بيع الأحلام

بيع الأحلام

05 سبتمبر 2014
نازح من سوريا يبيع الخبز على المارة ( أرشيف/getty)
+ الخط -
ليس من السهل على المرء بيع أحلامه، وليس من السهل الوقوف على ناصية الشارع لبيع ما تيسر من أحلام لتأمين لقمة العيش.
في العالم العربي تتكاثر هذه الظاهرة، ولعل الشباب العربي باع أكثر من مرة أحلامه، مقابل مواجهة متطلبات الحياة القاسية.
تعلمنا في المدارس أن نواجه المصاعب، وأن الحياة تتطلب العمل والجهد، وأن الأحلام لا بد أن تتحقق يوماً ما.
كبرنا، وواجهنا الأنظمة السياسية والاقتصادية المجحفة في حقنا، وبدأنا يوماً بعد يوم ببيع الأحلام، إلى أن تخلينا نهائياً عن أحلام كانت يوماً ما سبب وجودنا.
اليوم، لم تعد تجارة الأحلام للكبار فقط، بدأ الصغار ببيع أحلامهم، ولعل مشهد عمالة الأطفال المتكرر في أكثر من شارع عربي خير دليل على ذلك.
في لبنان، يتشارك الأطفال الفقراء في العديد من الأحياء مع النازحين السوريين مهنة بيع الأحلام، ترى الأطفال موزعين في الشوارع، يعملون أحياناً في أعمال خطرة، حرّمها القانون الدولي، وأحياناً تراهم يبيعون ما لا يستطيعون شراءه، كالحلويات والسكاكر والورود.
في لبنان، أكثر من مئة ألف طفل يقعون ضحايا عمل الأطفال والاتجار بهم، بحسب ما نقلته خطة العمل الوطنية التي أعدتها اللجنة الوطنية لمكافحة عمل الأطفال ومنظمة العمل الدولية، والتي أفادت بأن لبنان قد يكون من الدول التي تسجل النسبة الأعلى في العالم للأطفال العاملين بين 10 و17 عاماً. عمالة الأطفال لا تقتصر داخل لبنان، فالأردن يشارك لبنان هذه الظاهرة، خصوصاً في ظل وجود النازحين السوريين الذين لجأوا إلى الأردن، والذين يعملون في ظروف قاسية، لتأمين احتياجات أسرهم الأساسية.
وبالأرقام، بلغت نسب العمالة بين صفوف النازحين السوريين في الأردن أكثر من 20 في المئة، وقدرت دراسة للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن أكثر من 50 ألف طفل سوري يعملون داخل المخيمات وخارجها، في ظروف أقل ما يقال عنها إنها لا تمت بصلة الى الإنسانية.
وفي سورية، وبالرغم من غياب الإحصاءات الخاصة بعمالة الأطفال، إلا أن نسبة الأطفال الموزعين في الشوارع السورية تشير إلى حجم الكارثة.
من المسؤول عن بيع الأطفال أحلامهم؟ من المسؤول عن هذه الأرقام؟ لماذا يلجأ الأطفال لبيع أحلام التربية والتعليم، واللعب لمواجهة الحياة منذ نعومة أظفارهم؟ أهو المجتمع أم الاقتصاد، أم السياسيون، الذين امتهنوا قتل الأحلام، من الشباب إلى الأطفال.

المساهمون