Skip to main content
تظاهرات هونغ كونغ: التكنولوجيا ضدّ الصين ومعها
العربي الجديد ــ بكين
تواصلت التظاهرات في هونغ كونغ، لأسابيع، للمطالبة بسحب مشروع قانون كانت قد طرحته الحكومة يسمح بتسليم مطلوبين للصين. ويشارك المتظاهرون في هونغ كونغ في التظاهرات استجابةً لمكالمات مجهولة المصدر في تطبيقات الدردشة المشفرة والمنتديات عبر الإنترنت، ويجمع آخرون أموالاً عبر الإنترنت لدفع تكاليف حملة إعلانية دولية.

ويندّد سكّان هونغ كونغ، منذ سنوات، بالتدخل المتزايد للصين في شؤونهم الداخلية، بما ينتهك مبدأ "بلد واحد ونظامين" الذي يضمن لهونغ كونغ حتى 2047 حكماً شبه ذاتي وحريات غير مكفولة في الصين.

المتظاهرون يحتمون بالتكنولوجيا من السلطات الصينية
خلال الاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية في عام 2014، قام المتظاهرون، ومعظمهم من الشباب والمتصلين رقمياً، بحشد وتنظيم إغلاق المدينة لمدة شهرين على منصات عامة مثل "فيسبوك" و"تويتر" و"واتساب". اليوم، يبتعد عدد أكبر من المتظاهرين عن أضواء مواقع التواصل الاجتماعي ويتواصلون فقط عبر تطبيقات المراسلة الآمنة، ويحذفون المحادثات المتعلقة بالاحتجاجات، ويستخدمون شرائح SIM مسبقة الدفع غير المرتبطة بمعلوماتهم الشخصية.

وحذراً من التعقب، يقوم الآخرون بتعطيل تتبع الموقع على هواتفهم، وشراء تذاكر المترو الورقية بدلاً من استخدام بطاقات المترو المرتبطة بـ"آي دي" الخاصة بهم. وتم تنبيه المتظاهرين إلى ارتداء أقنعة الوجه دائماً في حال تم استخدام التصوير لتحديد هوياتهم، ورفض الكثيرون إعطاء أرقام هواتفهم أو جهات اتصالهم للصحافيين، خوفاً من أن تصل معلوماتهم إلى أيدي الشرطة.

وتسمح مجموعات التطبيقات المشفرة، والتي تضم عشرات الآلاف من المستخدمين، بالاطلاع على تطورات التظاهرات لحظة بلحظة ومعلومات عن تحركات الشرطة، وتضم مجموعات أصغر محامين ومسعفين وأطباء، وتوفر الاستشارة القانونية والتجهيزات الضرورية. وفي الميادين تنتشر لوحات تشير إلى الفعاليات الاحتجاجية المقبلة، بالإضافة إلى مضامين التطبيقات. ولا تتيح التطبيقات المعلومات فقط، بل تسمح بعمليات تصوير فوري ومباشر على الخطوات المقبلة، بالإضافة إلى حملات التبرعات. 

التكنولوجيا سلاح السلطات أيضاً
حركة الاحتجاج استفادت من تطبيقات المراسلة ومنصات الوسائط الاجتماعية، لكنها ترى الآن نفس الأدوات مستخدمةً ضدها. تستخدم السلطات الصينية أساليب البر الرئيسي، حيث يمكن احتجاز المواطنين استناداً إلى تعليقات منشورة على وسائل التواصل الاجتماعي وكثيراً ما يتم فحص اتصالات المواطنين.

وقالت "تيليغرام" إنها عانت من هجمات نشأت من الصين. وقال مؤسس المنصة، بافل دوروف، إن الهجمات تزامنت مع الاحتجاجات في هونغ كونغ.

واعتقلت الشرطة أحد المشرفين على مجموعة "تيليغرام"، ووجهت إليه تهمة التخطيط والتعاون لاقتحام مقر المجلس التشريعي في هونغ كونغ وإغلاق الطرق. هذا يعزز حالة البارانويا والحذر والاحتماء. خصوصاً أن الخوف يأتي أيضاً من اعتقالات الزعماء السابقين في احتجاجات عام 2014، والذين اتُهموا بارتكاب جرائم ذات صلة بالتحريض وحُكم عليهم بالسجن لفترات متفاوتة.