تركيا لدعم المعارضة بدل التدخّل المباشر في الشمال السوري
ترافق هذا السيناريو مع توتر شهدته مناطق التماس في ريف حلب الشمالي بين قوات المعارضة السورية التي تسيطر على مدينة اعزاز وريفها، وقوات "حماية الشعب" التي تسيطر على عفرين وريفها، إذ حشدت "حماية الشعب" قواتها قرب منطقة التماس، طالبة من المعارضة التي تسيطر على بلدات مريمين وإبّين وآناب، وهي بلدات يسكنها العرب في ريف عفرين ذات الغالبية الكردية، الانسحاب من المنطقة، تحت ذريعة وجود تهديدات بأعمال إرهابية في منطقة عفرين. لكن قوات المعارضة الموجودة في المنطقة قامت بتعزيز قواتها ورفضت تنفيذ طلب القوات الكردية، التي لم تقم حتى الآن بمهاجمة المعارضة مع استمرار التوتر بين الطرفين.
اقرأ أيضاً: مجلس الأمن القومي التركي يقيّم أحداث المناطق الحدودية
وكانت صحيفة "يني شفق" التركية (القريبة من حزب العدالة والتنمية التركي) كشفت أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، "ضغط على زر التدخل العسكري في سورية مع رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو"، مضيفةً أن "رئاسة الأركان التركية تتحضر للعملية بـ18 ألف جندي". ووفقاً للمعلومات المسربة التي نشرتها الصحيفة فإن "القوات التركية ستدخل الأراضي السورية بريف حلب الشمالي بعمق يتراوح بين 28 و33 كيلومتراً، ومن المتوقع أن تدخل هذه القوات من نقطتي جرابلس وإعزاز".
لكن هذا السيناريو يبدو مستبعداً في ظل تنّوع القوى التي تسيطر على هذه المنطقة التي يمكن أن تُنشئ فيها تركيا منطقة عازلة، إذ يسيطر "داعش" على المنطقة الممتدة من جرابلس حتى بلدة دوديان في الأراضي السورية، فيما تسيطر قوات المعارضة على مدينة إعزاز وعلى قرى وبلدات تمتد نحو عشرين كيلومتراً شرقاً على الحدود، كما أن قوات النظام السوري تتواجد في بلدتي نبل والزهراء الواقعتين على بعد ثلاثين كيلومتراً فقط من الحدود السورية التركية، ما يجعل احتمال تصادم القوات التركية مع قوات النظام السوري أمراً وارداً.
كما أن قيام التحالف الدولي لمحاربة "داعش"، بتأمين غطاء جوي للقوات الكردية التي تتقدّم على حساب التنظيم، سيزيد من تعقيد الوضع خصوصاً مع عدم انضمام تركيا لهذا التحالف.
ويجعل ذلك من احتمال تدخّل تركيا بشكل غير مباشر من خلال تقديم دعم لقوات المعارضة أمراً مرجحاً، إذ يمكن أن يقوم الجيش التركي بتأمين إمداد كبير لقوات المعارضة السورية لجهة السلاح والذخيرة، لتتقدّم هذه القوات على حساب "داعش" في ريف حلب الشمالي الشرقي وتقطع الطريق على القوات الكردية التي يمكن أن تتقدم في المنطقة.
ولتنفيذ ذلك لا بد من أن تقوم بإقناع التحالف الدولي بتأمين غطاء جوي للمعارضة السورية، وهو الأمر الذي رجحته تصريحات مسؤول حكومي تركي بارز نقلتها عنه وكالة "رويترز" الاثنين، إذ قال: "لن تتخذ تركيا أي خطوة أحادية الجانب على الجانب السوري بمعزل عن قوات التحالف الدولي"، مضيفاً "لكننا حرصاء ألا تخضع معابر حدودية لسيطرة الدولة الإسلامية أو وحدات حماية الشعب الكردية"، ما يرجّح سيناريو تقديم تركيا دعماً لوجستياً كبيراً لقوات المعارضة السورية مع إقناع التحالف الدولي بتقديم الغطاء الجوي لقوات المعارضة.
اقرأ أيضاً: حالة التأهّب القصوى في القواعد الجوية التركية قرب سورية