
وأيضا يوجد تبادل معلوماتي بين غزة والضفة الغربية والدول العربية الأخرى، بين المدارس المهنية التقنية المختلفة، ولكن هناك صعوبة في تبادل كوادر بشرية للتدريب أو الاستفادة بالواقع العملي. لكن هناك صعوبات تواجه المدارس المهنية الصناعية، من أهمها عدم توفر المواصلات الناقلة للطلبة من الشمال إلى الجنوب أو العكس، بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة. كما وتعاني مدرسة هاني نعيم الثانوية من ضعف إمكانات المدرسة، بالإضافة إلى أنّ الصفوف صغيرة، والمرافق قليلة وتحتاج لصيانة شاملة.
في المدرسة المهنية، يدرس الطالب سنتين دراسيتين بعد الصف العاشر. يتخللهما تدريب ميداني، ويتلقى فيهما الطالب العلوم الأكاديمية، مثل التربية الدينية واللغتين العربية والانجليزية، والعلوم المهنية التخصصية، مثل العلوم المهنية والتدريب العملي والرسم المهني.
تسعى وزارة التربية والتعليم جاهدة على تطوير منظومة التعليم المهني، وعلاقاته مع المجتمعين، المحلي والدولي، من خلال تطوير أداء المدربين المهنيين وتحسينه، ورفع كفاءتهم من خلال الدورات التدريبية وورشات العمل المتنوعة.
وأيضا تدرك الوزارة أهمية الدور الذي يلعبه التعليم المهني في إعداد الكوادر البشرية الفلسطينية، القادرة على مواكبة التطور العلمي والتكنولوجي، ومن هنا جاء اهتمامها به.
وتُعرف المدرسة المهنية بأنها مدرسة نظامية، تقدّم لطلبتها برنامجا تعليميا مزدوجا يجمع بين التعليم الأكاديمي العام والمهني المتخصّص، ما يؤهل خرّيجيها للانخراط في سوق العمل، والتخصص في مهنة ما من جهة، أو التحاقهم بمؤسسات التعليم العالي من جهة أخرى.