بوتفليقة يحذر من التطرف ويدعو لمحاربة خطاب الكراهية

بوتفليقة يحذر من التطرف ويدعو لمحاربة خطاب الكراهية

03 ديسمبر 2018
+ الخط -
حذر الرئيس الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة، من تسلل مذاهب دينية متطرفة إلى الجزائر وجدد عزم الدولة على محاربة التشدد وخطاب الكراهية ومحاولات التقسيم الطائفي.

وقال بوتفليقة في رسالة وجهها، اليوم الاثنين، إلى مؤتمر الأئمة والقرآن المنعقد في الجزائر إن "الدولة ستستمر في منع خطاب الكراهية وفي محاصرة محاولات التقسيم الطائفي والمذهبي، وفي السعي إلى إحياء ميراث أسلافنا العلماء الذين كانت خطاباتهم ودروسهم بلسماً شافياً للأدواء التي تطاول المجتمع وتعوقه عن التقدم والرقي".

ولفت بوتفليقة إلى خطورة تسلل مذاهب دينية متشددة إلى الجزائر على السلم المدني، وحذر من "تخلي الجزائريين عن ميراث تدينهم مقابل استيراد مذهبيات هي أصلح لمجتمعاتها من مجتمعنا".

وأضاف: "أحذر من أن نتسبب اليوم في انكفاء أبنائنا عن أسلافهم العلماء، لأن ذلك سيزعزع ثقتهم وسيجعلهم عرضة لفتك التيارات الفكرية الدخيلة، والمذهبيات المنحرفة والحركات الاستغلالية التي استعملت الإسلام لتمزيق المجتمعات وإضعاف الأوطان وبث الكراهية فيها والضغينة والبغضاء".

ووصف الرئيس الجزائري جزءاً من النقاشات المجتمعية في الجزائر حول موضوع الهوية بأنها نقاشات جوفاء وقال "هوية الجزائر مستمدة من ماضيها الأمازيغي وتاريخها العربي وتراثها العربي الإسلامي ولا يصحّ اليوم أن تتسبب النقاشات الجوفاء والتشكيك الممنهج في نكران أبنائنا لتاريخهم وفي تنكرهم لأسلافهم".

واعتبر بوتفليقة أن الجزائر، وبرغم نجاح مشروع المصالحة الوطنية في وقف الفتنة الدامية ومعالجة آثارها، إلا أن ذلك لا يبعدها عن أتون الفتنة. وقال إن "ميثاق السلم والمصالحة الوطنية ولد من رحم الأزمة لا يعني تمزيق صفحة الماضي ولا نسيان المأساة وأسبابها، ولا يعني أننا أصبحنا في منأى عن الوقوع في المأساة ثانية، بل الخطر ما زال داهماً ما لم نكن أوفياء لأولئك الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم من أجل الحفاظ على وحدة الجزائر وسد الطريق أمام خطاب الفتنة والكراهية والتمييز".

وثمن بوتفليقة دور "الأئمة الذين لم يبرحوا مساجدهم ولم يسلموا منابرهم لدعاة الفتنة أيام المأساة الوطنية فدفعوا الثمن غالياً واستشهد منهم العشرات فوق منابرهم وهم يحمون الجزائر من أن تعصف بها فتنة وتمزق وحدتها".

وخلال الأزمة الأمنية التي شهدتها الجزائر في التسعينات، قُتل المئات من الأئمة ورجال الدين من قبل المجموعات المسلحة التي كانت تستهدفهم بسبب مواقفهم الوسطية.