Skip to main content
تظاهرات واسعة في بغداد والجنوب... وأتباع التيار الصدري يعودون إلى ساحة التحرير
أكثم سيف الدين ــ بغداد
شهدت ساحات وميادين العاصمة العراقية بغداد، ومدن جنوب ووسط البلاد، تظاهرات حاشدة عشية دخول الحراك العراقي شهره الخامس على التوالي منذ تفجر الاحتجاجات في الأول من أكتوبر/ تشرين الأول العام الماضي، فيما بدأ أتباع التيار الصدري بالتوافد نحو ساحة التحرير تلبية لدعوة زعيمهم بالخروج في تظاهرات للضغط باتجاه تشكيل حكومة جديدة.

التظاهرات تهدف للضغط على الجهات السياسية لتسمية رئيس جديد للوزراء، خلفا لرئيس حكومة تصريف الأعمال عادل عبد المهدي، والتحذير من محاولات التسويف والمماطلة.


ففي ساحة التحرير وسط بغداد، احتشد الآلاف مرددين شعارات وهتافات انتقدت الحكومة وأحزاب السلطة ومحاولاتها تسويف مطالب التظاهرات الشعبية، وامتدت أعداد المتظاهرين حتى ساحتي الطيران والخلاني القريبتين من الساحة، وسط انتشار أمني مكثف ووجود عناصر مكافحة الشغب.

ووفقا للناشط المدني، ماهر الربيعي، فإن "ساحات التظاهر تأتي تأكيدا على الاستمرار بالتظاهر وبقوة لحسم اختيار رئيس حكومة جديد"، مبينا لـ"العربي الجديد" أن "الآلاف يشاركون بالتظاهرات وبأعمار مختلفة، تجد فيهم الشيوخ والشباب والفتية، والنساء، كلهم بصوت واحد يرددون شعارات ضد الفساد ومحاولات التسويف".

وأكد أن "على أحزاب السلطة أن تتيقن أن الشارع العراقي لن يتركها، وأنه واع لمحاولات التسويف والمماطلة بتنفيذ المطالب، وسنواصل التظاهرات ولا تراجع عنها"، داعيا رئيس الجمهورية برهم صالح إلى "حسم اختيار رئيس للحكومة، وعدم انتظار الكتل السياسية، كونها لا تستطيع مغادرة أجنداتها ومصالحها الخاصة".

وشهدت ساحات التظاهر في المحافظات الجنوبية تظاهرات واسعة، توحدت مطالبها باتجاه حسم ملف اختيار رئيس للحكومة، ومحاسبة المفسدين والمسؤولين عن قتل المتظاهرين.

وتوافد الآلاف من بلدات محافظة ذي قار (الجبايش، والشامية، والشطرة، والفهود)، وغيرها من البلدات، نحو ساحة الحبوبي في مركز المحافظة، ليحيوا تظاهرات واسعة داخل الساحة، ويخرجوا بمسيرات احتجاجية في الشوارع القريبة منها، مرددين شعارات تطالب رئيس الجمهورية باختيار مرشح مستقل ونزيه لرئاسة الحكومة، فيما دعوا إلى محاسبة حكومة تصريف الأعمال عن القمع الذي انتهجه عناصر الأمن ضد المتظاهرين.
ودعا الآلاف من متظاهري مدينة الكوت (مركز محافظة واسط) خلال تظاهرات خرجت في شارع النسيج وسط المدينة، إلى محاسبة الجهات المسؤولة عن اختطاف وقتل الناشطين، مشددين على ضرورة حسم اختيار مرشح لرئاسة الحكومة، وفقا لشروط ساحات التظاهر.

وفي محافظة المثنى، شهدت مدينة السماوة (مركز المحافظة) تظاهرات واسعة، إذ خرج الآلاف من ساحة التظاهر وسط المدينة، نحو الشوارع القريبة منها، وهم يرددون شعارات تندد بأحزاب السلطة، والتي تحاول تسويف مطالب المتظاهرين، محذرة من مغبة استمرار المماطلة.

كذلك دعا الآلاف من متظاهري البصرة (أقصى جنوب العراق) الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى التدخل لإنقاذ العراق وحماية المتظاهرين، وجاب المتظاهرون في ساحة البحرية وسط المدينة والشوارع القريبة منها.

كذلك شهدت محافظات كربلاء والنجف والديوانية وبابل وميسان تظاهرات مماثلة، حذر فيها المحتجون من مغبة استمرار محاولات تسويف مطالب ساحات التظاهر، ملوحين بإجراءات تصعيدية وتظاهرات سلمية أوسع، في حال عدم حسم ملف اختيار رئيس حكومة مستقل.

التظاهرات الشعبية جرت وسط إجراءات أمنية مشددة، وانتشار أمني بدأ منذ ساعات الصباح الأولى، كما شهدت بعض المحافظات قطعاً للشوارع المؤدية إلى ساحات التظاهر، وتضييقاً على المتظاهرين من قبل عناصر الأمن.

في الأثناء، بدأ المئات من أتباع التيار الصدري بالتوافد نحو ساحات التحرير وسط بغداد، بعد ساعات من دعوة زعيمهم مقتدى الصدر، الذي دعاهم إلى الخروج بتظاهرة للضغط على الكتل السياسية بتشكيل حكومة جديدة.

ووصل عدد من أتباع الصدر إلى الساحة، وبدأوا يتجمعون قريبا منها، بانتظار توافد أعداد أخرى من أتباع التيار.

ودعا المقرب من الصدر، صالح محمد العراقي، أنصار التيار إلى التوجه نحو ساحة التحرير، وقال في تغريدة له، "شدوا الرحال .. الآن وليس غدا".
فيما قال القيادي الصدري، أبو دعاء العيساوي، في تغريدة له، "التحرير... صهوة العراق، ونحن فرسانها الخضراء... رئة العراق، وشعبه أنفاسها سنصرخ من التحرير، كلا للفساد.. فيهبّ نسيم الحرية من التحرير إلى الخضراء، لينهض العراق سالماً منعماً".


وكان الصدر قد دعا، في وقت سابق من اليوم الجمعة، أتباعه إلى تظاهرات شعبية جديدة في بغداد، والتحضير لاعتصامات قرب المنطقة الخضراء، للضغط على الساسة بتشكيل حكومة جديدة، فيما لوح بخطوات تصعيدية أخرى.