تحركت الشرطة الإلكترونية بمدينة القنيطرة، مباشرة بعد تداول جماهير النادي القنيطري المغربي تدوينة لإدريس صاكا زعيم فصيل ألتراس "حلالة بويز" المساند للنادي على حسابه الشخصي لموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، والتي تضمنت إشادة بداعش.
وهرع المحققون نحو بيت زعيم الفصيل الجماهيري، لكنهم فوجئوا بفراره خارج المدينة، بينما تم استجواب بعض رفاقه في الألتراس، خاصة وأن إدريس يعتبر عنصرا مؤثرا في الجمهور، وتم تفحص الفقرة التي نشرها على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، والتي تتضمن إشادة "بالتقدم الذي يحرزه تنظيم الدولة الإسلامية داعش على قوات التحالف الدولي في معاركهما بمناطق العراق وسورية".
ورغم أن إدريس قد تراجع عن تدوينته، وكتب بيانا يفيد بالحقيقة حول ما نشر سابقا، جاء فيه: "هذا مزاج فايس بوكي مع أصدقائي فقط"، لكن هذا التوضيح لم يمنع القوات الأمنية من فتح تحقيق شمل جميع مكونات الفصيل، الذين أشادوا بالتدوينة.
واستند المحققون على تصريح وزير العدل المغربي، محمد الرميد، كان قد توعد فيه المدونين وقال إن مجرد وضع علامة إعجاب في فيسبوك على مواد تبرر فكر "الإرهاب" يعتبر إشادة به.
من جهة أخرى، لوحظ اختفاء كبير مشجعي النادي القنيطري، وتبين أنه ضاق ذرعا بأسئلة المحققين الذين دعوه إلى عدم مغادرة المدينة، وقال عضو في نفس فصيل الألتراس إن إدريس صاكا قد سافر رفقة فرد من أسرته خارج المدينة "لكي يتجنب الضغط ويرتاح قليلا".
وكان كبير المشجعين قد هدد مرارا بالابتعاد عن المدرجات، نظرا للمطاردة اليومية من طرف السلطات الأمنية التي تعتبره ثائرا ومحرضا للوقفات الاحتجاجية التي تتجاوز ملاعب كرة القدم إلى الساحات العمومية.
وسبق لمشجعي الرجاء المغربي أن تعرضوا للمساءلة حين هتفوا بأهازيج تساند داعش، قبل مباراة للرجاء ضد الدفاع الجديدي بملعب العبدي، كما خضعت مجموعات مساندة لجماهير الجيش للمحاكمة كلما تعلق الأمر بتدوينات مساندة لتنظيم الدولة الإسلامية، علما أن ظاهرة الألتراس في المغرب أصبحت تضم أزيد من 80 فصيلا، منهم من يهادن النظام ومنهم من لا يتردد في الكشف عن ميوله السياسية.