تطلعات صغيرة

تطلعات صغيرة

31 اغسطس 2015
تجهيز "غرفة كمبيوتر ميتة"، ماريك توماسيك/ بولندا
+ الخط -

يحيك النيباليون سجادة رقيقة من الحرير يمكن تمريرها من ثقب إبرة. لدى الإنسان رغبة غامضة في تصغير الأشياء والتحكم بها، أو ربّما حشر الأشياء الكبيرة في قمقم. وإن لم يستطع تحقيق ذلك حرفياً، يفعله بالخيال، كأن يحشر المارد في مصباح. ربما استلهم الإنسان هذه الفكرة من رأسه الصغير الذي يستطيع أن يحمل فيه دبّوساً وباخرة ومجرّة.

تفتح جهازاً وتنظر إلى أعجوبة "العمارة المصغّرة"؛ مصطلح يستخدمه من يعملون في تاريخ الفن وفي عمارة الإلكترونيات، وبشكل خاص يستخدمه "فنّانو" ما يُعرف بـ "عمارة الكمبيوتر".

أنت تلعب لعبتك المفضلة على الكمبيوتر، بينما هناك خريطة وأنابيب ضخ متناهية الصغر وترانزستورات تؤمّن لعبتك. عمارة الكمبيوتر هي جسر من الطبقات التشغيلية والتجريدية التي تقصّر الفجوة الكبيرة بين ما يستطيع أن يفعله البشر وما يمكن أن تقوم به الفيزياء.

المفارقة أنه وكلما تقدّم الزمن، وليس التكنولوجيا، زادت رغبة الإنسان في تصغير الأشياء؛ أصبحت الكمبيوترات أصغر، والهواتف الذكية أرق.

ورغم أننا نستخدم نظاماً معلوماتياً أسرع بخمسة أضعاف وذاكرة أولية أوسع بثماني مرات ممّا كنا نستخدم قبل عقد من الآن، ثمة حديث عالمي عن خلل ينتاب عمارة الكمبيوتر، ستظل تنزل أسعار الأجهزة ويصغر حجمها وتزيد سرعتها وتقل كفاءتها. لقد كبُرت تطلّعات الإنسان في تقزيم وتسريع الأشياء أكثر مما يمكن للتكنولوجيا أن تلبي.

دلالات

المساهمون