بوتين عن انقلاب تركيا: روسيا تعارض الأعمال غير الدستورية
عبد الرحيم الخصار ــ طنجة
قال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، اليوم الثلاثاء، خلال القمة التي جمعته مع نظيره التركي، رجب طيب أردوغان، في سانت بطرسبورغ، إن بلاده "تعارض دائماً أي أعمال غير دستورية"، في إشارة إلى محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها تركيا منتصف الشهر الماضي. 

وانطلقت قبل قليل أول قمة بين بوتين، وأردوغان منذ بدء تطبيع العلاقات بين تركيا وروسيا، 
وقال بوتين: "أعلم أنني كنت من بين أوائل من تواصلوا معكم هاتفيا وأعربت عن دعمي في تجاوز الأزمة السياسية الداخلية المتعلقة بمحاولة الانقلاب. أريد أن أقول مرة أخرى إن موقفنا المبدئي كالآتي: نعارض بشدة أي محاولات للأعمال غير الدستورية".

وأضاف: "في هذا السياق، أريد أن أعرب عن أملي في أن الشعب التركي سيتجاوز هذه المشكلة تحت قيادتكم، وستتم استعادة النظام والشرعية الدستورية".

وحول تطبيع العلاقات بين البلدين، قال الرئيس الروسي: "بعد الفاجعة المعروفة ونتيجة لمقتل عسكريينا في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، تراجعت علاقاتنا إلى مستوى منخفض جدا وتدهورت".

وتابع: "ومع ذلك، فإن زيارتكم اليوم رغم الوضع السياسي الداخلي الصعب للغاية في تركيا، تدل على أننا جميعا نريد استئناف حوارنا واستعادة العلاقات من أجل مصالح شعبي تركيا وروسيا".

من جهته، قال أردوغان إن "التعاون بين روسيا وتركيا سيساهم في حل العديد من قضايا المنطقة"، مضيفاً: "أؤمن من خلال الخطوات التي اتخذناها وسنتخذها أن العلاقات الروسية التركية ستدخل مرحلة مختلفة".

وتابع: إن "اتصال الرئيس بوتين بنا عقب المحاولة الانقلابية الفاشلة في 15 تموز/يوليو، أسعد شعبنا".

ويرافق الرئيس التركي، في زيارته، وزير الخارجية مولود جاووش أوغلو، ونائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية محمد شيمشك، ووزير السياحة والثقافة نابي أفجي، والاقتصاد نهاد زيبكجي، والزراعة فاروق جيلك، والطاقة براءات البيرق، ونائب رئيس حزب "العدالة والتنمية" الحاكم مهدي إكِر، إضافة إلى رئيس المخابرات التركية، حاقان فيدان.

ومن المنتظر أن تتصدر قضايا التعاون الاقتصادي والوضع في سورية، جدول أعمال المحادثات. وأكد أردوغان في حوار مع وكالة الأنباء الروسية "تاس" عشية الزيارة، استعداده لاتخاذ خطوات فورية لتحقيق مشروع "السيل التركي" لنقل الغاز.

ومن المرتقب أن يساعد هذا المشروع روسيا في الحد من اعتمادها على أوكرانيا في نقل الغاز إلى أوروبا، فيما ستحقق تركيا طموحاتها في أن تصبح مركزاً إقليمياً لعبور الغاز وستغطي حاجياتها المتزايدة من الطاقة. كما يسعى الطرفان لتطبيع العلاقات الاقتصادية في أسرع وقت، باعتبار أن العقوبات هي سلاح ذو حدين، يضر بكلا البلدين، لكن من جانب آخر، ثمة خلافات حول سورية، لن تسفر القمة عن انفراج فيها. 

كما سيكون اللقاء بين أردوغان وبوتين شاملاً وسيركز على الأزمة السورية، وفق رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، الذي شدد على أنه تم تجاوز المحاولة الانقلابية الفاشلة في 15 تموز/ يوليو الماضي.

وخلال كلمته الأسبوعية في الكتلة البرلمانية للعدالة والتنمية، اليوم الثلاثاء، قال يلدريم :"نزيد من أعداد أصدقائنا وسنستمر في ذلك، إن صداقة تركيا هي أمر هام للغاية لكل الدول، وهناك أبواب مفتوحة كبيرة أمام تركيا، يذهب السيد الرئيس برفقة أصدقائنا من الوزراء إلى روسيا، اليوم، حيث ستشهد الزيارة مقابلات مكثفة وشاملة، وستتناول المشاكل الإقليمية وعلى رأسها الأزمة السورية بعناية فائقة".

وشكر يلدريم المواطنين وقيادات كل من حزب "الشعب الجمهوري" (أكبر أحزاب المعارضة) وحزب "الحركة القومية"(يميني قومي) على حضورهم اللقاء الكبير الذي نظمته رئاسة الجمهورية في مدينة إسطنبول، الأحد الماضي، مشددا على إنه تم إغلاق صفحة المحاولة الانقلابية.