وانطلق المحتجون في وسط لندن، ورفع بعض منهم لافتات تقول "أفضل اتفاق هو عدم الخروج"، و"نحن نطالب بتصويت للشعب"، وفق ما ذكرت "رويترز".
ووصفت صحيفة "ذي إندبندنت" البريطانية مسيرة اليوم بـ"أنّها واحدة من أكبر المسيرات التي تشهدها بريطانيا خلال القرن الحادي والعشرين".
كذلك صنفتها "المسيرة الكبرى" منذ المظاهرات المعارضة لحرب العراق في عام 2003.
وبعد ثلاث سنوات من الجدل الشديد، لا يزال الغموض يكتنف كيفية وتوقيت الخروج من التكتل، أو إن كان ذلك سيتم في الأصل، مع محاولة ماي التوصل إلى سبيل للخروج من أصعب أزمة سياسية في البلاد منذ نحو 30 عاماً.
ولمّحت ماي، أمس الجمعة، إلى أنّها قد لا تعيد طرح اتفاق توصلت إليه للانسحاب من الاتحاد الأوروبي على البرلمان للتصويت للمرة الثالثة، الأسبوع المقبل، إذا لم يكن هناك تأييد كاف لإقراره.
وذكرت صحيفتا "تايمز" و"ديلي تلغراف" أنّ الضغوط تتزايد عليها للاستقالة.
وقال غاريث راي (59 عاماً)، الذي جاء من بريستول للمشاركة في المظاهرة، في تصريح لوكالة "رويترز": "كنت سأشعر بإحساس مختلف لو كانت عملية منظمة جيداً واتخذت الحكومة قرارات راشدة. لكنها فوضى تامة".
وأضاف "البلاد ستنقسم بصرف النظر عما سيحدث، ومن السيئ أن تنقسم على كذبة".
وفي ظل الانقسام بين الشعب والسياسيين، فإنّ معظم البريطانيين يرون أن قرار الخروج من الاتحاد أهم قرار استراتيجي تواجهه المملكة المتحدة منذ الحرب العالمية الثانية.
وتزامنت التظاهرة مع توقيع أكثر من 4 ملايين و420 ألف شخص على عريضة إلكترونية للمطالبة بإلغاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، حسبما نقلت "الأناضول" عن صحيفة "ذي إندبندنت".
وتم إطلاق العريضة على الموقع الإلكتروني للبرلمان البريطاني، في نهاية فبراير/ شباط الماضي.
وقال النائب البريطاني تشوكا أومونا، المتحدث باسم جماعة المستقلين الجديدة في مجلس العموم البريطاني (البرلمان)، إنّ المسيرة "شهدت مشاركة مليون شخص وفق إحصائية لحملة (صوت الشعب) عند الساعة 15:30 بتوقيت غرينتش"، حسب المصدر ذاته.
و"أومونا" أحد مؤسسي الحملة التي انطلقت في إبريل/ نيسان 2018، عبر 4 من نواب البرلمان البريطاني، إضافة إلى الممثل الإنكليزي باتريك ستيوارت، وعدد من الشخصيات العامة.
وأعلنت شخصيات سياسية من توجهات متباينة ومشاهير، على غرار الممثلة كيرا نايتلي، عن مشاركتها في المسيرة.
ومنذ صباح السبت، كان المشاركون الآتون من مختلف أنحاء بريطانيا يوزعون منشورات عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن تحضيراتهم، تتضمن أعلاما للاتحاد الأوروبي ولافتات تطالب بـ"إلغاء المادة 50" من معاهدة لشبونة الناظمة لعملية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وتأتي هذه المسيرة بعد يومين من قرار المسؤولين الأوروبيين بمنح المملكة المتحدة خيارين لتأجيل "بريكست" إلى ما بعد التاريخ المقرر في 29 مارس/ آذار الحالي، محددين تاريخ 12 إبريل/ نيسان، على أقرب تقدير، للاستحقاق المصيري، وذلك بعد نحو ثلاث سنوات من الاستفتاء الذي أقرّ الخروج من الاتحاد الأوروبي.