Skip to main content
لا صيف لطلاب العلم في الجزائر.. إتمام بحوث ومسابقات توظيف
عثمان لحياني ــ الجزائر
يسعون لإتمام بحوثهم الجامعية (عبد الحق سينة/Getty)
"لا عطلة ولا بحر مع فكر يشتغل على كيفية إتمام ولو جزء بسيط من أطروحة الدكتوراه أو رسالة الماجستير أو بحث التخرج"، هكذا تحدث الكثير من طلاب العلم بالجزائر، موضحين أنهم يقضون فترات طويلة في المكتبات الوطنية والعمومية التي تفتح أبوابها للمهتمين والراغبين في إتمام مشاريع دراساتهم العليا.

وبرغم اختلاف قصص طلاب العلم والباحثين في مجال العلم والمعرفة، إلا أنها في المجمل تعبر عن اهتمامهم بإتمام مشاريعهم البحثية والالتزام بالمواعيد التي حددتها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي لمناقشة العشرات من مذكرات وأطروحات التخرج، كما يقول عبد الرازق بلعيد لـ"العربي الجديد"، وهو طالب دكتوراه في الاقتصاد بجامعة وهران، ارتأى أن ينتقل إلى العاصمة ليقضي شهرين كاملين في المكتبة الوطنية بـ"الحامة" حتى يتمكن من التفرغ للبحث وإتمام الأطروحة بعدما وجد نفسه مقيدا بالوقت من جهة وبالظروف الاجتماعية من جهة أخرى.

ونظرا لارتباط الأستاذ بلعيد بتقديم حصص في إطار التوظيف المؤقت بجامعتي سعيدة ومستغانم في الغرب الجزائري، فإن هذا الأمر أثر على سير البحث العلمي لديه الذي سجل فيه تقدما بطيئا يقارب الـ10 في المائة، يضيف المتحدث.

الكثيرون من أمثال بلعيد ينزوون في شقق أو غرف بالإيجار بعيدا عن ضوضاء المدينة وصخبها، وبمنأى عن الالتزامات الاجتماعية التي لا تنتهي على حد تعبير الأستاذ وطالب الدكتوراه عبد العالي جبارة لـ"العربي الجديد" من أجل متابعة بحثه والتفرغ له تاركا وراءه أسرته الصغيرة.

ويوضح أنه مطالب بإتمام الأطروحة قبل الآجال الممنوحة من الإدارة بجامعة بومرداس، فضلا عن كونه تأخر لمدة سبع سنوات كاملة، مما يحتم عليه الإسراع في إتمامها حتى يتفرغ بعدها للبحث العلمي بأكثر أريحية، على حد تعبيره.


الأزمة تلد الهمة

يدفع الوضع الاجتماعي الكثير من الطلاب إلى مواصلة البحث قصد الحصول على الشهادة للانخراط في سوق الشغل، مثلما تقول سمية بلهاني لـ"العربي الجديد"، مؤكدة أنها تفرغت لإتمام الدكتوراه من أجل الحصول على الشهادة والتوظيف أيضا، خصوصاً أن ظروفها الاجتماعية صعبة.

وتضيف أن البحث العلمي فرض عليها التفرغ، والاعتذار عن الالتزامات الاجتماعية كالزيارات والمناسبات مثل الأعراس وغيرها التي وضعتها جانبا حتى تتمكن من "البحث عن كتب ومراجع وبحوث مقدمة للمشاركة في المؤتمرات والندوات التي تدخل بدورها في التقييم العام للحصول على الشهادة".

ولأن الهدف هو العمل، فإن معظم الطلاب ينتظرون مسابقات التوظيف في الجامعات ولا يأبهون للعطلة الصيفية أو حتى مصاريف كراء شقة أو غرفة من أجل إتمام الأطروحة، مثلما عبر عن ذلك البعض في تصريحات متفرقة لـ"العربي الجديد" بعد أن أخرت من تقدمهم في البحث العلمي مختلف ظروف الحياة اليومية.

ويفضل البعض العمل بدل انتظار مسابقات التوظيف خاصة إذا كانت لديهم التزامات أسرية، فيما يجتهد آخرون لحصد نقاط إضافية في مسابقات التوظيف التي تتطلب أعوام التدريس في السيرة الذاتية، فيما ينظر البعض بنظرة تشاؤمية للبحث العلمي.

ويقول الأستاذ في التعليم الثانوي السعيد علوي لـ"العربي الجديد": "نحن بعيدون جدا عن القيام بالبحث في ظل ظروف تعجيزية اجتماعيا ومهنيا وإداريا وفي مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي على أمل انتظار مسابقات التوظيف التي لا يضمنها الآلاف".