تصاعد الجدل في بريطانيا بشأن "التطرف" الإسلامي في المدارس

تصاعد الجدل في بريطانيا بشأن "التطرف" الإسلامي في المدارس

11 يونيو 2014
طالب كاميرون بتفتيش مفاجىء للمدارس (Getty)
+ الخط -

حازت قضية ما يعرف بـ"حصان طروادة" اهتماماً كبيراً في الإعلام والأوساط السياسية البريطانية، وأدت إلى تدخل مسؤولين بارزين، بينهم رئيس الوزارء، ديفيد كاميرون.

وتركز الجدل حول معلومات مسربة، تكشف أن عدداً من المدارس في مدينة برمنغهام وضعت مناهج دراسية تركز على المنظور الإسلامي، وأنها قللت من أهمية الديانات الأخرى، بالإضافة إلى تورطها في ممارسات أخرى بعيدة عن "القيم البريطانية".

وكانت القضية قد ظهرت على السطح في مارس/آذار الماضي، بعد الكشف عن رسالة مجهولة المصدر، قيل إنها خطة لشرح كيفية السيطرة على المدارس الحكومية البريطانية في المناطق التي تتواجد بها أعداد كبيرة من المسلمين، ودفعها لتبني منهج إسلامي واستبدال إداراتها بأخرى متعاطفة مع برنامجها الإسلامي.

وطبقاً لهذه الرسالة، والتي أطلق عليها تسمية "حصان طروادة" للإشارة إلى أن "المتشددين" الاسلاميين سوف يسيطرون على المدارس من داخلها، فإن بعض المدارس في مدينة برمنغهام طبقت بالفعل هذه الخطة.

وأمل رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، على هامش لقائه مع زعماء الاتحاد الأوروبي أمس في السويد، أن "تبنى المدارس البريطانية على مفاهيم الحرية والتسامح واحترام القيم البريطانية، سواء كانت هذه المدارس خاصة أو حكومية أو دينية".

وكان كاميرون قد طالب "الهيئة البريطانية للرقابة على التعليم في المدارس" (أوفستيد) بالقيام بتفتيش مفاجئ للمدراس، بعد ورود معلومات تكشف تفاصيل رسالة "حصان طروادة".

من جهته، أكد نائب رئيس الوزراء، نك كلغ، في تصريح لـ"بي بي سي، راديو 4"، على أهمية إعفاء المدرسين غير الأكفاء من العمل في المدارس.

وقال وزير التعليم البريطاني، مايكل جوف، لأعضاء البرلمان، اليوم الثلاثاء، إن وزارته "قد تصرفت كما يجب بشأن التحذيرات السابقة من تسلل متطرفين للعمل في مدارس برمنجهام".
وكان جوف قد أكد أمس على سعيه لتعزيز "القيم البريطانية" في جميع المدارس البريطانية وأنه سيعمل على وضع ستة مدارس في برمنغهام تحت رقابة خاصة وأنه سيستبدل إداراتها.
وكانت "الهيئة البريطانية للرقابة على التعليم في المدارس" (أوفستيد) قد أعدت تقريراً شمل 21 مدرسة في برمنغهام، بغرض التحقيق في مزاعم بأن "متشددين" مسلمين يسيطرون على بعض المدارس في مدينة برمنغهام، ويفرضون جواً من الترهيب وقاموا بتهميش مدرائها، مما اضطر بعضهم إلى ترك وظائفهم.

وكشف التقرير أن مدرسة "بارك فيو" لم تقبل انضمام الطلاب غير المسلمين إليها، على الرغم من أنها ليست مدرسة دينية إسلامية. كما اتهم التقرير المجلس المحلي بالفشل في حماية تلاميذ المدارس من "التطرف" الإسلامي، وأنه لم يتعامل بجدية مع المخاوف التي أثيرت بشأن أسلوب إدارة المدارس.

ويأتي هذا الجدل بعد أيام قليلة من تبادل الاتهامات بين وزيرة الداخلية البريطانية، تيريزا ماي، ووزير التعليم، مايكل جوف، بالتقصير في مواجهة "التطرف" الإسلامي، وذلك قبل أن تكشف "أوفستيد" عن تقريرها "حصان طروادة".

وكانت ماي قد أكدت أنها "لم تعط الإذن لنشر رسالة تهاجم فيها وزارة التعليم لسوء إدارتها لمؤامرة (حصان طروادة)".
واستقالت المستشارة الخاصة لوزيرة الداخلية، فيونا كاننيهام، من منصبها مطلع الأسبوع الجاري على خلفية هذه القضية.
من جهتها، كانت "وكالة تمويل المدارس" قد كشفت في تقرير لها أن مجلس أمناء "بارك فيو"، الذي يدير ثلاث مدارس في برمنجهام، يركز على المناهج الإسلامية، ومن ضمنها فصل البنات عن الأولاد.
وتصاعد الجدل حول هذه الرسالة المزعومة، بعد أن تم الكشف عن علم مؤسسات بريطانية حكومية بتلك الرسالة، منها "وحدة التعليم لمكافحة التطرف" و"إدارة وست ميدلاند لمكافحة الإرهاب" و"الاتحاد الوطني لمديري المدارس".
ورفضت إدارات المدارس المعنية، الاتهامات الموجهة ضدها، واعتبرتها بأنها "غير عادلة"، كما احتج بعض أولياء الأمور على تعيين إدارة جديدة للمدرسة.

المساهمون