تدوينات سورية عن الأوضاع المأساوية للنازحين في الشتاء

تدوينات سورية عن الأوضاع المأساوية للنازحين في الشتاء

14 ديسمبر 2019
الشتاء في مخيمات شمال إدلب (الأناضول)
+ الخط -
تُفاقم ظروف الشتاء القاسية من معاناة النازحين السوريين في المخيمات الحدودية، والتي أنشأوها ضمن الأراضي الزراعية والطينية، بعد فرارهم من نيران الموت ، وقصف الطائرات داخل مدنهم وبلداتهم في أرياف حماه وإدلب وغيرها. إذ تتعرض هذه المناطق للقصف اليومي من قبل الطيران الروسي والنظام، بالإضافة إلى محاولة التقدم باتجاه بعض القرى من قبل قوات النظام ومليشيات مساندة لها.

معظم المخيمات أغرقتها الأمطار وجرفت عدداً من خيامها، وسط نقص في أدنى المستلزمات والحاجيات لإعادة الخيام كما كانت عليه في السابق. بالإضافة إلى شح وسائل التدفئة أو انعدامها، واقتصار ذلك على وعاء معدني توضع فيه مواد مختلفة من البلاستيك والكاوتشوك أو أي مواد أخرى قابلة للاحتراق.

ناشطون تفاعلوا بحزن مع حالة أهالي المخيمات الحدودية وطالبوا مساندتهم. كما بثوا صوراً وفيديوهات تظهر معاناتهم في هذا الشتاء القاسي، قارعين ناقوس الخطر أمام مزيدٍ من المأساة خصوصاً في الأيام المقبلة، التي من المتوقع خلالها ازدياد حدة المنخفض الجوي.

وبث الناشط هادي العبد الله مقطعاً مصوراً يظهره في أحد المخيمات التي ضربتها الأمطار، ويظهر المقطع كذلك أطفالاً يمشون بين الخيام على أرضية طينية وقد تبللت ملابسهم، بالإضافة إلى ارتدائهم ملابس غير كافية لتقيهم صقيع الأجواء الحالية، وكتب العبد الله معلقاً على الفيديو بمناشدة: "ماذا لو كانت عائلتك وأطفالك مكانهم؟! مأساة إنسانية كبيرة يعيشها النازحون في الشمال السوري، مع قدوم فصل الشتاء، يعيش أغلب هؤلاء النازحين في خيام متهالكة يغرقها المطر بعد أن هجرتهم طائرات روسيا والأسد ودمّرت منازلهم! هم أهلنا.. لنحاول جميعاً مساعدتهم.. فهم أهل كرم وعزّ!".

فيما نشر الناشط محمد الضاهر صوراً لمجموعة من الخيام وقد أغرقتها الأمطار، معلقاً عليها: "مياه الأمطار تغمر مخيمات شمال سورية! كارثة إنسانية بكل معنى الكلمة. قصف وألم وشتاء قارس وبرد شديد، وخيمة لا تدفع برد ولا عواصف الشتاء، هذا هو حال النازحين في مخيمات الشمال السوري يعيشون وهم في قمة القهر والظلم والمأساة.. آلاف النازحين لا يستطيعون العودة إلى مدنهم وقراهم في ظل استمرار القصف الجوي للقوات الروسية ومدفعية الأسد وراجماته".


وأظهر مقطع فيديو، نشرته صفحة "شبكة الثورة السورية"، أشخاصاً مع أطفالهم يعبرون في أحد المخيمات الشمالية، وقد غطت مياه الأمطار أرجلهم حتى الركبتين، وقال المشرفون على الصفحة: "حال المخيمات في فصل الشتاء لم يتغير ولم تتخذ أي تدبيرات تحول دون الكارثة المتكررة كل شتاء".

ونشر الناشط الإعلامي محمد الشامي، فيديو من إعداده، يشير إلى الأوضاع الكارثية التي يعيشها سكان المخيمات، وقد أورد في الفيديو بأن 2.7 مليون من النازحين في الشمال السوري، يعانون هذه المأساة، مناشداً من يستطيع المساعدة.


وشارك الصحافي مضر حماد الأسعد أحد الفيديوهات المأساوية من أحد المخيمات، طالباً من الجهات المعنية الوقوف عند مسؤولياتها، عندما كتب: "هذا حال مخيمات النازحين السوريين في الشمال السوري. #صورة_إلى: 1. الأمم المتحدة/ 2. الجامعة العربية/ 3. المنظمات الإنسانية والخيرية/ 4. رجال المال والأعمال العرب 5. الشركات والمنظمات والأحزاب السورية في تركيا والخليج والدول العربية والأوروبية وأميركا... مساعدة الشعب السوري في المخيمات، وأغلبهم من الاطفال والنساء والشيوخ والمرضى وذوي الإحتياجات الخاصة، هو عمل إنساني ...#الرابطة_السورية_لشؤون_وحقوق_اللاجئين".


فيما طرحت الناشطة مفيدة عنكير، اللاجئة في أوروبا، فكرة كفالة العائلات التي تقيم في المخيمات لمساعدتها على تجاوز ظروفها الصعبة في هذه الأثناء، فكتبت مع نشرها لفيديو من أحد الخيمات: "والله لو أن كل عائلة في المغترب كفلت عائلة لما رأينا هذا القهر الذي لا يشعر به إلا أصحابه، منذ فترة وأنا أفكر ماذا لو كنت مكانهم، ما الذي سأفعله!!.. الجواب سيصدمكم رغم معرفة الكثير بي. لكن ما الذي ستفعلونه أنتم لو كنتم مكانهم!".


وشارك المصور محمد الشيخ صورة التقطها في أحد المخيمات لأطفال لا يرتدون من الثياب إلا أقلها، لكنهم يلهون في محاولة لتجاوز آلامهم، معلقاً عليها: "يبحثون عن لحظات فرح في زمن المأساة.. متناسين ألم النزوح ومرارة الخيم".

 

 

المساهمون