بيلاروسيا.. الرئيس يرفض التنحي ودعوات أوروبية لدعم المحتجين

بيلاروسيا.. الرئيس يرفض التنحي ودعوات أوروبية لدعم المحتجين

17 اغسطس 2020
من التظاهرات المعارضة للوكاشينكو في مينسك (Getty)
+ الخط -

بينما تستمر التظاهرات المعارضة لولاية سادسة للرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، وسط رفضه التنحي، تتواصل الدعوات الأوروبية لتقديم الدعم للمحتجين، غداة إبداء روسيا تقديم مساعدة عسكرية لحليفها.

فقد دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الاتحاد الأوروبي إلى "مواصلة التحرك" دعماً للمتظاهرين، بينما وصف نائب المستشارة الألمانية، أولاف شولتس، لوكاشينكو بأنه "ديكتاتور"، وفي العاصمة التشيكية براغ خرجت تظاهرة مؤيدة للمحتجين.

ورفض لوكاشنكو، أمس الأحد، التنحي عن منصبه متمسكاً بشرعية الانتخابات الرئاسية الأخيرة التي فاز فيها بنسبة 80%.

وخلال خطاب نادر ألقاه، الأحد، أمام أنصاره في مينسك، قال لوكاشنكو: "دعوتكم إلى هنا للدفاع عن البلاد واستقلالها".

وأضاف لوكاشينكو، الذي يزعم أن مؤامرة أجنبية حيكت للإطاحة به، أنّ دبابات وطائرات حلف شمال الأطلسي منتشرة حالياً على بعد 15 دقيقة من حدود بلاده.

وقال لوكاشينكو: "قوات حلف شمال الأطلسي على أبوابنا. وليتوانيا ولاتفيا وبولندا وأوكرانيا تأمرنا بإجراء انتخابات جديدة". وأضاف في خطاب لمؤيديه: "لم أخنكم يوماً ولن أفعل ذلك".

روسيا "مستعدة" للمساعدة

وقال الكرملين إنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أبلغ لوكاشينكو بأنّ موسكو مستعدة لتقديم المساعدة، طبقاً لاتفاق عسكري إذا لزم الأمر. وأضاف، في بيان، أن بيلاروسيا تتعرض لضغوط خارجية. ولم يذكر البيان من أين تأتي تلك الضغوط.

ويواجه الرئيس البيلاروسي الذي يحكم الجمهورية السوفياتية السابقة منذ العام 1994، احتجاجات غير مسبوقة ازدادت حدتها على خلفية قمع الشرطة للمعارضين.

في المقابل، قال حلف شمال الأطلسي إنه يراقب الموقف في بيلاروسيا عن كثب لكن ليس هناك حشد عسكري على حدودها الغربية.

مظاهرات حاشدة للمعارضة

ويقول معارضو لوكاشينكو، الذي يحكم البلاد منذ 26 عاماً، إن الانتخابات شابها التزوير لإخفاء حقيقة أنه فقد التأييد الشعبي. وينفي لوكاشينكو أنه خسر الانتخابات، مشيراً إلى النتائج الرسمية التي منحته ما يزيد قليلاً عن 80% من الأصوات.

وتجمع عشرات الآلاف، في مينسك، في أكبر تجمع حاشد منذ انتخابات 9 أغسطس/ آب، ورفعوا لافتات كُتب عليها "نحن ضد العنف" و"على لوكاشنكو أن يقدم أجوبة بشأن التعذيب والقتل".  

ورفع محتجون شارات النصر والورود والبالونات. ولبس كثر منهم اللون الأبيض الذي تحوّل إلى رمز لحركة المعارضة.

ولقي ما لا يقل عن محتجين حتفهما، وتم اعتقال آلاف آخرين في حملة قمع منذ الانتخابات.

دعوات أوروبية لدعم المحتجين

في الأثناء، طالب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أمس الأحد، دول الاتحاد الأوروبي بـ"مواصلة التحرك" دعماً "لمئات آلاف" المتظاهرين في بيلاروسيا ضد نظام لوكاشينكو.

وقال ماكرون في تغريدة عبر "تويتر"، إنه "يجب على الاتحاد الأوروبي أن يواصل التحرك إلى جانب مئات الآلاف من البيلاروسيين الذين يتظاهرون سلمياً في سبيل احترام حقوقهم وحريتهم وسيادتهم".

إنه "ديكتاتور"
بدوره، وصف وزير المالية الألماني أولاف شولتس رئيس بيلاروسيا، أمس الأحد، بأنه ديكتاتور فقد دعم شعبه وحذّر موسكو من التدخل لإبقائه في السلطة.

وقال شولتس الذي يشغل أيضاً منصب نائب رئيس مستشارة ألمانيا، في مقابلة مباشرة مع موقع صحيفة "بيلد" الإلكتروني، "هذا ديكتاتور ومن ثم فهو يحتاج لتصريحات واضحة ولغة واضحة".

وأضاف شولتس، مرشح الحزب "الديمقراطي الاشتراكي" لخلافة المستشارة أنجيلا ميركل: "إنني مقتنع تماماً بأنّ هذا الرئيس لم تعد لديه أي شرعية وإلا لم يكن ليحكم بمثل هذه القوة الوحشية التي لا يمكن تصورها".

وسئل شولتس عمّا يمكن أن يفعله لمنع تدخل روسيا، فقال: "التدخل العسكري في الدول الأخرى غير مقبول على الإطلاق ويمثل خرقاً لكل القواعد التي وضعناها بأنفسنا بموجب القانون الدولي".

ونددت دول أوروبية بالانتخابات وبقمع الشرطة للمحتجين، واتفق وزراء الاتحاد الأوروبي الجمعة على تحديد قائمة أهداف في بيلاروسيا لفرض عقوبات جديدة عليها.

التشيكيون يتظاهرون أيضاً
واحتشد المئات من التشيكيين والبيلاروسيين في وسط العاصمة التشيكية براغ، الأحد، دعماً للمحتجين.

وهتف المتظاهرون "تحيا بيلاروسيا" بينما رفعوا لافتات كتب عليها "بيلاروسيا حرة" و"أوقفوا العنف" و"الزهور أفضل من الرصاص"، وحضوا الشرطة البيلاروسية على الكف عن التعامل بعنف مع المتظاهرين.

ودعا رئيس الوزراء التشيكي أندريه بابيش الاتحاد الأوروبي إلى اتخاذ إجراءات بشأن بيلاروسيا.

وقال إنه يجب "تشجيع البيلاروسيين على القيام بثورة مخملية على غرار عام 1989"، في إشارة إلى الانقلاب السلمي الذي أطاح بالحكم الشيوعي الشمولي في تشيكوسلوفاكيا السابقة.

ولوح المتظاهرون في الساحة القديمة التاريخية في براغ بصور سفيتلانا تيخانوفسكايا، المنافسة الرئيسية للوكاشينكو، والتي فرت إلى ليتوانيا بعد التصويت.

وأعلنت تيخانوفسكايا، الجمعة، إقامة "مجلس تنسيق" لضمان انتقال السلطة وطلبت من حكومات أجنبية "مساعدتنا في تنظيم حوار مع السلطات البيلاروسية".

وطالبت السلطات بإطلاق سراح جميع الموقوفين وسحب القوات الأمنية من الشارع وفتح دعاوى جنائية بحق الذين أصدروا أوامر بشن حملة القمع.

وقالت إنها ستنظم انتخابات جديدة في حال تنحى لوكاشنكو.

 

(فرانس برس، رويترز)

المساهمون