تحركات إسرائيلية لإحباط قرار "فيفا" ضد فرق المستوطنات
نضال محمد وتد ــ القدس المحتلة
تجري حكومة الاحتلال الإسرائيلي تحركات دبلوماسية مكثفة لمنع إصدار المجلس العام للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، بعد أسبوعين، قراراً يلزمها بطرد الأندية الكروية للمستوطنات الإسرائيلية من الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم، أو المخاطرة بطردها من الاتحاد الدولي.

ونقلت صحيفة "هآرتس" عن موظفين رفيعي المستوى أن حكومة الاحتلال تبذل جهوداً لإحباط هذا التحرك وإفشاله، خاصة وأن "المعلومات المتوفرة لإسرائيل تشير إلى أنه من المقرر أن يطرح خلال اجتماع مجلس منظمة الكرة العالمية "فيفا"، بعد أسبوعين، تقرير أعدته اللجنة الخاصة بشؤون إسرائيل- فلسطين، والتي يرأسها الوزير الجنوب أفريقي السابق، توكويو سكسوالا. وتخشى إسرائيل أن يرفع سكسوالا توصيات دون الرجوع لأطراف أخرى، وأن تأتي توصياته مؤيدة للموقف الفلسطيني".

وقد عهدت الحكومة الإسرائيلية لهيئة الأمن القومي، التابعة لمكتب رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، بمعالجة هذا الملف، بالتعاون مع كل من وزارة الخارجية ووزارة الرياضة والثقافة.


وفي هذا السياق، وجهت الخارجية الإسرائيلية برقية للسفارات الإسرائيلية في الخارج، جاء فيها: "في هذه المرحلة لا تتوفر لاتحاد كرة القدم الإسرائيلي معلومات عن جدول أعمال جلسات مجلس "فيفا"، وما إذا كان تم تدبير تحرك ما من وراء الكواليس، ومن غير المعقول الافتراض أن يحصل الاتحاد على معلومات عن هذا الأمر، لكننا نفهم من المعلومات المتوفرة لدينا، حالياً، أن رئيس اللجنة سكسوالا، يدرس عرض الموضوع، وقد يوصي، أيضاً، باقتراح لحل الخلاف بهذا الشأن. وفي أقصى الحالات فمن شأنه أن يوصي بإبعاد وإخراج فرق المستوطنات الرياضية التي تلعب في الدوري الإسرائيلي من "فيفا"، وأن يطالب بإخراج مؤقت لهذه الفرق أو حتى الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم، إلى حين اتخاذ المؤتمر قراراته".

وشددت برقية وزارة الخارجية الإسرائيلية على وجوب تأكيد أن الفرق الرياضية موضع البحث غير موجودة في مناطق تحت سيطرة الفلسطينيين، خلافاً لما وصفته بـ"ادعاءات العقيد جبريل رجوب"، وإنما في "المنطقة سي" في الضفة الغربية، والخاضعة بحسب اتفاقيات أوسلو للسيطرة الأمنية والمدنية الإسرائيلية الكاملة. 

كما طلبت البرقية من سفراء دولة الاحتلال تأكيد، أن التحرك الفلسطيني في "فيفا" هو جزء من استراتيجية فلسطينية لتدويل الصراع بدلاً من الذهاب لمفاوضات مباشرة، ولذلك "على الاتحاد الدولي ألا يساند هذا التحرك"، حسب زعمها.  

وأشار موظف إسرائيلي في حديث مع "هآرتس" إلى انضمام عدد من منظمات المجتمع المدني الأوروبية لهذه الحملة، ولفت إلى توجيه العشرات من أعضاء البرلمان الأوروبي أخيراً، رسالة لرئيس "فيفا"، جياني إنفانتينو، طالبوه عبرها بالعمل على إقصاء فرق المستوطنات من الدوري الإسرائيلي. ونشرت منظمة "هيومان رايتس واتش" هي الأخرى أخيراً، تقريراً شديد اللهجة بهذا الخصوص.

ويصف الاحتلال الإسرائيلي رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، جبريل الرجوب، أنه "يقف وراء هذه التطورات، خاصة بعد أن التقى، بحسب المعلومات الإسرائيلية، السكرتيرة العامة الجديدة للمنظمة، فاطمة سمورة، التي تعتبر ثاني أهم شخصية في "فيفا"". وقالت "هآرتس" إن فاطمة سمورة ساندت موقف الرجوب.

ودعت الخارجية الإسرائيلية السفراء في الدول الأعضاء في مجلس "فيفا" لـ"العمل على إقناع ممثلي هذه الدول في "فيفا" بمعارضة أي تحرك وأي مشروع قرار ضد الفرق الإسرائيلية، بحجة أنه لا يجوز الخلط بين السياسة والرياضة، وعليه فإن مناقشة ملف الفرق الرياضية في المستوطنات مرفوض أصلاً، وإن وظيفة الرياضة هي تخفيف التوتر وأن تكون أداة لتحقيق السلام"