تبرّعات ليتامى بيت لحم
ناهد درباس ــ حيفا
حصلن على كميات كبيرة من التبرعات (العربي الجديد)

قبلَ نحو أسبوعين، أطلقت مجموعة نساء حيفا حملة تبرّعات خيرية لدعم الأطفال اليتامى في مدينة بيت لحم، تحت عنوان "إذا المرء يدرك سر العطاء لأنفق فيه مدى العمر". هذه الحملة سعت إلى مساعدة الأطفال في قرية العائلة المقدسة "الكريش"، التي تهتم بالأطفال المهملين واليتامى. ونجحت الحملة في جمع كميات كبيرة من التبرعات الأساسية التي تحتاجها المؤسسة، منها مواد غذائية للأطفال وحفاضات، ومواد تموينية من سكر وأرز وزيت وطحين، وملابس وغيرها.

في هذا السياق، تقول راوية لوسيا شماس (من المجموعة) إن المجموعة تتألف من عشر نساء، وقد طرحت الفكرة من قبل إحداهن بعدما لاحظت حاجة المؤسسة إلى المساعدة. تضيف أنه بعد إطلاق حملة التبرعات، لم نتوقع هذا الزخم والتجاوب والعطاء.
وتجدر الإشارة إلى أن مجموعة نساء حيفا كانت قد تأسست قبل عام ضمن جمعية "كيان"، التي تتألف من 12 مجموعة نسائية تتوزع في 12 بلدة عربية. وبالعودة إلى حملة التبرعات في حيفا، فقد أرادت النساء العمل على "تغيير المجتمع، وإن كان هذا لا يتحقق من خلال العمل الخيري فقط".

إلى ذلك، فإن الخطوة المقبلة لمجموعة نساء حيفا ستتمثّل في تنظيم ورش عمل والإعداد لعمل جماهيري في حيفا. تتابع: "في وقت سابق، أطلقنا نشاطات مع جمعية بلدنا في حيفا وجمعية التطوير الاجتماعي للنهوض بالمجتمع والسعي إلى تغييره". أيضاً، تهدف المجموعة إلى تعزيز مكانة المرأة، وإشراكها في الحيز العام، والتشجيع على الوصول إلى مناصب قيادية، وخصوصاً في العمل السياسي المحلي. تضيف أن التجاوب كان كبيراً جداً، ما يدل على أن مجتمعنا ما زال بألف خير.

وتقول عبير بخيت إنه منذ تأسيس المجموعة، "أطلقنا مبادرتين داخل مدينة حيفا. كانت الأولى عن تاريخ مدينة حيفا العربية قبل النكبة بمشاركة خمسين امرأة، بالإضافة إلى مهرجان أنا أحب حيفا. في وقت لاحق، عرفت من خلال مجموعة من الأصدقاء أن هناك حاجة لحملة تبرعات لأطفال يتامى في بيت لحم، فسعيت إلى تطبيق الفكرة عينها في حيفا، وكان أن تجاوبت ثماني نساء".
تضيف: "حين أطلقنا الحملة، ظننا أنها ستقتصر على حيفا. لكن التجاوب كان كبيراً جداً، وقد تبرع أناس من الجليل". وترى أن الحملة مهمة جداً وتحمل رسالة العمل الخيري، بالإضافة إلى التكاتف والعمل كمجموعة. وقد فوجئت النساء بسبب التجاوب الكبير. فخلال أسبوعين، نجحنا في جمع كمية كبيرة جداً من التبرعات". من جهة أخرى، تلفت إلى أن أهمية الحملة تكمن أيضاً في انخراط النساء في الحيّز العام.

من جهتها، تقول سحر خوري، وهي إحدى النساء المنظّمات: "تتميز الحملة بكونها مبادرة نسائية تهدف إلى دعم مؤسسة ترعى أطفالاً مهملين ويتامى، وقد بدأنا في جمع المنتجات الخاصة للأطفال من حليب وملابس وحفاضات وغيرها، بحسب طلب وحاجة المؤسسة". أضافت أن "هذه المرة الأولى التي أخوض فيها هذه التجربة، وأشارك في تنظيم الحملة الخيرية. التجربة بالنسبة لي خاصة ومثيرة جداً، وقد سررت بالعمل".
بدورها، تقول عالية جبيلي، وهي من مجموعة نساء حيفا، إنها المرة الأولى التي أشارك في حملة بهذا الحجم، لافتة إلى أنها اعتادت المشاركة في حملات بسيطة من وراء الكواليس وليس كمنظّمة. تضيف أن هذه الحملة أثبتت أن لدى النساء قدرات كثيرة، وهذا ليس أمراً بسيطاً. وتلفت إلى وصول تبرّعات من طمرة وشفاعمرو والناصرة، في إشارة إلى أن التجاوب فاق جميع التوقعات.

وتوضح جبيلي أن الحملة أُطلقت على "فيسبوك"، وقد قدّم الناس ملابس وأحذية وحليبا للأطفال وغيرها من الاحتياجات الأساسية. برأيها، يشير هذا التجاوب إلى أن المجتمع ما زال معطاءً. حتى أن غالبية المتبرعين كانوا نساء على الرغم من أنه كان للرجال دورهم أيضاً.

دعم الفئات المحرومة

تقول إحدى المنظمات في مجموعة نساء حيفا، سحر خوري، إن الأطفال اليتامى أو المهملين والمؤسسات التي تعنى بهم، قد ظلموا بالمقارنة مع فئات ومجموعات أخرى. تضيف: "لا أحد يكترث للسؤال عنهم، ولا يعتبرهم المجتمع أولوية. نحن كمجتمع بحاجة إلى دعم بعضنا بعضاً. فاليتامى والفقراء وطلاب الجامعات يحتاجون إلينا، وهناك نقص في عدد من المؤسسات. لابد من المشاركة في دعم الفئات المحرومة".

اقرأ أيضاً:
أيتام غزّة محتاجون