تحت القصف... سوريون ينزحون من الأتارب إلى المجهول

تحت القصف... سوريون ينزحون من الأتارب إلى المجهول

12 فبراير 2020
موجة نزوح واسعة من الأتارب السورية (رامي السيد/Getty)
+ الخط -
نزح عدد كبير من سكان مدينة الأتارب بريف حلب شمال غرب سورية، هرباً من قصف الطائرات والمدفعية، وخرج الأهالي بأطفالهم لا يحملون سوى ما يغطي أجسادهم من ثياب، واستطاع من كانوا أوفر حظاً تأمين وسيلة تنقلهم مع بعض الحاجيات.

وقالت أمّ محمد الحاج عبدو (56 سنة) التي نزحت مع أبنائها وأحفادها لـ"العربي الجديد": "لم نكن نستطيع انتظار تأمين سيارة تنقلنا إلى خارج البلدة، فالسيارات قليلة، والانفجارات تهز الأرض، والأمر لم يعد يتحمله الأطفال".
لا تعلم أم محمد إلى أين ستتجه مع عائلتها، لكنها ترغب في الوصول إلى الحدود السورية التركية، علّها تكون في مأمن من القصف.

وأفاد عضو مركز الأتارب الإعلامي، عبد الله ملحم، "العربي الجديد"، بأنّ "الأتارب التي كان يسكنها قبل أيام أكثر من 35 ألف نسمة شبه خالية اليوم، ولم يبقَ في المنطقة سوى بضع عائلات تحاول تأمين سيارات تقلّها للهروب من المنطقة".

ولفت إلى أن "أهالي البلدة عانوا من عدم وجود سيارات تنقلهم تحت القصف، كما غابت المنظمات والمساعدة الإنسانية عن المشهد بشكل كامل، في حين خلت البلدة من كلّ مقومات الحياة، فلا مواد غذائية ولا ماء ولا طبابة".

وأضاف: "منذ يومين والنساء ينزحن مشياً، وقد توجه معظم النازحين إلى عفرين والريف الشمالي والحدود السورية التركية". وطالب ملحم بتأمين المساعدة الإنسانية وإقامة مراكز إيواء، وتأمين سيارات لنقل أمتعة الناس، في ظل البرد الشديد.

ويبدو أن نزوح الأهالي من منطقة الأتارب في ريف حلب الغربي، وما قد يلحقه من تقدم لقوات النظام وروسيا، يتسبب بحال من القلق لدى سكان منطقة الدانا القريبة نوعا ما من الأتارب، وهي تعتبر اليوم إحدى مناطق لجوء النازحين، وتشمل بلدات سرمدا وباب الهوى وأطمه والمخيمات الحدودية التي تغصّ بالنازحين، فسرمدا وحدها يوجد بها أكثر من 200 ألف نسمة، واستقبلت أكثر من 40 ألف نازح منذ منتصف الشهر الماضي، حسب مراسل "العربي الجديد" بريف حلب.

وتتواصل عملية النزوح بشكل كبير من مناطق متفرقة في القطاع الغربي من ريف حلب، على خلفية استمرار تصعيد النظام السوري والروس للقصف، حيث نزح أكثر من 70 ألف مدني من بلدات وقرى ريف حلب الغربي خلال الساعات الـ24 الفائتة، بعضهم ينزح للمرة الرابعة والخامسة، جراء العمليات العسكرية في إدلب وحماة وحلب، إذ يكتظ الريف الغربي لحلب بالنازحين من مختلف المناطق.

وذكر مراسل "العربي الجديد" أن الطريق من الأتارب نحو عفرين بات يستغرق عبوره أكثر من 9 ساعات نتيجة الزحام الشديد على خلفية النزوح، كما أنه بات من شبه المستحيل العثور على مأوى للنازحين في عفرين وريفها ومنطقة أعزاز وأطمة وقاح وعقربات والمناطق الحدودية مع تركيا، وذلك لاكتظاظها بالنازحين، حتى أنه وفي بعض الأحيان يتشارك أكثر من 6 عائلات منزلاً واحداً.

وبحسب إحصاءات الوكالات الإخبارية المحلية، فقد ارتفع العدد الإجمالي للنازحين منذ مطلع ديسمبر/كانون الأول الماضي إلى أكثر من 950 ألف نازح من إدلب وحلب.

وقال مراسل "العربي الجديد" حول السيناريوهات المتوقعة لمنطقة باب الهوى وناحية الدانا: "الأمر متعلق بالعمليات العسكرية في ريف حلب الغربي خصوصاً، حيث تعتبر الأقرب إلى المنطقة، في حال تقدمت قوات النظام إلى مناطق جديدة باتجاه مدينة الأتارب، حينها تصبح منطقة الدانا وباب الهوى تحت مرمى النيران من الراجمات والقذائف الأرضية، بغية إجبار السكان على إخلاء قراهم لتسهيل عملية السيطرة عليها، أما في حال تقدمت قوات المعارضة نحو القرى التي استحوذت عليها قوات النظام أخيراً وخصوصاً قرية ميزناز وكفر حلب، فيبعد احتمال تعرض المنطقة إلى النزوح".

المساهمون