تحيّة إلى جانبي الأنثوي

تحيّة إلى جانبي الأنثوي

08 مارس 2014
عمل فني لـ حليم الكريم، العراق
+ الخط -

تبادل "الفايسبوكيون" اليوم التهنئات بمناسبة "يوم المرأة العالمي" قياماً منهم بالواجب نفسه تجاه أي مناسبة تمرّ عليهم.
وبصراحة، أزعمُ أني تجاوزتُ المسألة الجندريّة ولا أعتبرها هاجساً يؤرّق "إنسانيّتي". فمن له حقٌّ ضائعٌ، ذكراً كان أم أنثى، له أن يُطالبَ به من دون الإمعان في تصنيف الأمر بناءً على الجنس. ونعرف ما تتعرّض له المرأة حول العالم، وليس في البلاد العربية فحسب، مما يُمكن أن نسمّيه، مع التحفظ على حجم الكلمة: اضطهاداً.
الأنثى برأيي، وبرأي الكثير من "الفايسبوكيات" ليست مخلوقاً فضائيّاً أو طارئاً حتى يُخصّص للاحتفاء بها يومٌ في السنة، فهي جزءٌ طبيعيٌّ وبديهيٌّ من المنظومة البشريّة. وربّما الأجدى الاحتفاء بكائن حيّ مُهمّش أو مُهدّد بالانقراض، كأن نُخصّص يوماً لدب الباندا مثلاً، فواحد من الأمور المهمّة التي تُميّز هذا الكائن الودود، أنه ليس مضطراً لتبرير الهالات السوداء حول عينيه!
وللحظة كدتُ أن أنجرفَ بها لتهنئة النساء حول العالم، وجدتُ أنه ثمّة أنثى تستحقّ بجدارة هذه التهنئة أكثر من غيرها، وهي التي تُشكّل ما يُسمّى بـ"الجانبِ الأنثويّ" فيّ كـ"رجل". بلى، أرسل لها تهنئتي لأنها استطاعت بوجودِها في داخلي أن تُحقّق إنسانيّتي، لأتجاوز هذه الدائرة الضيقة القائمة على الاحتفاءات المجانية، وأنشغل أكثر في مراقبةِ ثُقبٍ أسود قد يبتلع المجرّة في أيّ لحظة.

 

المساهمون