تظاهرة بشبوة اليمنية تأييداً للشرعية ورفضاً لتحالف الإمارات وإسرائيل

تظاهرة في شبوة اليمنية تأييداً للشرعية ورفضاً لإشهار التحالف الإماراتي الإسرائيلي

16 اغسطس 2020
التظاهرة الأكبر الداعمة للشرعية في جنوب اليمن (تويتر)
+ الخط -

خرجت، صباح اليوم الأحد، تظاهرة حاشدة في محافظة شبوة جنوب شرقي اليمن، تُعتبر من الأكبر في البلد الداعمة للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي والحكومة، ورفضاً لمحاولة تقسيم اليمن واحتلال مدن الجنوب من قبل دول التحالف السعودي- الإماراتي، كما أعلن المتظاهرون رفضهم لإشهار التحالف الإسرائيلي الإماراتي، وذلك استجابة لدعوة وجهها الائتلاف الوطني الجنوبي.
وبحسب مصادر محلية لـ"العربي الجديد،" فإن التظاهرة تعد الأكبر على الإطلاق التي ينظمها مكون جنوبي واحد، وتجاوزت في حجمها الرقم الذي كان محسوباً لأتباع الإمارات الممثلين في "المجلس الانتقالي الجنوبي".

وأشارت المصادر إلى أن التظاهرة "شارك بها عشرات الآلاف وأطلق عليها مليونية الائتلاف الوطني الجنوبي، ورفع فيها المتظاهرون صور الرئيس اليمني والعلم اليمني، ولافتات مكتوبة عليها شعارات تدعم الدولة الاتحادية وترفض الفوضى وتؤيد اتفاق الرياض.

وقال الناشط عمر الخليفي، لـ"العربي الجديد"، إن تظاهرة اليوم في مدينة عتق، عاصمة محافظة شبوة، هي بمثابة استفتاء، نظراً لحجم الحشود الكبيرة التي توافدت من كل مناطق ومدن شبوة وقبائلها، وكلها تقول بصوت واحد نعم لليمن ووحدته وسلامة أراضيه، ورفضاً لكل المطامع، وهي تحد جديد تخطوه شبوة وصفعة جديدة للإمارات ووكلائها الذين حاولوا تصوير أن الجنوب يؤيدهم".
وأضاف أن "تظاهرة عتق اليوم أظهرت العكس وأكدت أن هناك طيفاً جنوبياً كبيراً يرفض مشاريع الإمارات ومليشياتها في تقسيم اليمن واحتلال مدنه وجزره".

وأوضح أن "شبوة قالت كلمتها وحددت خيارها وهو الدولة الاتحادية ورفض الفوضى والعنف، وأكدت أن لا خيار آخر غير الحوار وتغليب مصلحة الوطن، ورفض كل مشاريع التقسيم وتأكيد دعمها للرئيس اليمني وحكومته، وأيضاً قيادة محافظة شبوة".
كذلك، رفع عشرات الآلاف من المتظاهرين اليمنيين في مدينة عتق علم دولة فلسطين، وأكدوا رفضهم إشهار التحالف الإماراتي الإسرائيلي، ورددوا شعارات تؤكد أن القضية الفلسطينية ستظل القضية الأم لكل العرب والمسلمين، كما أكدوا أن شبوة ترفض التطبيع مع إسرائيل وأحرقوا العلم الإسرائيلي.
وذكر بيان صدر عن التظاهرة، أن "الحشد التاريخي غير المسبوق في عتق يؤكد تمسك الجماهير بحقها في التمثيل العادل والحضور المؤثر والفاعل في العملية السياسية، ورفض خلق إرادات مزيفة تدعي الوصاية أو تحتكر التمثيل الشعبي"، مؤكداً وحدة موقف أبناء شبوة على المستويين الشعبي والرسمي الداعمين للشرعية ومشروع اليمن الاتحادي الجديد.
وشدد على أن "الشرعية المسنودة بالإرادة الشعبية والمدعومة بالقرارات الدولية، التي يقودها الرئيس عبد ربه منصور هادي، هي الشرعية المعبرة عن تطلعات الشعب، وهي الصوت المعبر عن نضالاته في مواجهة المشروع الإيراني والمشاريع التي تتوافق معه، وأن محاولة خلق كيانات انقلابية تهدف إلى تقويضها والنيل منها، عبر الاعتداء على المؤسسات الوطنية واستخدام السلاح في وجه الدولة، سلوك يضع مرتكبيه في نفس المربع الذي تقف فيه مليشيات الحوثي المدعومة من إيران".
وأكد البيان أن "ادعاء احتكار تمثيل القضية الجنوبية ورفع لافتة التفويض الشعبي أمر لا يتسق مع قيم الديمقراطية ويهدد السلم الاجتماعي والأمن والاستقرار، كونه يؤسس لحالة من الإلغاء والتهميش والإقصاء ويقود للعنف والفوضى"، مشدداً على "تمسك الجماهير بحقها في التمثيل العادل والكامل في مشاورات الرياض المتعلقة بتشكيل الحكومة وكافة الترتيبات السياسية". ودعا البيان باسم أبناء محافظة شبوة "القيادة السياسية إلى التركيز على معركة دحر الانقلاب وإسقاط المشروع الإيراني، وتحرير اليمن واستعادة ورفع المعاناة عن كاهل الشعب"، مطالباً بضرورة الإسراع في تنفيذ اتفاق الرياض وبما يضمن عودة الدولة بكافة مؤسساتها وتطبيع الأوضاع في المحافظات المحررة.
وفي موقف لافت، دان البيان كل إجراءات التطبيع مع الكيان الإسرائيلي، واعتبر ذلك عدوانا على الشعب الفلسطيني واستهدافاً لمركزية القضية الفلسطينية في وعي ووجدان الأمة، مشيداً بالموقف الرسمي الثابت تجاه القضية الفلسطينية، والرافض لكل أوجه التطبيع مع العدو الصهيوني والمؤيد والداعم لحقوق الشعب الفلسطيني.​

وتشهد مناطق ومدن جنوب اليمن تظاهرات استعراضية لكل الأطراف الفاعلة فيه، يعرض فيها كل طرف حضوره وقوته الميدانية ومشروعه الذي يحمله، ويعد أبرز مكونين حتى اللحظة هما "المجلس الانتقالي الجنوبي" الانفصالي المدعوم إماراتياً، والمكون الثاني هو مكون الائتلاف الوطني الجنوبي الذي نظم تظاهرة شبوة اليوم.

في غضون ذلك، أوقفت قوات الجيش الوطني والأمن في محافظة شبوة قوة إماراتية كبيرة مكونة من مدرعات وآليات عسكرية وجنود كانت تحاول المرور بالقرب من مدينة عتق، وصفتها مصادر عسكرية وأمنية في محور عتق، لـ"العربي الجديد"، بأنها قوة استفزازية كانت تريد استغلال حصول التظاهرة لنقل مليشيات وسلاح إلى مناطق أخرى في شبوة، من دون حتى التنسيق مع القوات في المحافظة. وذكرت المصادر أن الاستفزازات الإماراتية وصلت إلى حد استخدام الطيران في التحليق فوق عتق، مكان وجود الفعالية المليونية لائتلاف الوطني الجنوبي.
وتعد شبوة أبرز نقاط التوتر بين الإمارات العربية المتحدة ووكلائها وبين الحكومة الشرعية، لا سيما بعد أن تمكنت قوات الأخيرة من تطهير شبوة من مليشيات وكلاء الإمارات.

المساهمون