تحذيرات من "سيناريو فيتنامي" ينتظر أفغانستان

تحذيرات من "سيناريو فيتنامي" ينتظر أفغانستان

16 يوليو 2014
تحذيرات من تكرار خطأ فيتنام (Getty)
+ الخط -

في ظل تصاعد العنف في افغانستان، بالتزامن مع المزيد من التعقيد في المشهد السياسي، على إثر أعتراض المرشح للرئاسة الأفغانية، عبد الله عبد الله، على نتيجة الانتخابات التي كشفت فوز منافسه أشرف غني أحمد زاي، يرى مراقبون ان الوضع في أفغانستان متجه الى المزيد من السوء، على الرغم من توصل الأطراف الأفغانية، بجهود وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، الى اتفاق على اجراء عملية تدقيق واسعة النطاق للأصوات الانتخابية، تحت إشراف الأمم المتحدة، يليها قبول النتائج وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية.

وكشفت تقارير صادرة عن بعثة الامم المتحدة للمساعدة في افغانستان (يوناما) والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن "زيادة اعداد القوات الأميركية في أفغانستان لم تؤد الى نتائج ايجابية، تماماً كما حصل في العراق (في غضون الحرب الطائفية 2006-2008)".

ويرى مراقبون أن هذه التقارير تؤشر إلى خطورة الوضع في أفغانستان، وأنها بمثابة تحذير لإدارة الرئيس الأميركي، باراك أوباما، من مغبة تنفيذ قراره باقتصار الوجود الأميركي على بعثة استشارية، بعد سحب القوات الأميركية المقاتلة في ديسمبر/كانون الأول من العام الحالي، ومن ثم خفض هذه البعثة بشكل تدريجي، حتى انسحابها بالكامل في 2016.

وفي دراسة قام بها الخبير الاميركي في الشؤون الامنية والاستراتيجيات العسكرية في المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية في واشنطن، أنتوني كوردسمان، تحت عنوان "أفغانستان والأخطار المتصاعدة"، يحذر كوردسمان الحكومة الأميركية من تكرار خطأ الحرب على فيتنام، مستنداً بذلك إلى تقارير صادرة من البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، بالاضافة الى تقارير اخرى صادرة من قوات المساعدة الدولية لارساء الأمن في أفغانستان (إيساف)، وتقارير رسمية أميركية حول افغانستان.

وتلقي الدراسة الضوء على ثلاثة تهديدات تعتبرها بمثابة تهديد لاستقرار افغانستان، وتستهدف القوات الامنية والعملية السياسية والاقتصاد؛ فعلى الصعيد الأمني، يرى كوردسمان أن هناك تهديداً متصاعداً قد يسببه انسحاب القوات القتالية الأميركية في نهاية العام الحالي، لأنه سيترك فراغاً كبيراً، خصوصاً لأن القوات الأمنية الأفغانية لا تبدو مستعدة لمواجة التحديات. وينتقد كوردسمان قرار أوباما بانسحاب هذه القوات، واصفاً اياه بـ"القرار المتسرع"، ومشبهاً إياه بـ"قراره الكارثي" الذي قضى بانسحاب قواته من العراق في نهاية 2011.

وعلى الصعيد السياسي، يرى كوردسمان، أن التحول السياسي في أفغانستان، بغض النظر عمّن سيفوز في الانتخابات، سيواجه عقبات كبيرة، من أبرزها الفساد، والصراعات الطائفية والعرقية.

أما اقتصادياً، فإنّ المشكلة الحقيقية التي تواجه أفغانستان، هي الاعتماد على المساعدات الخارجية. ويتوقع كوردسمان أن الاقتصاد الأفغاني سينهار، في حال لم يحصل على دعم طارئ من الولايات المتحدة ومانحين آخرين.