تجدد القصف الإيراني على مناطق حدودية في إقليم كردستان العراق
أكثم سيف الدين ــ بغداد
لم تعلّق حكومة الإقليم أو السلطات العراقية في بغداد على القصف (سافين حميد/فرانس برس)

جددت المدفعية الإيرانية وطائرات مسيرة، اليوم الإثنين، قصفها على مناطق حدودية عراقية متفرقة ضمن إقليم كردستان العراق، في أحدث هجمات تستهدف مناطق عراقية تقول طهران إنها تأوي مسلحين أكراداً معارضين لها.
ووفقاً لمصادر حكومية في أربيل تحدثت عبر الهاتف مع "العربي الجديد"، فإن القصف المدفعي طاول مناطق تابعة لسيدكان وقلعة وسميلان، مؤكدة أن حصيلة القصف لم تُعرف بعد، لكن من الواضح أن هناك خسائر بشرية فضلاً عن حرائق وأضرار مادية أخرى. ولفت المصدر إلى أن القصف استهدف مواقع مفترضة لمسلحي الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني.

ولم تعلّق حكومة الإقليم أو السلطات العراقية في بغداد على القصف، إلا أن مدير بلدة سميلان بمحافظة أربيل، شاخوان حسين، قال إن "طائرة من دون طيار استهدفت مبنى في قرية ديبكة، في البلدة"، مبيناً في تصريح لوكالات أنباء كردية، أن "حصيلة القصف الذي يبعد 30 كيلومتراً عن الحدود الإيرانية، لم تعرف بعد".

بدوره قال الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني، إن مقراً له في ناحية سميلان شمال أربيل تعرض للقصف بالطائرات المسيرة والصواريخ، متحدثاً عن أضرار مادية كبيرة من دون خسائر بشرية. وقال كاوه بهرامي، عضو الهيئة العاملة في الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني لوكالة "شفق نيوز" المحلية العراقية، أن "القصف ألحق أضراراً كبيرة بأحد معسكراتنا في الجبال ولكن لم يسفر عن خسائر بشرية وأن جميع أفراد قواتنا سالمون". 

أريز محمد: الموقف غير الجاد من قبل حكومة بغداد، إزاء القصف التركي والإيراني أعطى الدولتين مسوغاً لاستمراره

كما قصفت اليوم المدفعية الإيرانية مناطق عديدة من بلدة سيدكان شمال شرقي أربيل، وقد "خلّف القصف حرائق كبيرة في المناطق الجبلية المحيطة بالقرى". وأكّد شهود عيان في أربيل، أن القصف "ألحق أضراراً كبيرة بمنازل الفلاحين ومزارعهم وحقولهم بتلك القرى، كما أوجد حالة من الرعب بين الأهالي، واستمر لساعات عدّة".
وأكد الشهود لـ"العربي الجديد"، أن "حقول الدواجن في تلك القرى أصيبت بأضرار كبيرة نتيجة القصف، وأن الحرائق أتت على كثير منها"، وبحسب الشهود فقد تسبب "استمرار القصف بموجة نزوح في تلك القرى، ما يتطلب تدخلاً من قبل الحكومة ووضع حد لتلك الانتهاكات".
من جهته، قال عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني، أريز محمد، إن "القصف يمثل انتهاكاً صارخاً للأراضي العراقية، وانتهاكاً للمواثيق الدولية من قبل الجانب الإيراني، وأن حديث طهران عن استهدافها لحزب كردي معارض، لا يبيح لها قصف أراضي العراق"، مؤكداً لـ"العربي الجديد"، أن "حكومة كردستان احتجت على القصف، وأبلغت حكومة بغداد بضرورة اتخاذ موقف إزاءه".

وأشار محمد إلى أن "الموقف غير الجاد من قبل حكومة بغداد، إزاء القصف التركي والإيراني في الوقت ذاته، أعطى الدولتين مسوغاً لاستمراره، وأن الأمر لا يمكن استمرار السكوت عنه والاكتفاء بالتنديد والبيانات الخجولة، بل يتطلب تحركاً من الخارجية العراقية وتقديم مذكرة لمجلس الأمن"، داعياً حكومة بغداد إلى "ترك المجاملات على حساب العراق، وتقديم مصلحة البلد على المصالح الأخرى، والعمل على تحمل مسؤولية حفظ الأراضي العراقية".

وتتعرّض أراضي شمالي العراق إلى قصف من قبل تركيا من جهة، ومن قبل إيران من جهة أخرى، إذ تلاحق أنقرة التي توغلت قواتها داخل الأراضي العراقية، عناصر حزب العمال الكردستاني(PKK)، فيما تتحدث الحكومة العراقية عن إمكانية حل الموضوع بالطرق الدبلوماسية.