تشدّد الأهل نتيجته كذب الأبناء

13 سبتمبر 2016
قد لا يخبر أهله بما يفعل خوفاً منهم(مات كاردي/Getty)
+ الخط -

تعامل الأهل بقسوة مع أبنائهم يدفعهم إلى احتراف الكذب بحسب الطبيبة النفسية البريطانية فيليبا بيري، مؤلّفة رواية "كاوتش فيكشن". تقول إنّ ذلك التعامل يخلق جوّاً غير آمن للطفل كي يتيح له قول الحقيقة.

كذلك، تشير بيري إلى أنّ الكثير من البحوث تقول إنّ الشخص الكاذب تزداد مهارته في إتقان الكذب كلّما نتخذ موقفاً صارماً منه. وترى أنّ كذب الطفل هدفه التخلّص من المتاعب، لكنّ وصوله إلى تلك المرحلة ينتج عن أسباب مشتركة المنشأ، خصوصاً انعدام جوّ الأمان الذي يمنعه من قول الحقيقة، لذلك ينبغي عدم معاقبة الطفل على كذبه.

عن ذلك، تقول فاديا (19 عاماً، اسم مستعار) وهي طالبة جامعية لبنانية بريطانية مولودة في لندن لـ"العربي الجديد" إنّها ترى منطقاً في هذا التحليل. تتابع أنّها تعيش في جوّ من النفاق منذ طفولتها كونها مرغمة عليه. تشرح أنّ والدها الذي أتى إلى بريطانيا وهو في الثامنة عشرة من العمر، ما زال متمسّكاً بتقاليد ضيعته في لبنان، ويريد تطبيقها عليها. وتشير إلى أنّها لم تتجرّأ منذ كانت في السابعة من العمر على مصارحته، خصوصاً حين يتعلّق الأمر بإعجابها بشاب. تلجأ إلى الكذب كي لا تثير غضبه. وتشعر أحياناً أنّه لا يريد أن يعرف حقيقة الأمور، ويفضّل أن تبقى حياتها الخاصة طي الكتمان.

كذلك، يقول كارلوس (20 عاماً)، وهو طالب جامعي، إنّه حين كان يتعرّض للضرب في المدرسة وهو في الثانية عشرة من العمر، كان يخفي الأمر عن أهله، لأنّ والده هدّده بالضرب إن سمح لأحد التلاميذ بضربه، بل وصفه بالجبان طالباً منه أن يدافع عن نفسه.

بدورها، تقول ردينة (42 عاماً، اسم مستعار)، وهي مترجمة سورية بريطانية، إنّها لا تريد لابنتها أن تختبر تجربتها في الحياة، حين اضطرت إلى الكذب لأنّ والدها كان يتوعّد كلّما انحرفت عن المسار الذي رسمه لها. تتفهّم خوف والدها عليها لكنّها تريد لابنتها أن تواجه مشاكل حياتها عوضاً عن سجنها في المنزل بحجّة حمايتها، ففي نهاية الأمر كل منّا عليه أن يختار نوع الحياة التي يريدها لنفسه. ترى أنّ دورها كأمّ يكمن في توجيه ابنتها وتوعيتها وليس ردعها أو تحديد مصيرها، لأنّها في نهاية الأمر ستدفعها إلى الكذب.

أمّا مايك (53 عاماً) وهو موظّف بريطاني، فيكتفي بالتعريف عن اسمه الأول خوفاً من اتهامه بالعنصرية، ليقول: "المجتمعات العربية تعلّم أبناءها ثقافة الكذب، خصوصاً الفتيات اللواتي يحرمن من الكثير من حقوقهن".