تحذيرات من سعي الاحتلال لفرض طريقة تشييع شهداء فلسطين
محمود السعدي ــ رام الله
أكد أهالي الشهداء الفلسطينيين المحتجزة جثامينهم لدى سلطات الاحتلال الإسرائيلي، على لسان المتحدث باسمهم محمد عليان، والد الشهيد بهاء، اليوم الأربعاء، تخوفهم من فرض الاحتلال لأمر واقع جديد في ما يتعلق بالتعاطي مع الشهداء وظروف تشييعهم ودفنهم.

وأوضح عليان، في كلمة له على هامش وقفة احتجاجية نظمت اليوم وسط مدينة رام الله للمطالبة بتسليم الاحتلال لجثامين الشهداء المحتجزة لديه، أن هذه المحاولات تسعى لها إسرائيل من خلال فرض شروط على أهالي الشهداء بما يتعلق بدفنهم كي يصبح الأمر واقعا جديدا في ظل ما تشهده الأرض الفلسطينية المحتلة.

وتابع: "هم لا يريدون للشهيد أن يكرم ويشيع ويدفن في مقبرة قريبة من سكنه ولا يريدونه أن يدفن بوضح النهار، لكننا لن نستسلم لهذه القواعد، وسنواصل حراكنا الشعبي في الأيام القادمة في كافة أنحاء الضفة الغربية".

وقال عليان لـ"العربي الجديد"، على هامش الفعالية التي شاركت فيها شخصيات وقيادات فلسطينية وأسرى محررون، إن "محكمة العدل العليا الإسرائيلية حددت يوم السابع من الشهر المقبل موعدا لنقاش ملف احتجاز جثامين أبنائنا، أي بعد عيد الفطر، ما يعني أن الاحتلال يريد أن لا ينعم أهالي الشهداء بدفن أبنائهم في رمضان".

وتوقع المتحدث باسم أهالي الشهداء أن تماطل المحكمة الإسرائيلية في موضوع تسليم الجثامين تماهيا مع المستوى السياسي الإسرائيلي، وقال "لدينا شك بأن اتفاقا قد يبرم بين القضاء والشرطة الإسرائيلية لفرض القواعد التي تريد الشرطة فرضها علينا".

وأشار إلى تسليم عائلات الشهداء رسالة للجنة الدولية للصليب الأحمر في القدس، الأسبوع الماضي، طالبوه فيها بضرورة معاينة جثامين أبنائهم والتحقق من أن أبناءهم أحياء أم لا، أو ربما قد تعرضت جثامينهم للتشويه أو سرقة بعض أعضائها، فيما أبلغهم الصليب الأحمر، اليوم، أنه سيرد على رسالتهم خلال الأيام القادمة.
من جانبها، قالت محافظ رام الله والبيرة، ليلى غنام، في كلمة لها، إن "الاحتلال يقتل الفلسطينيين بدعوى الاعتداءات على الإسرائيليين وجنوده، لكن ادعاءاته باتت مكشوفة، فهو احتلال غاشم يصر على القتل، ونحن نصر على أننا نريد لأبنائنا حياة كما بقية أبناء العالم".
وخلال الوقفة التضامينة، هتف المشاركون، وعددهم بالعشرات، للشهداء والمطالبة باستعادة جثامينهم، إضافة لرفع صورهم ولافتات تطالب سلطات الاحتلال باستعادة جثامينهم.

وتتمثل الشروط الإسرائيلية بـ"تحديد أعداد المشيعين، ودفع كفالات مالية، والدفن في ساعات الليل فور الاستلام"، وشروط جديدة، وهي "إعطاء الشرطة صلاحية اختيار وتحديد المقبرة الإسلامية التي سيدفن فيها الشهيد، ومكان الجنازة، بما يسمح لها السيطرة التامة على مجريات الأمور".

وكانت شرطة الاحتلال أوقفت تسليم جثامين الشهداء الفلسطينيين بزعم مخالفة شروط الدفن، والتجمهر بأعداد كبيرة والتحريض على الاحتلال في جنازة تشييع جثمان الشهيد علاء أبو جمل في حي جبل المكبر بالقدس المحتلة، رغم وجود قرار للمحكمة العليا في الخامس من الشهر الماضي، بضرورة تسليم الجثامين قبل الأول من رمضان، إذ سلّمت عدداً منهم وأبقت على ثمانية.

واستشهد خلال انتفاضة القدس التي اندلعت في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي 219 شخصاً احتجزت إسرائيل على فترات متفاوتة جثامين 113 شهيداً منهم، وأبقت على جثامين ثمانية، وهم: ثائر أبو غزالة، وبهاء عليان، وعبد المحسن حسونة، وعبد المالك أبو خروب، ومحمد الكالوتي، ومحمد أبو خلف، وجميعهم من القدس، إضافة لشهيدين من الضفة الغربية، هما عبد الحميد أبو سرور، وأنصار هرشة، فيما تواصل احتجاز جثمان الشهيد الطفل محمود بدران (15 عاما)، من قرية بيت عور التحتا، غربي رام الله، منذ استشهاده برصاص الاحتلال فجر أمس الثلاثاء.