تظاهرات "السترات الصفراء" تتواصل بفرنسا رغم انتهاء "الحوار الكبير"

تظاهرات "السترات الصفراء" تتواصل بفرنسا رغم انتهاء "الحوار الكبير"

06 ابريل 2019
+ الخط -
تتزامن تظاهرات "السترات الصفراء"، اليوم السبت، مع قرب الإعلان عن حصيلة "الحوار الوطني الكبير". وركّزت الشعارات على انتقاد السياسات الاجتماعية والضريبية لحكومة الرئيس إيمانويل ماكرون، مع المطالبة برحيله ورحيل وزير داخليته، كريستوف كاستانير، كما أن المتظاهرين انتقدوا العنف التي تمارسه قوى الأمن ضد المتظاهرين، فكان شعار: "ما الذي تفعله الشرطة؟ إنها تفقأ العيون"، في إشارة واضحة إلى العديد من المتظاهرين الذين فقدوا عيونهم، ومن بينهم أحد قياديي الحراك جيروم رودريغيز.

وإذا تم أخذ الإحصاءات التي تعلن عنها وزارة الداخلية بعين الاعتبار، فإن عدد متظاهري اليوم، أي الأسبوع الحادي والعشرين من حراك "السترات الصفراء"، سيكون الأضعف على الإطلاق. فحسب وزارة الداخلية خرج 22 ألفاً و300 متظاهر في عموم فرنسا، من بينهم 4 آلاف شخص في العاصمة. وقد كانوا في الساعة الثانية بعد الظهر 6300 متظاهر في عموم فرنسا، من بينهم 3100 في باريس. وشهدت باريس تظاهرتَين مرخَّصَتين، انطلقت الأولى من ساحة الجمهورية إلى ساحة لاديفانس، والثانية من مونبارناس إلى ساحة لافيليت.
ولكن هذا الرقم بعيد عن الأرقام التي أعلن عنها موقع "الرقم الأصفر"، والذي قدَّرَ عدد متظاهري اليوم بـ73 ألفاً و420 شخصًا، في عموم فرنسا.

وككل تظاهرة، يتم الإعلان عن إيقاف العديد من المتظاهرين، وكان عددهم في باريس، وحدها، في الساعة السادسة والنصف، 43 شخصًا، كما أن قوى الأمن قامت بـ14 ألفاً و919 عملية تفتيش، وتمّ تغريم 9 أشخاص، 135 يورو، بسبب وجودهم بالقرب من مناطق تُحظر فيها التظاهرات، بالقرب من جادة الشانزيليزيه، وكان من بينهم إيريك درووي، أحد وجوه "السترات الصفراء" البارزة. وهي أرقام مؤقتة، ترتفع مع فض التظاهرات.

وجرت تظاهرات في العديد من المدن الفرنسية، ومنها مدينة بوردو، لكن الحضور كان ضعيفاً مقارنة بالأسابيع الماضية، ويعود السبب إلى أن الطقس لم يكن مؤاتياً، كما أن قوى الأمن دفعت بأعداد كبيرة في هذه المدني التي عرفت كثيرًا من الشغب والعنف والتخريب.

ومن المدن التي شهدت تظاهرات ليون وديجون ونيس ونانت ومونبولييه وتولوز وليل وغيرها. ولم تخل التظاهرات من صدامات ومناوشات مع الشرطة، كما حدث في مدينتي ديجون وليل وأيضا في بعض شوارع العاصمة.

وقد أطلقت السترات الصفراء دعوة للتعبئة ولعودة التظاهرات الوطنية الكبرى إلى العاصمة، في العشرين من هذا الشهر، إبريل/ نيسان، أي بعد شهر من العنف والشغب اللذين عرفتهما جادة الشانزيليزيه، وبعد أن كانت التظاهرات الوطنية تُنظَّم في مدن أخرى.

وستتزامن هذه التظاهرات مع الجولة الثالثة والعشرين، ومع مرور خمسة أشهر على اندلاع الاحتجاجات الاجتماعية.

وستُجرى هذه التظاهرة الوطنية، التي لا يبدو أنها ستأخذ مواقف ماكرون بعين الاعتبار، بعد خطاب الرئيس عن نتائج "الحوار الوطني الكبير"، والمتوقَّع يوم 15 إبريل/ نيسان أو بعده بأيام.

ومن جهة أخرى شهدت مدينة سان-نازير لقاء جمع العشرات من وفود "السترات الصفراء"، قدمت من مختلف مدن فرنسا، في ثاني اجتماع لها، لمناقشة مستقبل الحراك، ونوقشت مسألة المشاركة في الانتخابات البلدية، من خلال قوائم، سنة 2020، حتى تصبح حركة "السترات الصفراء" جزءاً منغرساً في المشهد السياسي الفرنسي، ولكن الآراء لم تتوافق بعد. ​