بيع القطن المصري بالمزاد... تجربة فاشلة

بيع القطن المصري بالمزاد... تجربة فاشلة

27 سبتمبر 2019
الفلاح المصري أكبر الخاسرين في سوق القطن (فرانس برس)
+ الخط -
أكد أحد القياديين النقابيين في صعيد مصر أن تجربة بيع القطن بالمزاد في محافظتي الفيوم وبني سويف، فاشلة وستؤدي إلى انصراف الفلاحين عن زراعة القطن الموسم المقبل، لأن آخر سعر للقنطار في المزاد بلغ 2000 جنيه، وهو ما يمثل خسارة محققة للفلاح، موضحًا أن تكلفة زراعة الفدان بالقطن تتخطى 16 ألفا، بمتوسط إنتاج 8 قناطير.

وفي تصريحات لـ"العربي الجديد"، تساءل القيادي نفسه عما إذا كان تبرير القائمين على المزاد بأن الأسعار مرتبطة بمتوسط سعر القطن الأميركي، قبل أن يضيف سؤالين آخرين: "لماذا لا تشتري الحكومة القطن من الفلاحين بالسعر العالمي؟ ولماذا لا تدعم الحكومة الفلاح كما تدعم الحكومات الأوروبية فلاحيها".

وطالب بعودة دور الجمعيات التعاونية في التسويق والإعلان قبل بدء الموسم عن سعر تضامني لشراء القطن، تحفيزًا لزراعة القطن الموسم المقبل، خصوصا بعد انصراف كثير من الفلاحين عن زراعته.

ويقول الحاج حسين عبد المعطي، من كبار مزارعي الصعيد، إن مزارعي القطن في الصعيد قلقون نتيجة وجود حالة ضبابية من عدم ظهور مشتر للقطن حتى الآن، باستثناء الفيوم وبني سويف التي يُباع القطن فيهما بالمزاد.
وأضاف: "حتى لو أخذنا بأسعار المزاد والتي وصلت إلى 2000 جنيه، فهي أسعار خاسرة لا تغطي تكاليف الإنتاج، وإذا طالت المدة سيضطر الفلاح للبيع على سعر 1800 جنيه، لحاجته الماسة إلى تدبير أموره المعيشية وسداد ديونه".

ويتوقع الحاج حسين عزوف المزارعين عن القطن، إذا لم تتدخل الحكومة لشراء القطن من الفلاحين بسعر عادل، بحسب نص المادة 29 من الدستور والتي ألزمت الحكومة بدعم المحاصيل الاستراتيجية، خصوصا أن المساحة المزروعة هذا العام تقلصت في بعض محافظات الصعيد 30%.

وأرجع مسؤول في إحدى الشركات الخاصة، في تصريح لـ"العربي الجديد"، عدم المشاركة في المزاد حتى الآن، لوجود قطن من العام الماضي في مخازن الشركة، بسبب شراء كميات كبيرة من الفلاحين بالأسعار التعاقدية التي أعلنتها الحكومة لإنقاذ الموسم، لكن صدرت تعليمات لشركات الغزل بشراء المستورد على حساب المصري.

وعزا صاحب إحدى شركات تجارة القطن وتصديره، لـ"العربي الجديد"، إحجام الشركات الخاصة عن الدخول في المزادات إلى وجود مخزون من العام الماضي لم يُصرّف بعد، كما أن الأسعار المعلنة حتى الآن لا تشجع المصدّرين بسبب تراجع السعر العالمي مع انخفاض سعر الدولار. ويرى أن وصول سعر قنطار القطن إلى 2000 جنيه يُغطي تكاليف الإنتاج فقط.
وكانت الحكومة قد كلفت "شركة الوادي لتجارة وحليج الأقطان" التابعة لـ"الشركة القابضة للغزل والنسيج"، بالإشراف على تجربة بيع القطن بالمزاد، لتسويق أقطان وجه قبلي "جيزة 95"، طبقًا لمتوسط الأسعار العالمية للقطن الأميركي، "البيما" طويل التيلة و"إندكس أيه" قصير التيلة.

وفازت 4 شركات حكومية هي "الوادي" و"الدلتا" و"مصر" و"كبس الأقطان"، بدخول المزاد، إلى جانب أُخرى خاصة تقدّمت للمشاركة في المزاد هي "النيل الحديثة" و"الإخلاص" و"الأصدقاء" و"أبو مضاوي".

وقال رئيس مجلس إدارة شركة "الوادي لتجارة وحليج الأقطان"، عزة قباري، إن الشركات الخاصة ما زالت تُحجم عن المشاركة بدعوى ارتفاع سعر فتح المزاد.