تحريض عنصري إسرائيلي ضد صحافية فلسطينية

تحريض عنصري إسرائيلي ضد صحافية فلسطينية... وكاتس يتعهد بتجميد عملها

08 نوفمبر 2017
مقبولة في عملها بسلطة الطرق (فيسبوك)
+ الخط -
تتعرّض الناشطة السياسية الفلسطينية، مقبولة نصار (ابنة بلدة عرابة)، منذ صباح اليوم الأربعاء، إلى حملة تحريض عنصرية، شنتها عليها أوساط يمينية إسرائيلية، عبر صحيفة "يسرائيل هيوم" (إسرائيل اليوم)، بعد فوزها بمنصب مسؤولة الإعلام والتوعية الجماهيرية باللغة العربية لسلطة منع حوادث الطرق.

وكتبت "يسرائيل هيوم" في تحريضها إن "مسؤولة الإعلام في السلطة الوطنية لمكافحة حوادث الطرق، هي ناشطة عربية مناهضة لإسرائيل وتعمل في جمعيات مناهضة للصهيونية لكن مواقفها ضد الدولة لم تمنع دون خوضها مناقصة لهذا المنصب الرفيع".

ومع صدور الصحيفة، وازدياد حملة التحريض على نصار، أعلن وزير المواصلات الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، عن سعيه لتجميد الوظيفة ووقف هذا التعيين بدعوى أن "من ينشط ضد إسرائيل لا يمكنه العمل في مناصب رفيعة في الدولة".

وشكلت حالة مقبولة نصار، دليلاً على تفاقم العنصرية والتمييز ضد العرب في الداخل، وتتويجاً لعملية محاولات حكومة الاحتلال في العامين الأخيرين، بشكل بارز، ترسيم حدود العمل السياسي في الداخل، ووضع قيود على حرية التعبير، ومنع العرب في الداخل عن التعبير عن مواقفهم السياسية والوطنية، مع الإشارة في حالة الصحافية مقبولة نصار إلى أن إبداء هذه المواقف والانخراط في العمل السياسي والوطني سيشكل عائقا أمام انخراطهم كمواطنين في وظائف رسمية ووظائف عامة.

وأثار التحريض على نصار موجة من ردود الفعل الرافضة، وحملة تضامن من قبل أوساط صحافية وسياسية ومن المجتمع المدني في الداخل الفلسطيني.

وعقب رئيس القائمة المشتركة النائب أيمن عودة، قائلاً إنّ "صحيفة "إسرائيل اليوم" تخطت مرة أخرى الخط الأحمر في ملاحقتها للمجتمع العربي، ضد مواطنة عربية تهمتها أنه عندها وعي سياسي وأراء سياسية. مقبولة نصار قادرة على تغيير جذري في مجال هام جدا وهو الحد من منع  حوادث الطرق لجميع المواطنين".


ومن جهتها، عقبت النائب حنين زعبي حول التحريض على الصحافية مقبولة نصار، قائلةً "هذه الملاحقة العلنية لصحافية نشيطة ومعروفة، تخفي وراءها سياسة ملاحقات خفية لآلاف الموظفين والمواطنين. الخطير في ملاحقة مقبولة، أنها علنية، وهي محاولة لسد طريق الحياة الطبيعية عليها، وليس فقط ضمن عملها في هيئة حوادث الطرق، بل ضمن أي عمل تختاره. وهذا بالضبط هدف هذه الحملة العنصرية الشريرة".


وسألت الزعبي "إذا كان هذا ما تستطيع اسرائيل فعله، فما هي حدودها سراً؟ فماذا تفعل سراً بآلاف المعلمات والموظفين والعاملات في القطاعين العام والخاص؟ وعلى ماذا تعتمد اسرائيل، على خوفنا؟ على حرصنا على لقمة عيشنا؟ على غريزة ابتعاد الإنسان العادي عن وجع الرأس والتهديدات والملاحقات؟ ليعرف كاتس اذاً وغيره من العنصريين الذي تمتلئ بهم السياسة الإسرائيلية دون أن تتقيأهم، أن مقبولة كآلاف الشباب، ستكون أقوى من ابتزازهم، ومن تهديداتهم، يحميها حقها الإنساني والاخلاقي في التعبير عن آرائها، ولا سيما أنها تعبر عن صوت الضحية أمام نظام قمعي وعنصري، ويحميها ثانياً أنِها بوقفتها تمثل عشرات آلاف الملاحقين مثلها، ويحميها ثالثا القانون في هذه الحالة، والتي قليلاً ما يكون في صفنا كشعب وكصاحب حق وكمواطنين".

وأضافت "قصة ملاحقة مقبولة، هي قصة دولة بوليسية تستهدف الشباب العرب في تفاصيل حياتهم اليومية، والمطلوب هو وعي بحقنا في أن نقول كلمتنا ونمارس دورنا السياسي والمجتمعي دون خوف من تهديدات، ومسؤوليتنا في أن نقف أمام هذه التهديدات، مهما بلغ الثمن، فهذا هو الحد الأدنى الذي يحتاجه شباب تريدهم اسرائيل خانعين وضعفاء، ويريدون أنفسهم أصحاب كرامة وأقوياء".

كما أصدرت "الصحافيين العرب بالداخل الفلسطيني" عريضة دعم وتأييد للصحافية مقبولة نصار، واحتجاجاً على قرار الوزير كاتس بالعمل على تجميد وظيفتها.