بين ماكرون وأردوغان... تحيا الجزائر
كما في لبنان، هشّمت طاحونة السلطة في الجزائر كل المعالم السياسية، بعد التجربة الثورية التي أنجبت رموزاً سكنت الجزائريين لعقود، وأخفقت السلطة أو تعمّدت الإخفاق في إنتاج نماذج للنجاح السياسي أو الاقتصادي والثقافي والديني ينتسب إليه الجزائريون ويذهبون عميقاً في الأخذ من رمزيته، وأفقد ذلك المجتمع الجزائري كلّ محدداته ومرجعياته ورموزه، ودفع بكثير من نخبه إلى التماهي مع رموز تمثّل دولاً أخرى، لذلك لا غرابة في أن تجاهر مجموعة بالولاء لماكرون، وتجاهر أخرى بالولاء لأردوغان، وبينهما يخفت الولاء للجزائر. قدّر الفرنسيون مستقبلهم فاختاروا القطيعة لمصلحة الشاب ماكرون، وفعل أردوغان لشعبه وبلده ما فعل، اقتصاداً وسياسة، لا يعنينا من الأول ولا الثاني إلا بقدر صلتهما بالتاريخ من حيث هو أولاً، والعائد الاقتصادي والاستراتيجي لمصلحة الجزائر ثانياً، ماكرون ليس ملاكاً وأردوغان ليس الشيطان، وبين دعاة يحيا ماكرون، ويحيا أردوغان، تحيا الجزائر والسلام.