تظاهرات لبنان ترفع شعارات: لا للخارج ولا للأملاك البحرية

تظاهرات لبنان ترفع شعارات: لا للتدخل الخارجي ولا للأملاك البحرية

24 نوفمبر 2019
تظاهرات أمام السفارة الأميركية في عوكر (أنور عمرو/فرانس برس)
+ الخط -
لم تمر كلمة السفير الأميركي الأسبق جيفري فيلتمان، حول الاحتجاجات في لبنان، مرور الكرام، فقد تظاهر، اليوم الأحد، المئات أمام السفارة الأميركية في عوكر، منددين بالتدخل الأميركي، بالتزامن مع احتجاجات على شواطئ مختلفة رفضاً للأملاك البحرية غير الشرعية، والمطالبة باسترجاع الأملاك البحرية القائمة على الملك العام.

وبحسب الوكالة الوطنية للإعلام، فقد تظاهرت مجموعات من الحراك أمام السفارة الأميركية في عوكر، رفضاً للتدخلات الخارجية بشؤون لبنان، واعتراضاً على الدور الأميركي الفاعل في تعميق الأزمة الاقتصادية اللبنانية.

وسُجّل انتشار كثيف للجيش عند المداخل المحيطة بمنطقة عوكر، وقطع الطريق أمام السيارات على مسافة بعيدة نسبياً من ساحة الاعتصام.



وحاول عدد من المتظاهرين من الشبان أمام السفارة الأميركية في عوكر قطع الأسلاك الشائكة، بحسب الوكالة الوطنية للإعلام.

وجدد شباب الحراك المدني تأكيدهم أن دعوتهم للتظاهر أمام السفارة الأميركية اليوم "ليست لإثبات وطنيتهم أمام جمهور المقاومة بل جاءت رفضاً للسياسة الأميركية في لبنان ولكل السياسيين الذين يتظاهرون بمعاداة الولايات المتحدة".

وكانت دعوات قد انتشرت، أمس السبت، عبر منصات التواصل الاجتماعي، إلى التظاهر أمام السفارة الأميركية؛ رفضاً للتدخلات الخارجية بشؤون لبنان، وأبرزها ما عبّر عنه السفير الأميركي الأسبق (في لبنان)، جيفري فيلتمان، بحسب تلك الدعوات.

وقدم فيلتمان، الأستاذ الزائر لدى معهد "بروكنز"، قبل أيام، رؤيته للاحتجاجات في لبنان، أمام اللجنة الفرعية للشرق الأوسط وشمال أفريقيا والإرهاب الدولي، المتفرعة من لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأميركي. وهو ما اعتبر تدخلاً في الشأن اللبناني.

إضافة إلى ذلك، شهد الميناء في طرابلس، وجونيه، وكورنيش عين المريسة في بيروت، وشاطئ مدينة صيدا وفي مدينة صور، تجمعات للعائلات اللبنانية، ونصب خيم للمتظاهرين، لتأكيد حقهم بالأملاك البحرية، والمطالبة باسترجاع الأماكن البحرية القائمة على الملك العام. وكان موضوع الأملاك البحرية مثار للجدل لسنوات طويلة في البلاد، إذ تشهد كثير من الشواطئ العامة المملوكة للدولة تعديات عليها ولكن دون تحرك رسمي، وبرزت اتهامات تشير إلى تورط أطراف في السلطة ومقربين منها في تلك التعديات.

خبز وملح

وشهدت الواجهة البحرية في صيدا خلف مدينة رفيق الحريري الرياضية تجمعاً للمحتجين الذين حضروا للمشاركة في نشاط "خبز وملح" الذي يقام من الشمال إلى الجنوب في رسالة إلى وحدة الشعب والتشارك معاً من أجل المطالبة بحقوقهم، وفي إطار كسر كل الحواجز المناطقية والطائفية، إذ يتضمن النشاط تشارك الطعام، إضافة إلى أنشطة منوعة.

وبحسب الوكالة الوطنية للإعلام، فقد حمل المشاركون الأعلام اللبنانية وهتفوا من أجل التغيير والمطالبة بحقوقهم.

وفي طرابلس، جابت مسيرات طلابية شوارع المدينة الرئيسية، للتنديد بالأوضاع المعيشية والاقتصادية الصعبة.

وانطلقت من مرفأ الصيادين في الميناء مسيرة بالمراكب البحرية تحت عنوان "ما خلونا نفوت بالبر لح نفوت بالبحر"، وستتجه إلى المنتجعات البحرية على شاطئ الميناء مروراً بالقلمون وصولاً إلى شكا، للتأكيد أن الشواطئ اللبنانية هي أملاك عامة.

أحد التمزيق

في غضون ذلك، تداول ناشطون دعوات للمشاركة في تظاهرة الأحد تحت عنوان "أحد التمزيق".

ويوم أمس السبت، أوقفت القوى الأمنية اللبنانية خمسة شبان، بينهم ثلاثة قاصرين، لإزالتهم لافتة للحزب الذي يتزعمه رئيس الجمهورية شرق بيروت، قبل أن تعود وتفرج عنهم لاحقاً وفق محامين، إثر موجة انتقادات غاضبة.

وأفادت لجنة المحامين للدفاع عن المتظاهرين في لبنان على صفحتها في "فيسبوك" أنه جرى "توقيف خمسة شبان من ضمنهم ثلاثة قاصرين في حمانا من قبل النائب العام الاستئنافي في جبل لبنان على خلفية إزالة لافتة لمركز للتيار الوطني الحر".

وجرى توقيف الشبان الساعة السادسة مساء (16,00 توقيت غرينتش) من قبل مخابرات الجيش قبل أن يطلق سراحهم عند الساعة الثانية والنصف فجراً (12,30 توقيت غرينتش) بعد أخذ إفاداتهم، وفق المصدر ذاته.

وأثارت القضية غضب الناشطين الذين انتقدوا على وسائل التواصل الاجتماعي توقيف الأطفال.

وخلال أسابيع من الحراك الشعبي، أوقفت القوى الأمنية عشرات المتظاهرين قبل أن تطلق سراحهم، وقد بدت آثار ضرب على عدد منهم.

ووثقت لجنة المحامين خلال الشهر الأول من التظاهرات توقيف 300 شخص، بينهم 12 قاصراً قبل أن يتم إطلاق سراحهم خلال 24 أو 48 ساعة من توقيفهم. لكن لا تزال مجموعة من 11 شخصاً، بينهم قاصران، موقوفة في قضية اقتحام فندق في مدينة صور (جنوب) خلال الأسبوع الأول من الاحتجاجات.

ويشهد لبنان منذ 17 أكتوبر/ تشرين الأول تظاهرات غير مسبوقة بدأت على خلفية مطالب معيشية. ويبدو الحراك عابراً للطوائف والمناطق، ويتمسك المحتجون بمطلب رحيل الطبقة السياسية بلا استثناء، لاتهامها بالفساد وبنهب الأموال العامة.