تطور تكنولوجيا الروبوتات يدفع لتبن أكبر لها

روبوتات قادرة على المشي تتجّه إلى السوق

26 اغسطس 2020
الكلاب الروبوتية "سبوت" يبدأ بيعها العام المقبل (فرانس برس)
+ الخط -

ظهر أخيراً زوج من الروبوتات في مصنع "فان دايك" لنقل الحركة التابع لشركة فورد موتور، في ديترويت، وهي آلات عملية للغاية، وربما يبشّر وجودها بالفعل بمستقبل مصانع تعتمد بشكل كبير على الأتمتة، حيث تقوم الآلات بأعمال أكثر من الإنسان.

 وليس جديداً وجود الروبوتات في المصانع، فهناك 2.4 مليون منها تعمل بالفعل في المصانع حول العالم، لكن معظمها أشبه بأذرع شبه عملاقة، مثبتة بقوة بالأرض، تلحم وتدهن أو تصبغ الأشياء. أمّا تلك القليلة التي تتمتع بالقدرة على الحركة لإدارة المهام، مثل توصيل الأغراض، فتفعل ذلك عن طريق الانطلاق على عجلات. وتختلف الأجهزة الجديدة في "فان دايك"، من حيث أنّه يمكنها المشي.

وبحسب ما أوردت صحيفة "ذا إيكونوميست"، يشبه هذا الزوج، رباعي الأرجل ذات اللون الأصفر الفاتح، الكلاب إلى حد ما، لذلك أطلق عليهما اسم "فلافي" و"سبوت" (وهو اللقب أو الاسم الرسمي الذي قدمته "بوسطن دايناميكز"، الشركة الأميركية التي تصنع هذا النموذج الخاص من الروبوتات).

وتعتبر مجموعة "سبوت" أول روبوتات تمشي ويتم تسويقها قدّمتها شركة "بوسطن دايناميكز". لكن بدأت المزيد من هذه الآلات في الظهور من قبل شركات ومجموعات بحثية أخرى، بعضها رباعي الأرجل والبعض الآخر بقدمين. ويمكن أن يكون النوع الذي يمشي على قدمين أكثر رشاقة، إذا تم تجهيزه بأذرع أيضاً، فهو أكثر ملاءمة لمهام مثل التقاط الأشياء أو تشغيل عناصر التحكم. والرابط المشترك بين كل هذه الآلات، هو أنها تمثل خطوة كبيرة إلى الأمام في حركة الروبوت.

يعلّق آرون أميس، خبير الروبوتات في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، بالقول إنّه إذا كانت الروبوتات ستذهب إلى حيث يذهب الناس، فيجب أن تكون قادرة على التحرك بالطريقة التي يتحرك بها الناس.

بدوره، يقول جوناثان هيرست، الشريك المؤسس لشركة Agility Robotics، وهي شركة مقرها في ألباني بولاية أوريغون، إنّه لا تزال هناك مشاكل يتعين حلها وإجراء تحسينات. وبمجرد حصول ذلك، ستكون لدى المصنّعين ملايين من الروبوتات المتحركة في بيئات بشرية.

ومع دخول المزيد من الروبوتات التي تسير على الأقدام إلى قطاع الصناعة، سوف يتسارع تطورها ويزداد حجم إنتاجها، ما يخفض كلفتها كثيراً.

يخلص التقرير إلى أنّ هذه الروبوتات المتحركة الجديدة تحاكي الطبيعة ببساطة. فرباعي الأرجل هو منصة مستقرة ونقطة انطلاق جيدة لتصميم روبوت يمشي.

وبعد تنسيق الأطراف الأربعة، والحصول على توازن جيد وتركيب نظام رؤية يتيح للروبوت تحديد مكان وضع قدميه، انتهى الأمر بمصممي سبوت على شكل كلب.

مع مزيد من التطوير، ستتولى الروبوتات القادرة على المشي مهام أكثر تعقيداً، مثل تسليم الطرود إلى المنازل. وتعمل شركة فورد على ذلك عن طريق استخدام روبوت رقمي يركب في الجزء الخلفي من شاحنة.

وعلى الرغم من أن الروبوتات ذات العجلات تقوم بالفعل ببعض عمليات التسليم، إلا أن الوصول إلى العديد من المنازل أمر صعب عليها، كونه قد يتضمن صعود درجات أو سلالم. ويلفت الدكتور هيرست إلى أن استخدام الأرجل هو الوسيلة التي نستطيع من خلالها الوصول إلى معظم المنازل لتوصيل طرد.

تبقى مسألة تصنيع الرجل الآلي المستقل تماماً الذي يمكنه السير في بيئة غير معروفة ويقرر بنفسه ما قد نحتاج إليه أمراً بعيد المنال.

وتتمثل إحدى أصعب المهام، لمثل هذا الجهاز، في الاهتمام بشكل مستقل بشخص ما في المنزل. حيث يجب أن يكون الروبوت قادراً على اتخاذ العديد من القرارات المعقدة، مثل إعطاء الدواء الصحيح، أو تقرير ما إذا كان سيسمح للغرباء بالدخول إلى المنزل أم لا، أو معرفة متى يأخذ الكلب في نزهة. ومع ذلك، يعتقد العديد من علماء الروبوتات أنهم سيصلون إلى هذه المرحلة يوماً ما.

في غضون ذلك، يواصل الجيل الجديد من الروبوتات التي يتم تطويرها الآن بناء قدرات الآلات. ويعتقد بيري، من "بوسطن دايناميكز"، أنّه سيكون للروبوتات الجديدة، العديد من الأدوار في التفتيش والصيانة، والدخول في البيئات الخطرة مثل المحطات الكهربائية.

ومن المقرّر عرض روبوت "سبوت" للبيع العام المقبل. أما بالنسبة لـ"أطلس"، وهو الروبوت الذي يشبه البشر في "بوسطن دايناميكز"، فإنّه من المكلف جداً إنتاج نسخة تجارية منه في الوقت الحالي.

المساهمون