تراث فلسطين

تراث فلسطين

11 فبراير 2015
تستمد صناعة الأزياء من هوية فلسطين (حازم بدر/فرانس برس)
+ الخط -
يعد الاستثمار في تصميم الأزياء، أحد أهم الاستثمارات في كثير من الدول، وذلك لما يدر هذا العمل من أرباح، ومدى قدرته في تحريك عجلة النمو، وخلق فرص عديدة للعمل. وبالرغم من حداثة هذه المهنة في فلسطين المحتلة، إلا أن هناك إقبالاً ملحوظاً عليها. هذا الواقع فرض نفسه بقوة في المجتمع الفلسطيني، حيث قامت بعض الجامعات والمعاهد الفلسطينية بافتتاح أقسام لتصميم الأزياء. ويتعرض هذا القطاع الاستثماري الجديد، كغيره من القطاعات الاقتصادية الأخرى لمعوقات عديدة، أبرزها عملية الاستيراد غير المدروسة، وعدم المتابعة والإهمال من جهات الاختصاص، الأمر الذي يؤثر على المنتج الفلسطيني. 
هذا الواقع فرض على مصممي الأزياء في فلسطين الهجرة. فقد لمعت أسماء العديد منهم في دول الاغتراب، أبرزهم المصمم الفلسطيني الإيطالي جمال تصلق، الذي يعيش في روما وأطلق مجموعته الأخيرة للأزياء لعام 2014 – 2015 من المقر الدائم للأمم المتحدة.
يستلهم مصممو الأزياء الفلسطينيون تصاميمهم من التراث الفلسطيني القديم، وذلك لما لهذا التراث من مدلولات وطنية تراثية وحثهم لإيصال التصاميم الفلسطينية الى الخارج بشكل لافت. ويعتمد المصممون في تصاميمهم على دمج الماضي بالحاضر بأسلوب حديث. وبهذه الطريقة يعمل المصممون لإيصال تراثهم المنسي إلى العالم، إذ إن فلسطين تمتلك تاريخاً تراثياً عريقاً في التصميم، وخصوصاً التطريز والحياكة واستخدام الألوان، كاستخدام لوني الأسود والأحمر.
داخل الأراضي الفلسطينية، يعتمد المصممون في أزيائهم على إعادة إحياء التراث وخياطة الأزياء العربية بشكل جديد وعصري، لتعريف الأجيال المقبلة إلى حضارة بلادهم.
وساهم قطاع الأزياء في فلسطين في تحريك عجلة النمو. فقد عمد العديد من المصممين إلى توسيع نشاطاتهم، والعمل على إصدار مجلات وصحف فنية، تتناول خطوط الأزياء الخاصة بهم، ما يكسبهم شهرة عالمية واسعة.
كذلك، أبدت منظمات دولية اهتمامها بالزي الفلسطيني. وبحسب الخبراء، فإن إحدى الجمعيات الأميركية طالبت بإنتاج مليون قميص سنوياً لتوزيعها خارج فلسطين، إضافة لإنتاج مليوني قميص سيتم توزيعها في فلسطين. ومن المرجح أن تبلغ قيمة هذا المشروع الاستثماري ملايين الدولارات. ويؤكد الخبراء أن اليد العاملة الماهرة الفلسطينية في مجال الخياطة والتطريز، كانت السبب الرئيسي في وصول الزي الفلسطيني نحو العالمية. فالعديد من مصممي الأزياء عمدوا إلى
إظهار الجودة والنوعية الراقية إلى تصاميمهم. وبالرغم من أن جميع المصممين في فلسطين يعمدون إلى إظهار الجانب التراثي إلا أن ذلك لم يؤثر على نوعية الأعمال من حيث التجانس أو التشابه. وبحسب المصممين، فإن اللمسة التي يضيفها كل مصمم الى أزيائه، والأدوات والأقمشة التي يستخدمها، تساهم في إغناء التصاميم.
نجاح التصاميم الفلسطينية عالمياً، لا يزال يواجه بعض العراقيل في الداخل. فالعديد من التحديات لا تزال تفرض نفسها على هذا القطاع الحيوي، ولعل أبرز التحديات اليوم إغراق الأسواق الداخلية بالبضائع الخارجية. فالعديد من التجار يلجأون إلى الاستيراد لسد حاجات المواطنين، الأمر الذي ينعكس سلباً على نشاط أعمال مصممي الأزياء.

دلالات

المساهمون