تداعيات "كورونا" تطاول أسبوع لندن للموضة

تداعيات "كورونا" تطاول أسبوع لندن للموضة

14 فبراير 2020
تحاول الموضة البريطانية تحسين صورتها (Getty)
+ الخط -
ينطلق أسبوع لندن للموضة، اليوم الجمعة، ويستمر حتى الثلاثاء، مع أكثر من 60 عرض أزياء، لكن يتوقع تراجع المشاركة بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد.

كان مجلس الموضة البريطاني الذي يمثل أوساط الموضة البريطانية قد قال، الأسبوع الماضي، إنه يتوقع أن يكون "عدد وسائل الإعلام والتجار الصينيين أقل بكثير بسبب القيود على السفر".

وفي محاولة للوصول رغم ذلك إلى الزبائن الصينيين، وهم أكبر مستهلكين للسلع الفاخرة في العالم، قالت مديرة المجلس، كارولين راش، في بيان: "سنبذل قصارى جهدنا لكي يتمكن الناس غير القادرين على السفر من رؤية عروض الأزياء، وندرس شراكات أخرى لنبرز بعد أكثر هذه العروض".

وأعلنت راش، اليوم الجمعة، عن شراكة مع وسيلة الإعلام الإلكترونية "بيزنس أوف فاشن تشاينا"، التي ستنقل البيانات الصحافية والصور والمقاطع المصورة من عروض الأزياء.

أصاب فيروس كورونا المستجد أكثر من 60 ألف شخص، وتسبب بوفاة ما لا يقل عن 1300 شخص في الصين، منذ بدء انتشاره في ديسمبر/كانون الأول الماضي. وسجلت تسع إصابات في المملكة المتحدة.

في إجراء احترازي سيجري تنظيف يومي في العمق للمكان الرئيسي الذي تقام فيه عروض الأزياء في العاصمة البريطانية، مع توفير موزعات آلية لسائل اليدين المطهر.

وقالت رئيسة المجلس سيتفاني فير، لوكالة "فرانس برس"، إن الفيروس "يثير بطبيعة الحال قلق أوساط الموضة". لكنها أكدت أن "أوساط الموضة سبق أن واجهت تحديات، وهي قادرة على الصمود والتكيف".

كانت ماركة "بربري" قد أشارت، مطلع الشهر الحالي، إلى "التأثير السلبي الواسع" على الطلب الصيني على السلع الفاخرة، إذ اضطرت الماركة إلى إغلاق نحو عشرين متجراً.

تضاف انعكاسات الفيروس الجديد الاقتصادية إلى القلق الناجم عن "بريكست". خرجت بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في 31 يناير/كانون الثاني الماضي، ودخلت مرحلة انتقالية ستتفاوض خلالها بشأن علاقتها التجارية الجديدة مع الاتحاد الأوروبي، وهو أمر مهم بالنسبة لصناعات الموضة التي لها طابع دولي جداً. وترى فير أن "لندن تبقى منفتحة".

مع افتتاح العروض قدم يوهان وانغ، وأصله من الصين، أول مجموعة منفردة له بعدما مر في حاضنة المواهب "فاشن ويك". صمم فساتين طويلة خفيفة مزينة بزهور مع استخدام واسع للدانتيل، مستوحاة من عهد الملكة فيكتوريا مع نفحة رومانسية وحنين إلى الماضي.

وتشارك في عروض الأزياء على خمسة أيام أسماء بارزة في أوساط الموضة البريطانية، لتقديم مجموعاتها لخريف وشتاء 2020ــ2021، من بينها فيفيان ويستوود، اليوم الجمعة، وبام هوغ يوم الأحد.

وإلى جانب أسماء بريطانية أخرى معروفة مثل "شالايان" وجاي دبليو أندرسون وفيكتوريا بيكهام، يشارك الفرنسي رولان موريه والصربية روكساندا إيلينيتش، فضلاً عن بيتار بيتروف، البلغاري من أصل أوكراني، الذي أطلق ماركة تحمل اسمه عام 2009 في فيينا.

وبعدما هجر أسبوع الموضة في نيويورك، يعود تومي هيلفغر، الأحد، إلى لندن، في عرض يركز على استدامة تصاميمه. وعلى غرار مصممين آخرين، يهتم هيلفغر بتأثير الموضة على البيئة، ويختار استخدام مواد متجددة ودعم الفن الحرفي المحلي.

سينعكس هذا الميل خصوصاً في مجموعات "مالبري" و"جونستنز أوف إلغين" وفيبي إنغلش التي تعتد بأنها تنتج كل شيء في إنكلترا.

تحاول الموضة البريطانية تحسين صورتها مع التركيز على الممارسات الفضلى في هذا القطاع في معرض مكرس "للموضة الإيجابية". والثلاثاء تتسلم مؤسسة ماركة المجوهرات "أليغيري"، روش ماتاني، جائزة "إليزابيث الثانية للموضة" التي تكافئ "مقاربة أخلاقية" في هذا المجال.

إلا أن الناشطين في حركة "إكستينكشن ريبيلين" المدافعة عن البيئة يعتبرون أن ذلك غير كاف، ويطالبون بإلغاء أسبوع الموضة المقرر في سبتمبر/أيلول المقبل واتخاذ إجراءات طارئة، منددين "باستغلال الكوكب والناس والحيوانات" من قبل أوساط الموضة. تقف هذه الحركة وراء تحركات لافتة في أسابيع الموضة السابقة، وهم يخططون لتحركات جديدة غداً السبت.

(فرانس برس)

المساهمون