جنون الميركاتو مستمر، وبطل هذا الأسبوع هو زلاتان إبراهيموفيتش، النجم السويدي على رادار مختلف أندية القارة العجوز، والنادي العاصمي في فرنسا لا يمانع الخروج، خصوصاً في حالة التعاقد مع نجم آخر. ويبقى الحديث مشوّقاً ومختلفاً، سواء استمر زلاتان أو رحل إلى فريق آخر، لأن السلطان كعادته يخطف الأضواء من الجميع، أينما حل وارتحل.
وداعاً باريس
خلال قمة تشيلسي وسان جيرمان في ثمن نهائي النسخة الأخيرة من الأبطال، لعب باريس بعشرة لاعبين أفضل من وجود السلطان السويدي، وكانت تغييرات بلان منطقية إلى حد كبير، وكانت نقطة التحول المحورية في طرد اللاعب الكبير، بعد تحرر زملائه، وقيام المدرب بلان بعمل تغييرات قلبت المواجهة، لذلك أثبت النادي العاصمي أنه منافس يستطيع المرور، من دون إبراهيموفيتش.
لعب إبرا في خانة المهاجم مع باريس سان جيرمان. أهداف بالجملة، صناعة عديدة، دور هجومي بارز، هو الرجل الهداف مع مهارات صانع اللعب أو The Man + Skills of No 10، وحتى في وجود مهاجم بقيمة كافاني، حافظ زلاتان على قيمته ورونقه، وانتقل الأوروغواياني إلى مركز الجناح على الرواق الجانبي من الملعب.
لكن مع اقتراب باريس من التعاقد مع جناح جديد، في الغالب سيكون أنخيل دي ماريا، ومن الوارد جداً التضحية بأحد المهاجمين في سبيل ضبط بوصلة اللعب، وتحقيق صيغة التناغم المطلوب. وكالعادة زلاتان لا يحب الاستمرار طويلاً في نادٍ واحد، لذلك زادت التكهنات باقتراب خروجه، إلى إيطاليا مرة أخرى، أو مغامرة محفوفة بالمخاطر في إنجلترا.
ميلان
يرى قائد ميلان الجديد، سينيسا ميهايلوفيتش، أن طريقة 4-3-1-2 هي الحل لإعادة أمجاد النادي اللومباردي، وتبدو فرص ضم زلاتان إبرا ضعيفة، بعد التعاقد مع الثنائي الهجومي، كارلوس باكا ولويس أدريانو، لكن يستطيع المدرب الصربي إيجاد مكان أساسي للسلطان في تشكيلته، والسر يعود إلى تطابق شخصية الجانبين، ورغبة سينيسا في التعامل مع إبرا.
إبرا هو صانع اللعب غير التقليدي، ضخم البنية، وحركته ليست مستمرة، لكنه يمتاز بلمسة كروية رفيعة المقام، مع إمكانية مد زملائه بالكرات من أي مكان بالثلث الأخير. تكتيكياً، يلعب زلاتان خلف المهاجمين على الورق، لكنه داخل الملعب يقطع داخل منطقة الجزاء، من أجل سحب المدافعين وحجزهم، لخلق الفراغ اللازم لتحرك باكا وأدريانو، مع إمكانية تحول المهاجمين إلى الأطراف، في سبيل انتشار عرضي أفضل.
وفي حالة اللعب بلاعب وسط ثالث كصانع لعب، أو الرهان على مينيز في هذا المركز، فإن زلاتان سيجد نفسه بجوار مهاجم آخر داخل منطقة الجزاء. يعود وقتها السويدي إلى أيامه الأولى مع أياكس، نصف مهاجم ونصف صانع لعب، مهاجم التسعة ونصف الذي يعتبر المتنفس الرئيسي لمن يلعب بجواره.
فان جال
"لا اعتقد ذلك ، علاقتي بفان جال لم تكن على ما يرام في أياكس، كانت هناك خلافات كثيرة بيننا، لو انضممت للمان يونايتد ستكون هناك مشاكل كثيرة، لكنني أحب الأمر". هكذا علّق إبراهيموفيتش حول إمكانية ذهابه إلى الأولد ترافورد، ورغم أن الفكرة صعبة للغاية، إلا أنه لم يغلق الباب بشكل كلي، خصوصاً مع تأكيدات الخال الهولندي بقرب التعاقد مع لاعب سوبر في الهجوم.
زلاتان لا يدافع أبداً ولا يعود للخلف، أسلوب لعب لا يتناسب أبداً مع أفكار ومبادئ فان جال، التي تنص على أن المهاجم يجب أن يعود للخلف، أو يتحول للطرف بالتبادل مع لاعبي الأجنحة. بالإضافة إلى تمركز إبرا في قلب هجوم مانشستر، سيجعل مسألة تحرك روني من الخلف إلى الأمام صعبة، نتيجة التنافر بين ثنائي يحب دائماً الهروب بعيداً عن منطقة الجزاء.
روني رقم 9 بمهارات الرقم 10، يحتاج إلى مهاجم صريح في حالة لعبه كمهاجم متأخر، بينما إذا لعب بجوار إبراهيموفيتش، يجب أن يتحول النجم الإنجليزي إلى خانة الرواق كجناح على اليسار أو اليمين. ورغم أن أسلوب المدير الفني يعتمد على التمرير المستمر والتمركز الموضعي، إلا أن الفريق الإنجليزي عليه البحث عن خيار آخر، أو وضع واين روني في قلب الهجوم، مع الضرب على الأطراف بالثنائي ديباي وماتا، وبينهما هيريرا.