تسريبات جديدة: هكذا سخر العتيبة من ترامب

تسريبات جديدة: هكذا سخر العتيبة من ترامب

واشنطن

العربي الجديد

العربي الجديد
06 يونيو 2017
+ الخط -

نشر موقع "هافنغتون بوست"، فجر اليوم الثلاثاء، تسريبات جديدة من البريد الإلكتروني لسفير الإمارات في واشنطن، يوسف العتيبة، حيث أظهرت التسريبات أنّه سخر من دونالد ترامب، في يوم الانتخابات الأميركية.

وكشفت التسريبات، أنّ العتيبة كرّر انتقادات لترامب، خلال مراسلات خاصة، العام الماضي، مع جاريد كوشنر، أحد كبار مستشاري البيت الأبيض حالياً، وصهر الرئيس الأميركي، فضلاً عن مسؤولين آخرين موالين للرئيس السابق، باراك أوباما.

وقد أكد المصدر المسرّب، والذي لم يعرف ما إذا كان فرداً أو مجموعة، لدى مشاركته الرسائل الإلكترونية للسفير العتيبة مع "هافنغتون بوست"، أنّه "يريد الكشف عن الطبيعة المزدوجة للسياسة الخارجية لدولة الإمارات"، نافياً في الوقت عينه أي علاقة له بقطر.

وتكشف الدفعة الجديدة من الرسائل المسرّبة، أنّ روب مالي، المسؤول الأول عن ملف الشرق الأوسط في البيت الأبيض بإدارة أوباما، كتب إلى عتيبة، عند الساعة 9:12 مساءً، ليلة الانتخابات الرئاسية الأميركية، والتي جرت في 8 نوفمبر/تشرين الثاني 2016، بينما كانت حظوظ ترامب بالفوز إلى ارتفاع، على حساب منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون.

"هل لديك مكان لي في أبوظبي؟"، قال مالي للعتيبة، قاصداً عاصمة الإمارات، ليردّ العتيبة بالقول: "هذا ليس مضحكاً. كيف... ولماذا يحدث هذا؟ على أي كوكب يمكن لترامب أن يكون رئيساً؟".

وأظهرت الدفعة الجديدة من التسريبات، رسائل إلكترونية تمّ تداولها في وقت سابق، أنّ العتيبة سعى، على ما يبدو، للحصول على مساعدة مالي، في وضع اليد على معلومات عن نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية، قبل إعلانها.

وكتب العتيبة لمالي عند الساعة 5:53 مساء، قائلاً: "هل تتلّقون، يا رفاق، معلومات متقدمة من استطلاعات الرأي؟ أم أنّ الجميع يطلعون على كل شيء في نفس الوقت؟"، ليردّ مالي عند الساعة 6:11 مساء، بالقول: "ألا ترغب في معرفة ذلك!".

وبدا العتيبة أكثر رفضاً لترامب، خلال مراسلات عبر البريد الإلكتروني، في وقت سابق من العام 2016، تبادلها مع الصحافية في "فوكس نيوز" جوديث ميلر.

وراسل العتيبة، ميلر، وهي مراسلة عسكرية سابقة في صحيفة "نيويورك تايمز"، في 9 مايو/أيار 2016، بعد أن أرسلت على ما يبدو تغريدات من حساب مخبر سعودي، يبدو أنّه قد انتقد مسؤولاً رفيعاً في دولة العتيبة، هو ولي العهد الإماراتي محمد بن زايد.

وكتب السفير الإماراتي قائلاً لها: "الدقائق السبع التي قضيتها في قراءة هذا، تعادل مشاهدة سبع دقائق من دونالد ترامب. مضيعة لوقتي".

وتظهر التسريبات، أنّ العتيبة سخر أيضاً من ترامب، عندما كان لا يزال مرشحاً للرئاسة، خلال مراسلات مع كريس شرودر، وهو رجل أعمال عمل مع الرئيس السابق جورج دبليو بوش.

وكتب العتيبة لشرودر، في محادثة جرت في 26 يناير/كانون الثاني 2016، عن مؤتمرات مختلفة في الإمارات والولايات المتحدة، قائلاً: "إنّ قمة الحكومة هي صفقة كبيرة. كما يقول ترامب إنّها uge (كبيرة بدل huge)!".

وبينما رفض كل من مالي وميلر، التعليق على ما كشفته تسريبات رسائل السفير الإماراتي، قال شرودر فى رسالة إلكترونية لـ"هافنغتون بوست"، يوم الجمعة، إنّها "تبدو مجرّد مداعبة بيننا كأصدقاء"، مضيفاً أنّه كان قد نسي هذه المراسلات.



وتظهر التسريبات الجديدة، حجم الارتباط بين العتيبة وبين البيت الأبيض في عهد الرئيس أوباما، على الرغم من ادعاءات السفير العلنية، بأنّ أوباما "فشل في قيادة الشرق الأوسط".

وتشمل المراسلات التي كشفتها التسريبات الجديدة، محادثات متعددة بين العتيبة وسوزان رايس، آخر مستشارة للأمن القومي في عهد أوباما، بما في ذلك محادثات انتقدت فيها رايس، نائب الرئيس جو بايدن، بشأن تصريحات حول حلفاء للولايات المتحدة مثل الإمارات والسعودية وتركيا، قال فيها إنّ هذه الدول تدعم "التطرّف العنيف".

وبحسب التسريبات، فقد أرسل العتيبة للمستشارة، ملاحظة حول خطاب بايدن قدّمه عن هذا الموضوع، في 3 أكتوبر/تشرين الأول 2014، بينما أجابت رايس: "لم أكن على علم بهذا قبل أن تذكره لي. هذا غير جيد. سيصدر مكتب نائب الرئيس بياناً توضيحياً. شكراً".

ووفقاً للتسريبات أيضاً، فإنّ العتيبة كثيراً ما لجأ إلى طلب مساعدة رايس، في إقامة قناة اتصال بين رئيس بلاده، والرئيس أوباما.

ومع تسارع قلق الكونغرس، بشأن الحرب التي تدعمها الولايات المتحدة في اليمن، تبادل العتيبة ورايس، في أكتوبر/تشرين الأول 2015، رسالة إلكترونية، عن الاستراتيجية هناك، بما في ذلك عملية السلام، التي لم تؤت ثمارها بعد.

وقد رفض متحدّث باسم رايس، التعليق لـ"هافنغتون بوست"، عما كشفته تسريبات الرسائل الإلكترونية للسفير العتيبة.



وفي السياق، تكشف التسريبات، أنّ روب مالي، المسؤول الأول عن ملف الشرق الأوسط في البيت الأبيض في إدارة أوباما، (المذكور أعلاه)، كتب إلى العتيبة، في 6 نوفمبر/تشرين الثاني 2016، محذراً إياه من أنّ قلق القادة الغربيين ومجتمعاتهم، بشأن السعودية، الشريك المهم لكل من الولايات المتحدة والإمارات، قد وصل إلى "مستويات ضاربة".

وكتب مالي للسفير الإماراتي، أنّه كان يشاهد مؤخراً النقاش الرئيسي، حول ترشيحات يمين الوسط الفرنسي، في انتخابات الرئاسة.

وقال مالي، في إحدى الرسائل، للعتيبة: "لقد أدهشتني اللهجة القاسية ضدّ السعودية، لدى جميع المرشحين تقريباً. لكن ذلك أضاء لي على حقيقة أنّ مشكلتهم في الواقع عميقة، وأنّ التصنيف (الوهابي) السلبي الذي يعتقدون، بشكل غير عادل، أنّ الولايات المتحدة تتقاسمه مع المملكة، نشاركهم (الفرنسيين) إيّاه هنا في أميركا. وهذا يستدعي أيضاً تحرّكات جذرية من قِبلهم".

وتشير تسريبات رسائل البريد الإلكتروني للسفير الإماراتي، أنّ مالي والعتيبة، بقيا على اتصال حتى مارس/آذار 2017، على الأقل.

وطبقاً للخطط التي تم تبادلها فى رسائل البريد الإلكتروني، يبدو أنّ الرجلين تناولا العشاء معاً، في 8 فبراير/شباط 2017، وفى نهاية الشهر ذاته، إذ سلّم السفير العتيبة، مساعد أوباما السابق، مراجعة للعلاقات الإماراتية الأميركية تحت إدارة ترامب.

وكتب العتيبة لمالي قائلاً: "نحن على علاقة جيدة. ماتيس (وزير الدفاع في إدارة ترامب جيمس ماتيس) أنهى للتو زيارة ممتازة إلى أبوظبي. والأمير عبدالله بن زايد سيأتي بدوره وفقاً لذلك في مارس/آذار".

وفي المراسلات ذاتها، اشتكى السفير الإماراتي، من مقالة كتبها مالي عن ترامب، مع الأستاذ بجامعة جورج واشنطن، مارك لينش. يقول العتيبة: "بإمكانك حقاً أن تفعل الكثير (مستعملاً MUCH بالأحرف الكبيرة تعبيراً عن الزيادة) أفضل من لينش". حتى لو كانت مجرّد مقالة عن ترامب".








ذات صلة

الصورة

سياسة

ذكر تقرير لموقع "أكسيوس" الإخباري، اليوم الثلاثاء، أن الرئيس الأميركي، جو بايدن، وحملته الانتخابية يعملون على مشروع جد حساس بالنسبة إلى إعادة انتخابه في المنصب الرئاسي، والمتمثل بتفادي تعثره أو سقوطه في أثناء مشاركته في الأنشطة العامة.
الصورة
ترامب (كريس دلماس/فرانس برس)

منوعات

بعدما أصبح أول رئيس أميركي سابق توجه له تهم جنائية، بات دونالد ترامب الأول أيضاً الذي تلتقط له صورة جنائية تنضم إلى مجموعة مماثلة تاريخية لصور مشاهير.
الصورة

سياسة

يواجه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب من بين عدة تهم أسندت إليه، تهمة انتهاك قانون مكافحة الجريمة المنظمة، المعروف باسم "ريكو"، والذي قد يصل حد عقوبته إلى ما بين 5- 20 سنة في السجن.

الصورة

سياسة

قام الجمهوريون في الكونغرس الأميركي بأول خطوة، الخميس، في اتجاه فتح تحقيق محتمل لعزل الرئيس الأميركي جو بايدن، وهو ما يطالب به أعضاء مؤيدون للرئيس السابق دونالد ترامب.