بعد أن استطاعت قوات الجيش العراقي، مدعومة بقوى الحشد الشعبي، من السيطرة على مدينة تكريت، بدعم طيران التحالف الدولي ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، تتسارع الخطى للبدء بمعركة السيطرة على الموصل.
وعلمت "العربي الجديد" أنّ مجموعة من ضباط القوات الخاصة التركية، بمساعدة عدد من ضباط وصف الضباط ممن خدموا سابقاً في الجيش العراقي، تعمل على تدريب 500 تركماني عراقي في أحد المعسكرات في محافظة نينوى، يُدعى معسكر "الحشد الوطني". وستشكل هذه القوات بديلاً لقوات الحشد الشعبي الموالية لإيران، والتي لن تشارك في معركة الموصل، بعدما قامت به من عمليات قتل طائفية ونهب وحرق واسعة للمحال في تكريت. وهو الأمر الذي زاد المخاوف على مصير مدينة الموصل، في حال دخلت إليها هذه القوات.
ويبعد معسكر الحشد الوطني ما يقارب الأربعين كيلومتراً غرب مدينة الموصل في الأراضي التي تسيطر عليها قوات البشمركة التابعة لإقليم كردستان العراق. وتم أخيراً تكثيف برنامج التدريب لتصبح مدته ثلاثة أسابيع، يتم خلالها تدريب القوات التركمانية على التقنيات الأساسية في المناورات العسكرية، واستخدام الأسلحة الفردية الخفيفة، إضافة إلى تشكيل نظام محكم في صفوف المتدربين بين القادة والأفراد.
اقرأ أيضاً: هل تتّجه تركيا إلى تغيير استراتيجيتها الناعمة في المنطقة؟
وعلمت "العربي الجديد" أن تركيا عملت على جمع الفصائل التركمانية الشيعية والسنية، وزار كل من النائب التركماني عن مدينة كركوك، أرشد صالحي، الذي يرأس الجبهة التركمانية العراقية، برفقة نائب رئيس الجبهة التركمانية والنائب عن مدينة كركوك، حسن توران، إضافة إلى النائب عن كركوك، عمار هدايت كهية، مدينة إسطنبول، في نهاية مارس/آذار الماضي لإجراء محادثات غير رسمية.
ويسعى التركمان العراقيون إلى الحصول على المزيد من السلاح، بعد تزايد شكوكهم في صدق وعود رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، فيما يخص تزويدهم بالسلاح، إضافة إلى الحصول على الأسلحة الثقيلة لقواتهم، والقدرة على إجراء تنسيق مباشر مع قوات التحالف كما تفعل قوات البشمركة.
واتفقت القوى السياسية التركمانية على أن تنبذ خلافاتها الطائفية وترجح وحدتها القومية، في ظل الوضع العراقي الحالي، حفاظاً على وجودها، حتى إن قوات الحشد الوطني التركمانية التي يتم تدريبها مكونة من شيعة وسنة، وستتولى بدورها استعادة بلدة تلعفر التركمانية في الموصل من يد "داعش"، رافضة مشاركة أي قوات، سواء عربية أو كردية، في ذلك.
ويقتضي الاتفاق، الذي وقع بين تركيا والعراق أثناء الزيارة الأخيرة التي قام بها وزير الدفاع التركي عصمت يلماز إلى بغداد، بأن تتولى القوات التركية تقديم الدعم اللوجستي وتدريب قوات تركمانية على استخدام الأسلحة الخفيفة، في معسكرات عدة، في كل من كركوك والموصل وأربيل، بينما تعهدت بغداد بتقديم السلاح والذخيرة، إضافة إلى برنامج تدريب قوات البشمركة الكردية الساري أساساً.
وكان محافظ نينوى، أثيل النجيفي، أكد في وقت سابق "أن الجيش العراقي وحده هو من سيقوم بالمرحلة الأولى من عملية تحرير الموصل، التي ستركز مرحلتها الأولى على توجيه ضربة قوية باستخدام الأسلحة الثقيلة لقوات داعش". أما المرحلة الثانية فستتولاها قوات خاصة، مكونة من عناصر قوات الشرطة المحلية في الموصل، إضافة إلى قوات الحشد الوطني. وستتمحور وظيفتهم في الحفاظ على الأمن في المناطق التي تتم استعادتها. وبحسب هذه الخطة "فلن يدخل إلى المدينة قوات الحشد الشعبي أو أي غرباء".
وأضاف النجيفي "حسب الاتفاقات التي أجريت مع كل من الحكومة المركزية في بغداد وشيوخ عشائر الموصل، فإنه من المفترض أن تتم عملية تحرير الموصل مع أشهر الصيف، بدعم من طيران التحالف الدولي، حيث سيتولى ضباط من الموصل محترفون قيادة قوات الجيش العراقي التي لن تحتوي على أي عناصر طائفية أو حاقدة"، مشيرا إلى وجود تنسيق واتصال مع قوات وخلايا نائمة ضمن المدينة ستشارك بدورها في العملية".
ويعتبر التركمان ثالث أكبر قومية في العراق بعد كل من العرب والأكراد. ويتبع جميعهم الدين الإسلامي، بينما ينقسمون مناصفة بين المذهب الشيعي والمذهب السني. ويتواجد التركمان في شرق العراق في كل من محافظة واسط والكوت وديالى. لكن أغلبيتهم تقطن شمال العراق في كل من محافظة أربيل والموصل وكركوك التي يعتبرونها عاصمة لهم.
اقرأ أيضاً: الأردن والسعودية لدعم العشائر العراقية